شريف نصار يكتب …. الأندلس عربية


شريف نصار يكتب …. الأندلس عربية
لعل البعض بعد هذا المقال سوف يعتبرني مريض بالعروبة لكن كما تعلمون أنني لا أدعي حتى لو كانت الحقيقة ضد رؤيتي أو توجهي. ها هى حقيقة جديدة أعلنها اليوم عن عروبة الأندلس منذ أكثر من ٢٣٠٠ عام.
نعم أيها القارئ الكريم، الأندلس لم تكن عربية مع الفتح العربي الإسلامي فقط بل كانت أرض الأندلس (أسبانيا والبرتغال حالياً) أرض عربية منذ عام ١٣٠٠ قبل الميلاد عندما دخلها العرب الكنعانيين وقاموا بتعميرها وتأسيس حضارتهم فيها ومدنهم وتجارتهم على سبيل المثال لا الحصر مدينة قرطبة التي أسسها الكنعانيون وازدهرت فى عصر احفادهم العرب العدنانيون والتي تعني بالعربية الكنعانية قر وهى اختصار لقرية و طبة وتعني طيبة أى القرية الطيبة على غرار قرطاچنة والتي تعني قر أى قرية و طاچنة أى الجنة لتصبح قرية الجنة فكان البحر الأبيض المتوسط بحراً عربياً خالصاً لدرجة تسميته بالبحر العموري مثلما تم تسميته ببحر العرب فى عصر الأمويين. ذكر هذه المعلومات الكاتب (الأسباني) إميليو غونزاليس فيرين فى كتابه (عندما كنا عرب) Guando fuimos arabes والذي قال فيه (( أن العرب عندنا فتحوا أسبانيا فهم بذلك قد إستردوا أرض اجدادهم العرب الكنعانيين من المحتل الروماني، بإعتبار أن شبه الجزيرة الايبيرية كانت أرض عربية من الأساس، فالعرب الكنعانيين هم أول من عمروا هذه الأرض وذلك فى حدود القرن الثاني عشر قبل الميلاد. ولذلك نقولها بكل ثقة
فعندما اخذ العرب المسلمين اسبانيا وحكموها لثمانية قرون فانهم لم يكونوا محتلين لهذه الأرض بل بحكم الزمن هم سكان اصليون وما يربطهم باسبانيا هو اطول زمانا واعمق اثرا مما يربط الاوربيون بامريكا مثلاً ، فلو صح تسمية الوجود الاسلامي في اسبانيا باسم الاحتلال الذي دام 8 قرون لوجب ان نسمي الوجود الاوربي ايضا في الامريكيتين واستراليا منذ 5 قرون احتلالا وهو كذلك فقد اخذ العرب المسلمين اسبانيا من القوط الغربيين وهؤلاء كانوا محتلين وليسوا سكانا اصليين لاسبانيا احتلوا اسبانيا من الفاندال الذين كانوا بدورهم ليسوا سكانا اصليين قدموا من الشمال واستوطنوا المقاطعة الرومانية التي كانت تعتبر من بلاد الغال، والرومان هم ايضا ليسوا سكانا اصليين لاسبانيا وانما سكانها الاصليين هم الفينيقيين الذين عاشوا فيها لنحو ستة قرون قبل الرومان. اما السكان الاصليين لاسبانيا قبل العرب الكنعانيين فان المصادر الاوربية تقول انهم الكلتيون لكن الاوربيون فشلوا في تحديد من هم الكلتيون.
بالنهاية لا يوجد عرق او قوم يستطيع ادعاء انه السكان الاصليين لاسبانيا مثل العرب الكنعانيين والعرب البربر أو مثلما يطلق عليهم بعض الباحثين وعلى رأسهم الدكتور الراحل علي فهمي خشيم (اللوبيون) أو مثلما يطلق عليهم بعض باحثين أوروبا (النوميديين) فهؤلاء هم من ارتبط تاريخ اسبانيا (الأندلس) الطويل بهم وهم من ترك الاثر الحضاري الاعمق في الأندلس حتى اليوم. أرجو من الجميع قراءة تاريخنا والإعتزاز به لأننى أقولها بلا مبالغة أعتبر أن الأندلس مثلها مثل فلسطين فالأندلس سلبها الأوربيين وقتلوا من أهلها ما قتلوا وفلسطين سلبها الصهاينة فوالله إن إشتياقي لقرطبة وغرناطة لا يقل عن إشتياقي للقدس ويافا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى