د. محمد العليمي يكتب: سيناء أرض الأنبياء

د. محمد العليمي يكتب: سيناء أرض الأنبياء

“عاهدت الله وعاهدتكم علي ان جيلنا لن يسلم أعلامه – الى جيل سوف يجيئ بعده – منكسه أو ذليله ،وإنما سوف نسلم أعلامنا مرتفعة هاماتها عزيزة صواريها قد تكون مخضبة بالدماء، لكننا ظللنا نحتفظ برؤوسنا عالية في السماء وقت ان كانت جباهنا تنزف الدم والألم والمرارة (السادات۱۹۷۳).

سيناء الحبيبة مهد الرسالات، ومسرى الأنبياء تلك البقعة المقدسة من أرض الوطن، التي تفيض بأشعة النور الإلهى، الذي تجلى على أرضها المباركة، فزادها مهابة وتقديراً وفخراً، سيناء تراب مصر المقدس الذي ارتوى بدماء شهدائنا علي مر العصور منذ مصر الفرعونية وغزوات الهكسوس حتي مصر الحديثة وحروب الصهاينة والانجليز والفرنسيين. سيناء عنوان لتاريخ طويل من كفاح الشعب المصري العظيم، فعبر تاريخها الطويل كانت سيناء مطمعاً للغزاه ومحط أنظار للطامعين.

فمنذ إندلاع شرارة البدء وكسر جمود حالة اللاسلم واللاحرب التي فرضها المجتمع الدولي علي القيادة المصرية وكسرها بقراره الشجاع الرئيس أنور السادات يوم السادس من أكتوبر لإستعادة أرض الفيروز تلك الملحمة التي خاضها رجال مصر البواسل لتستطيع بعدها مصر أن تبدأ المرحلة الثانية لإستكمال تحرير الأرض عن طريق المفاوضات السياسية، وصولاً لمعاهدة السلام بين مصر وإسرائيل والتي كان من أهم بنودها الانسحاب الإسرائيلي الكامل من شبة جزيرة سيناء وعودة السيادة المصرية على كامل ترابها المصري وقد تم تحديد جدول زمني للانسحاب المرحلي من سيناء واكتمل التحرير برفع العلم المصري على طابا آخر بقعة تم تحريرها من الأرض المصرية في ٢٥ إبريل عام ١٩٨٨، وكان ذلك نتيجة انتصارات الدبلوماسية المصرية بعد الانتصارات العسكرية لقواتنا المسلحة الباسلة.

سيبقى يوم الخامس والعشرين من أبريل، يوماً مشهوداً في عمر أمتنا يمثل نتاجاً نفتخر به، لحرب أكتوبر المجيدة، ومسيرة السلام والدبلوماسية المصرية مجسداً إرادة شعب، أبى أن يعيش في ظل الانكسار، إن تحرير سيناء، كان تحريرا للكرامة المصرية وانتصاراً لصلابة وقوة إرادة وتحمل شعبها، وحسن تخطيط وإعداد وتنفيذ قياداتها.

في هذا اليوم، نتوجه بتحية تقدير وإجلال، إلى الرئيس البطل الشهيد محمد أنور السادات قائد الحرب والسلام، الذي اتخذ أصعب القرارات، في أكثر الأوقات دقة، وفى أحلك الأيام ظلمة فوفقه الله، لاسترداد الأرض والكرامة، وبدء طريق السلام والتنمية.

وختاماً ، وإننا إذ نحتفل اليوم، بعيد تحرير سيناء نتقدم بالتحية والعرفان، إلى أرواح شهداء مصر الخالدين، الذين دفعوا ضريبة الدم، فداء للوطن.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى