التبرع بالدم نظرة شرعيةبقلم: الدكتورة وفاء الهادي

التبرع بالدم نظرة شرعيةبقلم: الدكتورة وفاء الهادي مدرس بقسم التفسير بكلية الدراسات الاسلامية بنات المنصورة

من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية ” حفظ النفس” فالشريعة الإسلامية قائمه علي درء المفاسد وجلب المصالح كما أنها ترعي مصالح العباد، ومنها الحياه الإنسانية والتداوي من الأمراض فعَنْ أُسَامَةَ بْنَ شَرِيكٍ الْعَامِرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: شَهِدْتُ الْأَعْرَابَ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقالوا: يَا رَسُولَ اللهِ , أَلَا نَتَدَاوَى؟ فَقَالَ: ” نَعَمْ تَدَاوُوْا عِبَادَ اللهِ فَإِنَّ اللهَ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلَّا وَقَدْ أَنْزَلَ لَهُ شِفَاءً” وقد وضع الإسلام منهجاً متكاملاً يضمن الحفاظ على الصحة العامة لأفراد المجتمع من خلال العديد من الآيات القرآنية ، منها قوله تعالى: «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» سورة البقرة آية 195
فالتبرع بالدم عمل إنساني يسهم في إنقاذ حياة آلاف من المرضي الذين يكونون في أمس الحاجة لنقل الدم؛ خصوصا ذوي الأمراض المستعصية، والمتعرضون لحوادث خطيرة … إلي غير ذلك
فهو نوع من التكافل الاجتماعي ينشر روح المحبة بين الناس يقول الله تعالي: «وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا ».. المائدة: 32 وإحياؤها : ألا يقتل نفسا حرمها الله ، ولكن هناك بعض الشروط الأساسية التي لا بد منها ليتم مهمته وهو أن يخضــع للفحــص الطــبي الدقــيق فإذا ما توافرت فيه الشروط وكانت مناسبة. وبهذا يتبين أهميه التبرع بالدم وكونه عملاً يعود بالنفع على المتبرَع ولا يحصل ضررٍ على المتبرِّع ،لأن الدم مما لا يملك التصرف فيها ببيع ؛ فعلى ذلك كله لا يجوز بيعه . أما التبرع به دون مقابل لحاجة المريض أو ضرورته فلا حرج فيه كما لا حرج في شرائه إذا اضطر إليه المريض ، ويكون الإثم في هذه الحال على البائع دون المشتري .أما إذا كان إعطاء المال بعد التبرع على سبيل الهبة أو المكافأة تشجيعا لقيامة بهذا العمل الخيري دون شرط صريح أو ضمني فلا مانع .. وهذا ما أكدته دار الافتاء المصرية مقيدا برقم 194 لسنة 2005م والله أعلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى