عاشت طفولة كان العذاب فيها العنوان الأول والأخير.. يعنى بيصبحوها بعلقة وتنام على علقة..

كتب : احمد حجاج

سامية جمال عاشت طفولة كان العذاب فيها العنوان الأول والأخير.. يعنى بيصبحوها بعلقة وتنام على علقة.. محرومة من كل حاجة.. نفسها فى حاجات كتير ومش قادرة تحققها .. لحد ما اكتشفت أوفى وأهم صديق قدر يخرجها من وسط كومة الاحزان اللى كانت كاتمة على نفسها..
فى يوم من الايام وهى مرمية جنب الشباك بتفكر فى حالها واللى جرالها وبتحلم بكل الحاجات اللى نفسها فيها ومش قادرة تطولها.. سمعت صوت ساحر وخلاب عرفت بعدين ان اللى سمعته ده يبقى “موسيقى”.. فقامت جرى تدور على مصدر الصوت لحد ما اكتشفت انه جاى من شباك جيرانهم وعرفت أن الصوت ده خارج من حاجة اسمها “راديو”..
حست سامية أن الصوت ده او مجموعة الاصوات اللى خارج من مغارة على بابا دى.. بتنقلها لعالم تانى وبقت تروح قدام المراية المليانة بقع وندوب تتفرج على نفسها وهى بتتحرك وتتمايل مع المزيكا قبل ما تعرف ان اللى بتعمله ده بيسموه “الرقص”..
كانت المشكلة الوحيدة قدام سامية أن صاحب البيت اللى شارى الراديو مش بيسمح لحد من ولادة ولا مراته انهم يشغلوه الا لما يرجع الساعة 8 مساء .. وكان مفههم انه الوحيد اللى يعرف يشغله وان لو حد جرب وشغله ممكن يتكهرب ويموت.. والظاهر ان الولاد وامهم الى جانب خوفهم كانوا مطيعين زيادة عن اللزوم.. ومحدش منهم فكر فى مرة يجرب ويشغل الراديو.. وده كان مزعل سامية اللى كانت بتضطر انها تستنى الراجل بلهفة اشهد من لهفة مراته عليه..
فضلت سامية على هذا الحال .. تعانى العذاب من مراة ابوها نهارا وتعيش فى عالمها الساحر كملكة متوجة مساء .. لحد ما جه يوم واستنت الراجل يرجع مرجعش..
الساعة بقت 9 و10 و11 ومفيش ولا حس ولا خبر.. تبص على شباك شقتهم.. تلاقى الدنيا ضلمة لحد ما زهقت ونامت ودموعها على خدها.. وتانى يوم نزلت تتطقس وتعرف ايه سر الاختفاء المفاجئ ده لحد ما عرفت ان الراجل خد مراته وولاده وراحوا يصيفوا فى اسكندرية ومش هيرجعوا الا بعد شهرين.. وده كان اسوأ خبر تسمعه سامية جمال فى طفولتها زى ما قالت..
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى