دعم وحياة  بقلم حسن ابو زهاد

دعم وحياة

بقلم

حسن ابو زهاد

نحتاج دائما إلي التحفيز والكلمة الطيبة ربما الكلمة الصادقة فاقت كنوز الدنيا كثيرا منا لا يحتاج إلى المال قدر الاحتياج إلى دفء المشاعر وصدق الاحاسيس فهناك من يدفع حياته ثمناً لاسعادنا دون أن ندري فكل ما يطلبه أن يري السعادة والهناء لامعتين في عيوننا ان جوانب الحياة ومصاعبها صارت متعاقبة فلا نكاد نخرج من إحداها الا ونقع في خضم الأخري فقد خلق الإنسان في كبد فالحياة لا تركن لها علي حال ولكنها كرة دوارة تارة هنا واخري هناك مع مصاعب الحياة تبرز في الحياة العديد من المشكلات الناجمة عن متاعب الحياة فكل منا يشعر بالتعب كلا حسب تقديراته وتصوراته وإحساسه بمتاعبه ولكن علينا بحق ان نري الحياة من وجهة نظر الآخرين

 حتي يكون الحكم صادقا لا جور فيه فقد راقت لنا قصة حين رجع زوجا من العمل فقالت له زوجته هل أعد لك الغداء فقال لا بل اسمعي مني لقد تفرقت بنا السبل ولا سبيل لإكمال حياتنا فقد قررت الإنفصال بحياتي لن اكمل ما تبقي فمن اليسير اعتمادكم علي أنفسكم ولا حاجة لي معكم وساترك لكم ما يكفيكم ظلت متماسكة أمامه ولم تدافع عن نفسها طلبت مهلة شهر واحد اعتبره مكافأة نهاية الخدمةشهر واحد مش اكتر بشرط أن تتناول معنا الغذاء وبعد الغدا تحملني الي غرفة نومي لأن قواي خارت واريد ان اشعر بالتقدير المناسب في هذا الشهر ظن ذلك الطلب غريباً ولكنه قال في نفسه لا بأس شهر وينتهي الأمر رجع في اليوم التالي علي الغداء نظر لاولاده وهم يضعوا الاطباق وامهم بالمطبخ وجدهم غاية في الجمال والروعة والادب فلم يعتاد على رأيتهم قبل ذاك انهموا الغداء وذهب كل منهم الي حجرته أنتظر الأم حتي يحملها الي غرفتها ولكنها ظلت تنظف المطبخ وهو يتابع ذلك ثم اتت إليه لف يديه حولها وحملها الي غرفتها في ضجر مسرعاً ثم خرج من البيت تكررت الأحداث لكنه لمح أنها هزيلة وقل وزنها يوما بعد يوم ولا زالت تحتفظ بجمالها في اليوم التالي حملها متمعنا جمالها وجمال خصلات شعرها لكنه لاحظ انتشار الشعر الابيض فيه بدأ يفعل ذلك بارتياح بل ينتظر حدوثه كل يوم حتي يطمئن على اولاده مر ما يقرب من نصف الشهر وكالعادة بعد ان حملها الي حجرتها وجد نفسه غير راغبا في الخروج لاحظها تتناول دواء سألها عنه أجابت أنه مسكن فاني اعاني صداعا قليلا فجلس جوارها ولم يخرج لاحظ أنه يحملها دون ضيق حين يلف يديه حول رقبتها مرت ايام عشر وجد نفسه يعتذر عن كل مواعيده مفضلا البقاء بالبيت طلب اجازة. من العمل لأنه كان يريد ان يقض يوم فى البيت لكنه استلم خطابا باسمها دفعه الفضول انه يفتحه وجد طلبا عاجل من المستشفى بالاتصال بهم للضرورةاتصل بالمستشفى وكانت المفاجأةعملية استئصال الورم والدكتور المعالج أمامه يومين ويسافر وفرصة نجاح العملية دونه ضئيلة جداً كان يسمع الكلام وشريط يمر امام عينيه يومين ويسافر هما اليومان الباقيان فى المهلةالدوا لم يكن مسكنا للصداع

 كان مخدرا حتي تتعايش مع الالم لكنه رد علي المستشفي انا بأكد الحجز واغلق الهاتف معهم

وأسرع نحوها ودموعه تنهال قبله

 مقبلا ايديها فشعرت به واستيقظت

 من نومها ملهوفة عليه مالك هل حدث لك شيئا قال لها. لما لما تخفي عليا مرضك كيف تختارين أن تعيشي الشهر المهلة بهذه الطريقة

بدلا من تختارين العلاج فردت قائلة ما الجدوي من العلاج وساعيش دونك وحيدة فقد كنت اشتاق إليك وقلت لنفسي اعيش الشهر معك افضل من العلاج فهي مكافأة نهاية خدمة لي قال لها مقسما بالله وكل شعرة بيضاء في رأسها وانتي معي

في تربية أبنائي التي حملتي همهم دون ملل وحدك وسنين عمرك التي مضت صامتة لأجل بيتك وأولادك .

وكل مسكن تناولتيه ليسكن الامك

ربنا يمد فى عمرى و اعوضك عن كل ما حدث بسببي خرجوا مسرعين الي المستشفي أنهوا التحاليل والأشعات المطلوبة والعملية تمت ونجحت بس النجاح الأكبر ..

كان فى حياتهم ما حدث بعد العملية مكافأة نهاية الخدمة كانت استمرار حياتهم بسعادة وهناء يشاركون أبنائهم نجاحاتهم في رضا وسعادة لعلنا ندرك الآن أهمية أن يشعر كل إنسان بالآخر يضع نفسه مكانه ويري الحياة من خلاله لعله يستطيع أن يصلح ما تفسده خيبات السنين. ما أجمل أن نفتح أعيننا علي الحقيقة ونري من خلال مواقع الآخرين فنستطيع إنقاذ مراكب الحياة قبل أن تغرقها عيون الياس وبحور الظلام وننجو بحياتنا قبل فوات الاوان حفظ الله مصر وشعبها العظيم قيادة وشعبا وجيشا وشرطة وأجهزة الدولة جميعها اللهم امين يارب العالمين كل عام وحضراتكم متابعي خواطرنا بخير اللهم امين يارب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى