البشمهندس يكتب ..أحلام قديمة ===========

البشمهندس يكتب ..أحلام قديمة ===========

و بينما تمضى الأيام مسرعة متشابهة الاحداث حاملة معها أحلام الصغار وآجال الكبار غير عابئة بمن تخلف عن الركب وضاع وسط أحداث النسيان , فذات مساء بينما كان مكتب المحامي يعج بمن فيه من الحضور بمختلف مشاكلهم حضرت احدى السيدات وتقدمت الى سكرتير المحامي بطلب رؤيته لأمر هام وبدون موعد مسبق ورفضت أن تخبر السكرتير سوى باسمها المجرد فقط – أحلام – وبالفعل أخطر السكرتير المحامي وهو فى حيرة من أمر تلك السيدة , وحتى المحامي لم يعنى له الاسم شيئا أول الامر ..لذا أجابه أن تنتظره حتى ينتهى من عمله , وانتظرت السيدة عدة ساعات ثقيلة تبعث على القلق حتى جلست أمام مكتب المحامي الذى بادرها مرحبا بها ومعتذرا عن ساعات الانتظار لانشغاله في العمل متأملا معالم هيئتها لعله يتذكر سابق معرفته بها ..حتى ذكرته بنفسها فهي جارته في الحى سابقا قبل أن يغادر المحامي مقر اسرته لينتقل بعد زواجه الى حي آخر قريب من مقر عمله ..وبعد دقائق من الصمت والمجاملات المعتادة بدأت السيدة فى الحديث باقتضاب عن مشكلتها وقد تباينت الانفعالات على وجهها الذى مازال يحمل مسحة من جمال قديم رغم أنها على مشارف نهاية العقد الرابع من عمرها وهى ابنة لأحدى الاسر المتوسطة الحال وقد توفى عائلها وهى مازالت طفلة صغيرة ورغم صعوبات الحياة ومسئولياتها استطاعت أمها بمفردها أن تمضى قدما بالأسرة حتى وصلت الابنة الى نهاية التعليم الجامعي واستلمت عملها في احدى الوظائف الحكومية لعدة سنوات حتى توافد عليها الخطاب تباعا و انتهى بها الامر بالموافقة على أحد الشباب ذوى القرابة من اسرتها و نظرا لظروف اسرتها فقد كان الشاب كريما معها وتحمل كل تكاليف الزواج وبعد المشاكل المعتادة أحيانا في ترتيبات الزواج تم اكتمال الزواج وبعد فترة رزقت بالطفل الاول لها وسافر الزوج لتأمين متطلبات الحياة لأسرته وأخذته الغربة سنوات عديدة طالت مع زيادة تكاليف متطلبات المعيشة للأسرة التي زاد عدد الابناء فيها الى ثلاثة أبناء و برغم تضحيات الزوج لم يجد شيئا مما تمناه معها , ولم تحاول الزوجة ان تتوافق مع طباعه الهادئة و مع مرور الأيام زادت الفجوة بينهما خاصة بعد عودة الزوج من غربته واستقراره لفترة مع أسرته و استمر الامر حتى وصل الى ما يسمى الانفصال الصامت بين الطرفين حتى توفى الزوج فجاءة اثر حادث اليم , وبعد تجاوز الازمة المفاجئة ..عزمت الزوجة على المضي قدما بأسرتها كما فعلت أمها من قبل., و ظلت تطفئ في داخلها أية رغبة في الارتباط من جديد بأي رجل آخر ..و بدأت تتنسم نسمات الحرية من ارتباط بارد…..لم تبذل جهدا لتدفئته …. .حتى رأته ذات مساء ..مصادفة ..لم تكن متوقعة ولكنها .. أيقظت بداخلها ذلك الشعور الدفين الذى عاش سنين عمرها بداخلها دون يخرج الى العلن, وظلت لأيام طويلة تفكر هل تصارحه بما تشعر به .أم.. تستمر في كتم الامر عنه ..فهو لسنوات طويلة لم يعرها اهتماما بأمرها ..وأخذت تسأل عنه في حذر حتى عرفت كل ما تستطيع معرفته عنه ..وهنا تململ المحامي من طول السرد ..وسألها مباشرة .. سيدتي لا أرى مشكلة قانونية في كل ما قلته ..فما دوري أنا في الموضوع ؟؟؟..فأجابته أردت ان أستشيرك….هل أهل زوجي يستطيعوا ان يأخذون منى الاولاد لو ارتبطت بهذا الشخص؟؟ …فأجابها المحامي ..على الفور بالطبع في هذه الحالة يستطيعون ذلك لو أرادو…ثم أردف مكملا…هل تسمحين لي أن اسألك …هل يستحق هذا الرجل هذه التضحية ..؟؟؟ فأجابته بصوت خافت.. وهى تنظر بعيدا عن وجهه …نعم ..لا شك لدى في ذلك.. …فعاد المحامي ..قائلا : سيدتي أريد أن أستوضح منك الأمر.. بحسب ما فهمت لم يكن هناك أي علاقة بينكما طوال سنوات .أليس كذلك ؟؟؟ اذن ..فما جدوى مصارحة هذا الرجل الآن بمشاعرك الدفينة تجاهه .؟؟؟؟.ربما لن يهتم بما تقولينه له …وهذا الأمر قد يؤذى مشاعرك ..أليس من الافضل ألا نشعل المشاعر الدفينة فربما تحترقين بنيرانها بدلا من دفء وصالها ؟؟؟؟… فردت السيدة وقد علت حمرة الخجل وجهها و أشاحت بناظريها عن وجهه… صحيح كلامك ..ولكنها مجرد احلام قديمة أردت أن أحققها حتى.. لو للحظات فقط ….,, فقال المحامي ..لينتهي….من .. الحوار مع السيدة .. اذن لننتظر حتى تصارحيه وتحددين موقفك معه….. فأجابت السيدة بعد تردد وتلعثم واضح وقد تغيرت نبرات صوتها …لقد صارحته الآن…ونظرت اليه وقد أودعت نظرتها كل مشاعرها ..ونظر اليها المحامي وقد أدرك أنه المعنى بكلامها ….وأربكته المفاجأة … وساد بينهما الصمت ..للحظات ..قبل أن تنهض السيدة مغادرة مكتب المحامي

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى