كنز ووفاء بقلم حسن ابو زهاد

كنز ووفاء
بقلم
حسن ابو زهاد

حقيقة القلوب الصافية النقية العامرة بالإيمان التي تدرك إحترام الكبير وتعزز مكانته فقد كنا صغارا حمل همنا كبارا جادوا علينا ما ضنوا علينا اعطونا من حياتهم وصحتهم بذلوا قصاري الجهد من اجلنا أب يكدح طوال النهار واحيانا طوال الليل أيضا من أجل ان يوفر حياة كريمة لأولاده حيث فعل كل شيئا من أجلهم فقد أختار لهم اما صالحة واطيب الأسماء وحياة كريمة كما أنه احسن التربية هذا الأب الذي فضل أبنائه علي نفسه فاثرهم طيلة حياته وام حملت ووضعت وارضعت وربت انها حقيقه رحلة حياة مملوءة بالصعاب لو سأل الاب والام عن احلامهما قالا بصوت واحد أبنائهما وهؤلاء الأبناء الذين كبروا امام أعينهم لحظة بلحظة الي ان حان الوقت ليبني كل ابن وابنة أسرة وهذه سنة الحياة ولكن ألم يمر من امام اعيننا شريط حياة الوالدين وكيف أن الله سبحانه وتعالى اوصي بهما في كل الأديان كلاهما كما قال القران الكريم أي الأب والام والطاعة لهما مهما بلغ الأمر إلا في معصية الله سبحانه وتعالى فهو القائل وقضي ربك الا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين احسانا جعل الله سبحانه وتعالى طاعة الوالدين بعد الإيمان به ولكن ما نري صور تجعلنا نذكر ان من أكبر الكبائر عقوق الوالدين سبحان الله فهم من تمنوا لأولادهم الحياة يرصدون نموهم امام أعينهم اليس من العيب ان تكون نظرتنا الي الوالدين ان حياتهم أوشكت ولا يبقي إلا القليل فالاعمار بيد الله سبحانه وتعالى الم ناخذ العبرة من عقوق الوالدين سبحان الله ابن سيدنا ابراهيم كان بارا بوالديه حتي ان وصل الأمر إلى الزبح فقال أفعل ما تؤمر ستجدني من الصابرين قالها سيدنا إسماعيل ليحقق رؤيا والده ولكن الله سبحانه وتعالى كان رحيما باب كبير طائع لله وصبي صغير بارا بوالديه فكانت الرحمة ولو نظرنا كيف حال ابن نوح الذي رفض النجاة ولم يكن بارا بل كان عاق فما حاله الا الغرق فالوالدين لن يظل الشباب حليفهم ولكن سيصيبهم الكبر فما حال الأبناء معهم سؤال لابد أن يجول بخاطرنا فكل شيئا مردود وربك عادل سبحانه وتعالى وكل ساقي سيسقي بما يفيد بر الوالدين هذا ليس تكرم من الأبناء ولكن واجب احتمه الله عليهم مهما كانت الأسباب والنتائج والام التي تحملت وضحت وتعبت ماذا ينتظرها وماذا أعد الله في الحالتين فقد يكون الجزاء في الدنيا وفي الآخرة راقت لنا حكاية لعلنا ناخذ منها العبرة هيا نجول باحداثها كانت أحدي السيدات لها ثلاثة ابناء وقد تزوجوا كلهم ..فزارت أكبرهم يوما وطلبت أن تبيت معهم وفى الصباح طلبت من زوجته أن تأتيها بماء للوضوء
فتوضأت وصلت وسكبت باقى الماء على الفراش الذى كنت تنام عليه..فلما جاءت لها بكوب شاى الصباح قلت لها يا بنيتى هذا حال كبار السن لقد تبولت على الفراش فهاجت وماجت واسمعتها سيل من قبيح الألفاظ وطلاسم الكلمات ثم طلبت منها أن تغسل الفراش وتجففه و لا تفعل ذلك مرة اخرى وإلا.كان لها تصرف اخر معها
تظاهرت بأنها تكتم غيظها وغسلت الفراش وجففته . ثم ذهبت لتبيت مع ابنها الأوسط وفعلت نفس الشئ فاغتاظت زوجته وارعدت وازبدت واخبرت زوجها الذى هو ابنها فلم يزجرها.فخرجت من عندهم لتبيت مع ابنها الصغير ..ففعلت نفس الشئ فلما جاءت زوجته بشاى الصباح واخبرتها بتبولها علي الفراش قالت
لا عليك يا أمى..هذا حال كبار السن..كم تبولنا على ثيابكم ونحن صغار .ثم أخذت الفراش وغسلته ثم طيبته..فقلت لها الام.يا بنتى إن لى صاحبة اعطتنى مالا وطلبت منى أن اشترى لها حليا وأنا لا أعرف مقاسها وهى فى حجمك هذا ..فأعطينى مقاس يدك .ذهبت العجوز إلى الجواهرجي واشترت ذهبا بكل مالها..وكان لها مال كثير .. ثم دعت أبناءها وزوجاتهم فى بيتهاوأخرجت الذهب والحلى ..وحكت لهم أنها صبت الماء على الفراش ولم يكن تبولا …ووضعت الذهب فى يد زوجة ابنها الأصغر وقالت هذه بنتى التى سوف ألجأ إليها فى كبرى واقضى باقى عمرى معها. .فصعقت الزوجتان وندمتا أشد الندم . إذا كان هذا حال الجزاء في الدنيا فما حال جزاء. الاخرة من رب العالمين بر الوالدين والإحسان إليهما فطوبي لمن أدرك والديه في الكبر وكلنا سببا في دخوله الجنة والحسرة لمن أدرك والديه ولم يغتنم الفرصة أنه الكنز الذي يفتح حال وفاتهما ليري الأبناء صنيعهم بوالديهم حال حياتهم قبل ان يكون الجزاء من الله سبحان الله
اللهم إنى نعوذ بك من العجز والكسل اللهم لاتردنا إلى أرذل العمر
اللهم لاتجعل احتياجنا إلا اليك يا أرحم الراحمين اللهم إنك انت القادر ان تحيننا ان كانت الحياة خيراً لنا وان تميتنا ان كانت الوفاة خيرا لنا اللهم أكرم والدينا منزلة الشهداء جنات النعيم اللهم امين يارب العالمين اسكنهم الفردوس الاعلى بقدر ما تعبوا من اجلنا وتحملوا اللهم إنك علي كل شيئا قدير وإليك المرجع والمصير ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم تحياتنا وتقديرنا لحضراتكم متابعي خواطرنا رضاكم الله رب العالمين اللهم امين وجعلكم من الابرار الاخيار وحفظ الله مصر قيادة وجيشا وشرطة وأجهزة الدولة جميعها وشعبا عظيما اللهم امين يارب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى