أموات ونهايات بقلم حسن ابو زهاد

أموات ونهايات
بقلم
حسن ابو زهاد

ليتنا لا نتردد في اتخاء القرار المناسب الذي يتوافق غايتنا وينبع من قلوبنا فلا نجعل الكمون يفرض علينا سطوته وينفذ كلماته ويحقق الصمت اسوء غاياته فالتردد من يوقع صاحبه في حوادث الحياة حتي وإن برعوا في القيادة فالمترددين اسوء حظا حينما يكون التردد كمون الافصاح عن صدق النوايا وسلام السريرة فالأيام تجري. سريعا وربما لا تمنحنا فرصاً سانحة او اغلقت امامنا الابواب بعد ان كانت مفتوحة فلما يظل الكلام الطيب عالقا في ازهاننا ننتظر الفرصة المناسبة للتعبير عنه لكن الفرصة المناسبة الحقيقية في نفس الحين الذي تراودنا فيه هذه الأفكار الجميلة او التحدث بالكلمات الرائعة. التي تروق. لنا. وتملا. قلوبنا وعقولنا فالحياة تدور دورانا مزهلا ولا تمهل فرصا أخري فهناية الأحداث واسدال الستار عن فصول مكمون الحياة ربما يسبق التفكير في إحراز الأهداف او طريقة الأداء بشكل معين يرضي الأنفس ويريح القلوب وربما الكلمات الدلالية الجميلة التي نود أن نصرح بها للآخرين لا يمهلنا القدر إذا انتظرت طويلاً حبيسة في جدران ازهاننا مغلق عليها في قلوبنا تنتظر. افراج السنين عنها الي أحبابنا. فهل يعلمون احبائنا خفايا قلوبنا. وخبايا نفوسنا او يدركون حقيقة نياتنا إليهم فلما لا نصرح بما يجول بخاطرنا ما أجمل الشفافية وعدم نسيان الكلام الطيب في أدراج مكاتبنا ينتظر الفرصة المناسبة فالفرص ربما ذهبت مع الايام وحين تأتي الفرصة المناسبة تختفي الأشخاص أنفسهم من أمام أعيننا فلا نجد من انتظرنا كثيراً دون البوح لهم أو اتخاذ قرارا بشأنهم فالحياة لها رأي آخر احيانا فمن سماتها التغير شأنها شأن الكثير من أمور هذه الحياة فلا تتردد كثيراً أمام صنائع المعروف أو أعمال الخير دع الأمور تسير بطبيعتها دون تكلف وأترك التوفيق لله رب العالمين فنحن كل يوما ننام ولا ندري هل نجد من يوقظنا ام ان الحياة لا تعطينا ذلك فالنوم موتة صغري تعطينا درسا كل يوم أننا لسنا مخلدين في هذه الحياة فلنعجل بالطاعات والخيرات ولا نجعلها في حقائب قلوبنا مغلقة تنتظر اللحظات المناسبة فاللحظة المناسبة حقا حينما يجول بخاطرنا الأمر فلا تعجيل فهناك العديد من المواعظ تعالى نطوف سويا حولها فهناك شاب يحكي إنه ظل في قطيعة مع صحبة وصديق عمره سنين و سنين
وحين قرر فيه ان يذهب إليه حتي يصالحه فظل يرتب في الكلام الذي سوف يقوله له العتاب الذي سوف يدور بينهم وكيف سيكون الحوار. ومرت فترات كبيرة علي ذلك وقرر أخيرا الذهاب إليه بعد كل هذه التراتيب ولكن القدر له شأن آخر فقد سمع عند آذان الفجر اسم صحبة ينادي عليه في المسجد المجاور له اعلان وفاته وميعاد. دفن جثمانه في مدافن البلدة يكاد من الصدمة كان ان يفارق الحياة أيضا أو إصابته بنوع من أنواع الشلل ظل يبكي بحرقة ويقول ليتني صالحته منذ اليوم الأول من اختلافنا ولكن هل هناك جدوي فلا أمل لقد انتهي الأمر وصار الحديث باليا لا نفع ولا فائدة فقد رحل تاركاً عالمنا إلي عالم أخر وأيضا شاب ظل يعشق فتاة سنين. طوال و لكنه. كان مترددا ان يبوح بهذا العشق خشية أنه يواجه الرفض منها فظل مع نفسه يخفي حبه ولوعته وفي اليوم الذي قرر يستجمع شجاعته ويذهب الي خطبتها عرف انها تزوجت وسافرت مع زوجها كاد يجن ولكنه قرر الإتصال بها في رسالة قالها فيها انه أحبها وكانت أمنيته سعادتها لم يتوقع ردها الذي جاء عكس أوهامه أنها كانت تحبه أكثر من حبه لها وكانت تنتظر منه إشارة ليعلن لها عن حبه لها ولكن ظل. صامتا حتي خابت آمالها فيه ولم تجد سبيلاً سوي الارتباط وأنها الان صارت سيدة متزوجة تحترم بيتها وزوجها وطوت تك الصفحات من حياتها مهما كانت النسبة لها كاد يموت من الندم ولكن بلا جدوى الندم انه لم يذهب إليها في حينه كاد ان يصعق نفسه من خيبة الأمل ويسأل نفسه لما التأجيل لماذا لم اذهب في حينه دون تأخير أو أخبرها بما يكنه قلبي لها أنها الأقدار التي لا تنتظر. و أيضا. غصب ابن من امه وترك البيت. غاضبا شهور عدة لا يعرف له أحد طريقا. وقد اشتاق لأمه كثيراً وقرر الرجوع إليها ولكن بلا جدوى فقد وجد الجيران مجتمعين أمام البيت لتأدية واجب العزاء في والدته فظل يصرخ لما تاخرت ما. كان يجب أن أترك البيت غاضبا من امي كل هذه السنوات والآن لقد فقدتها الي الابد ولن استطيع ان انال رضاها فقد ماتت غاضبة عليا فجري مثل المجنون الي قبرها ولكن لا فائدة من حزنه فقد مرت الأوقات المناسبة الحقيقية وقف الإمام القبر يقول لحظة يا امي احضنك مرة واحدة وعودي ثانية ولكن هل هناك فائدة من الحزن هل ستعود مهما صنع من أحزان لا جدوي منها لقد مر الوقت المناسب ولا جدوي من أحزانه النتيجة الحقيقية أننا
نهدر سنينا خشية رد الفعل. من نحبهم او كبريئنا امام أنفسنا وأمام الآخرين ولكن هل هذا منطقياً بعد سماع تلك القصص الحادثة. فلنخرج من قماقم الصمت ونعبر عما يجول بخاطرنا الي الآخرين دون تأجيل أو نقدم سريعا إلي تقديم الاعتزار والصلح مع من نحبهم فربما لا يمهلنا القدر أو يمهلهم وفي تلك الحالتين حرمان وألم وحزن. هيا نسامح نعفو نقترب دون خوف او تردد فربما من نريد الاعتزار لهم نفسهم من يريدون الاعتزار لنا أيضا ولكنها جفاوة النفس وأسوار الحياة فهيا نسر نسبق الأيام تقترب قلوبنا وعقولنا هيا بنا نصفح نغفر نتناسي الآلام والاحزان فمن المخطئ لا يهم المهم شيئا آخر الا ننتظر كثيراً امام أنفسنا ننتظر الأوقات المناسبة فربما نرحل ولا تأتي هذه الأوقات المناسبة ونترك الدنيا أو يتركها أحبابنا دون أن نفصح لهم أو يفصحوا لنا كل شيئا من الممكن ان ينتهي بكلمة راقية حانية صادقة من القلب برضا نفس حقيقية بلمسة يد او احضان صادقة كل مشاعر وحنين وأشواق راغبة في الإفصاح عما بداخلها لمن نحبهم ولا يمكننا العيش دونهم ليس بهام التدقيق من هو المخطئ المهم البداية والإسراع نحو الهدف الحقيقي وهو صفاء القلوب والنفوس فالحياة مرة واحدة وليست مرات كي نجرب مرة ونعيش الأخري فما يمضي منه العمر لا يعود أنها رحلة. الطريق الدائري الواحد فما يقطع من الرحلة يخصم من المسافات ولا ندري مقدر الرحلة من الحياة فلا تأجيل ولا إنتظار وهيا نترك المجال للقلوب ان نلتقي والعقول أن تتوحد فأهل الشر كثيرون أهل إفساد العلاقات من يتوهمون الإصلاح وهم مفسدون حاسب الله كل قلوب تحمل شرور الدنيا ولا تقدم صفاء القلوب فالحياة قصيرة لا تستحق النزاعات طويلاً حفظ الله مصر وشعبها العظيم قيادة وجيشا وشرطة وأجهزة الدولة جميعها وشعبا عظيما قادر على منح الحب وا والإخلاص وأهل مصر الطيبين الطاهرين المخلصين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى