أفواه وحكماء بقلم حسن ابو زهاد

أفواه وحكماء
بقلم
حسن ابو زهاد

حياتنا التي نحياها مليئة بالعبر التي نتجت من تجارب السنين من خلال تخطي العقبات والصعوبات والموانع التي اعترضت حياتنا مررنا منها ولكن تالمنا كثير فكان العون من الله صدقا ويقينا ولكن هذه التجارب الحياتية لم تمر. سدي ولكن كان الثمن الآلام والمتاعب فليست الحكمة وهبت نفسها لأنفسنا دون ثمن وعناء ولكن خلفتها مواقف الحياة المتباينة وقد منح الأجداد الآباء الحكمة نتيجة مخلفات السنين من المواجهة الحقيقية مع الحياة وأيضا ورث الأبناء الحكمة عن الآباء فأصبحت تتداول جيلا بعد جيل نتعلم منها ونأخذ العبر فلا تقهرنا المواقف الحياتية الصعبة مرات أخري بعد أن تعلمنا نتاج السنين فقد أسعدنا وسط الأجواء الرمضانية إن نتبادل الحديث فنسرد قصة أوحت إلينا بخبرات السنين ونتاج الحكمة والموعظة التي تعيننا في هذه الحياةفقد. خرج أحد الملوك ذات يوم مع وزيره متنكرين
يطوفان أرجاء المدينة ليروا أحوال الرعيةفقادهم الحظ إلى منزل في ظاهر المدينة فقصدا إليه ولما قرعا الباب خرج لهما رجل عجوز دعاهما إلى ضيافته فأكرمهما وقبل أن يغادراه قال له الملك لقد وجدنا عندك الحكمة والوقار. فنرجوا أن تزودنا بنصيحة. فقال الرجل العجوز لا تأمن للملوك ولو توجوك
فأعطاه الملك وأجزل العطاء ثم طلب نصيحة أخرى فقال العجوز لا تأمن للنساء ولو عبدوك فأعطاه الملك ثانية ثم طلب منه نصيحة ثالثة فقال العجوز. أهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك فأجزاه الملك ثم ودعه وانصرف هو ووزيره
وفي طريق العودة إلى القصر أبدى الملك استياءه من كلام العجوز
وأنكر كل تلك الحكم وأخذ يسخر منها وأراد الوزير أن يؤكد للملك صحة ما قاله العجوز.فنزل إلى حديقة القصر. وسرق بلبلاً كان الملك يحبه كثيراًثم أسرع إلى زوجته يطلب منها أن تخبئ البلبل عندها. ولا تخبر به أحداًوبعد عدة أيام طلب الوزير من زوجته أن تعطيه العقد الذي في عنقها
كي يضيف إليه بضع حبات كبيرة من اللؤلؤ فسرت بذلك د وأعطته العقدومرت الأيام ولم يعد الوزير إلى زوجه العقدفسألته عنه فتشاغل عنها. ولم يجبها. فثار غضبها
واتهمته بأنه قدم العقد إلى امرأة أخرى فلم يجب بشيء مما زاد في نقمته وأسرعت زوجة الوزير إلى الملك لتعطيه البلبل وتخبره بأن زوجها هو الذي كان قد سرقه
فغضب الملك غضباً شديداً
وأصدر أمراً بإعدام الوزير
ونصبت في وسط المدينة منصة الإعدام وسيق الوزير مكبلاً بالأغلال
إلى حيث سيشهد الملك إعدام وزيره وفي الطريق مر الوزير بمنزل أبيه وإخوته فدهشوا لما رأوا وأعلن والده عن استعداده لافتداء ابنه بكل ما يملك من أموال بل أكد أمام الملك أنه مستعد ليفديه بنفسه
وأصر الملك على تنفيذ الحكم بالوزيروقبل أن يرفع الجلاد سيفه طلب أن يؤذن له بكلمة يقولها للملك
فأذن له فأخرج العقد من جيبه وقال للملك ألا تتذكر قول الحكيم
لا تأمن للملوك ولو توجوك
ولا للنساء ولو عبدوك وأهلك هم أهلك ولو صرت على المهلك وعندئذ أدرك الملك أن الوزير قد فعل ما فعل ليؤكد له صدق تلك الحكم فعفا عنه وأعاده إلى مملكته وزيراً مقربا
يجب أن لا نستهين بما يعطى لنا من حكم فكم من حكمة أنقذت صاحبها من الضيق أو الهلاك لذا علينا مجالسة الحكماء والبلغاء وتناول الحكمة من أناس ارهقتهم تجارب الحياة فعرفوا حقيقية بواطن الأمور ونتجت من حياتهم وتجاربهم الحكمة البالغة التي إن اخذناها بعين الاعتبار كانت معينا لنا في هذه الحياة كم أتقدم لكم بالشكر متابعي خواطرنا. الرمضانية الكرام كل عام وانتم بالف خير باذن الله تعالى وبركاته ومصر كلها بخير قيادة وشعبا وجيشا وشرطة وأجهزة الدولة جميعها اسعدكم الله وحافظ عليكم باذن الله تعالى وبركاته كل عام ومصر كلها بخير

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى