حسن ابو زهاد يكتب لغتى، عزتى، وكيانى

لغتي عزتي وكياني
بقلم
حسن ابو زهاد

 

 

 

اللغة العربية لغة القرآن الكريم ما اروعك ايتها اللغة ما اقوي معانيك ما أجمل السباحة في بحورك وأجمل الخلود علي. شطئانك ما أحلي اللسان تذوقا بكلامك إنها اجمل لغة خلقها الرحمن فيها سحر وبيان يهتز لها القلب ويسعد بذكرها اللسان كلها جواهر لغوية ومعاني قوية بحورها عميقة مرادفاتها صديقة وتضادتها عميقة وصورها البلاغية رقيقة تشعر بأنك تعيش في جنبات حديقتها اللغوية ذات الورود النضرة تسعد بالوانها الزاهية الرائعة المتعة ورائحتها الذكية الحقيقية وهنا نوضح ونلقي الضوء علي شدو من شدو من شدواتها وباقة ذكية من باقاتها الفرق بين أحسن الله بك و أحسن الله إليك جاءت أحسن الله بك في قصة سيدنا يوسف عندما قال تعالى وَقَد (أَحسَنَ بي) إِذ أَخرَجَني مِنَ السِّجنِ وَجاءَ بِكُم مِنَ البَدوِ مِن بَعدِ أَن نَزَغَ الشَّيطانُ بَيني وَبَينَ إِخوَتي إِنَّ رَبّي لَطيفٌ لِما يَشاءُ إِنَّهُ هُوَ العَليمُ الحَكيمُ﴾[يوسف: ١٠٠] فالإحسان (بالباء) يدل على شدة الملازمة والصحبة والالتصاق، أو الإلزاق ( بتعبير سيبويه ت: ١٨٠ ه‍) وكأن الإحسان لم يتركه قِيد أنملة ، صاحبه في حياته كلها منذ رؤيته أحد عشر كوكبا ، وسجود الشمس والقمر له ، وإلقائه في الجب ، وبيعه بثمن بخس ، وعمله في بيت العزيز ، وإنجائه من مكيدة امرأة العزيز ، وحتى في دخوله السجن إلى أن صار هو العزيز وقد جمعه الله بإخوته ، وبأبيه وأمه ، ومن ثم ف ( أحسن بي) تدل على قرب المحسِن ( الله) من المحسن إليه ( يوسف ) لذا جاءت الباء في الإحسان بالوالدين فقال ربنا : ” وبالوالدين إحسانا” ؛ إشعارا إلى ضرورة مصاحبة الإحسان الوالدين في كل وقت ، وبخاصة عند بلوغهما الكبر أما ( أحسن إليك ) فتشعر بتباعد ما بين ( المحسِن) و( المحسن إليه) كما يقول الشيخ رشيد رضا ، لذا استخدمها مع قارون ذلك المنكر نعمة الله ، فقال ﴿وَابتَغِ فيما آتاكَ اللَّهُ الدّارَ الآخِرَةَ وَلا تَنسَ نَصيبَكَ مِنَ الدُّنيا وَأَحسِن كَما( أَحسَنَ اللَّهُ إِلَيك)َ وَلا تَبغِ الفَسادَ فِي الأَرضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ المُفسِدين[القصص: ٧٧] ليدل على البعد ما بين الله وبين قارون ، وكأن النعم التي أولاها إياه ” كانت من قبيل الاستدراج لا الإكرام فظهر الفرق ما بين التعديتين والعلم عند الله.حفظكم الله وحافظ عليكم باذن الله تعالى وبركاته دمتم بخير وعافية يارب العالمين حفظ الله مصر وشعبها العظيم ووهبها وأهلها طيب الحياة وسعة الرزق وحفظ قائدها ابنها البار وجيشها المغوار وازهرها العتيق وكنائسها دور العبادة إنها مصر ولغتها العربية حفظهما الله وحافظ عليهما. باذن الله تعالى

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى