من قتل الإبداع….بقلم :الدكتورة شيرين أبوخليل ……

من قتل الإبداع….بقلم :الدكتورة شيرين أبوخليلمدير إدارة الإعلام – هيئة البترول ….

تشير الأبحاث أن متوسط الذكاء يرتفع مع كل جيل، بينما بقى متوسط الإبداع راكداً حتى عام 1990، وبعدها أخذ فى الهبوط، وبمرور الوقت فقد الكثير منا حس الإبداع الذى تمتعنا به حينما كنا صغار، فنلتحق بالمدرسة وكلنا حماس وانطلاق، وبعد إنقضاء إثنى عشر عاماً بالمدرسة نكتشف أننا تعلمنا فى أغلب الأحيان أهمية أن نكون “على صواب” بدلاً من “التحلى بالإبداع”.

وتسير المنظومة على نفس النهج، حيث يبدأ الفرد مشواره العملى مُحمل بأفكار جديدة ومُبتكرة وهنا يحدث الصدام بين الفرد من جانب، وأصحاب القرار بالمؤسسة التى يلتحق بالعمل بها من جانب آخر.

وعلى الرغم من أن كثير من أصحاب القرار بتلك المؤسسات هم أنفسهم بدأوا مشوارهم العملى وهم مُحملين بأفكار جديدة ومبتكرة، إلا أنهم فى النهاية يتعلمون تأسيس أنظمة وهياكل تكفل الاستقرار والثبات، وغالباً تتعارض هذه العملية مع الحاجة إلى التفكير الإبداعى.

إذاً فما هو الإبداع؟ ببساطة شديدة هو عملية استخدام الخيال لابتكار أفكار جديدة شريطة أن يتوافر فى هذه الأفكار المُبتكرة سمتين أساسيتين، هما: الأصالة والمنفعة.

وللأسف فالكثير من الأفراد والمؤسسات قد وجدوا راحة كبيرة فى تأدية “ما ينجز المطلوب” أو ما هو خالٍ من المخاطر، بل وأدمنوا فعل ذلك، وغاب عنهم أن الخيار ذو المظهر الآمن قد يؤدى إلى انتكاس وخراب دون قصد، بل وأحياناً أخرى تعمل قوى شريرة لتعتدى على حريتك فى الاختيار، وتقيد قدرتك على التفكير بإبداع.

وقبل أن نُقِر بموت الإبداع، ومن ثم البحث فى أسباب هذا القتل ودوافعه، لابد من إجراء تحقيق شامل فى جريمة القتل، ونطرح السؤال المنطقى:-
من قتل الإبداع؟
‏Once a mind has been expanded, it can never return to its former state.
عندما تتسع آفاق العقل… لا يمكن أن يعود إلى ما كان عليه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى