مقتطفات نفسية انا استطيع…بقلم الدكتورة:داليا البيسي

مقتطفات نفسية انا استطيع…بقلم الدكتورة:داليا البيسيمدير وحدة دعم اللامركزية بمديرية التربية والتعليم بدمياط

من الجوانب الشخصية التى تبين ارتباطها بالنجاح أو الفشل فى العلاقات الاجتماعية مايسمى بالسلوك التوكيدى أو مايطلق عليه حرية التعبير عن المشاعر (الإيجابية _السلبية).
فمجموعة المهارات التى تمكن الفرد من التعبير بايجابية عما يريد ويدافع ويعتقد مع رفض المطالب غير المقبولة يعد سلوكا توكيديا… فالشخص المؤكد لذاته يدافع عن حقوقه ويعبر عن معتقداته ومشاعره وحاجاته بإيجابية ويكون مباشرا وامينا ويستخدم الطرق الملائمة التى تحترم حقوق الآخرين.
وتعد قدرة الفرد على التعبير الملائم لفظا وسلوكا عن مشاعره وافكاره و آرائه تجاه الأشخاص والمواقف من حوله مع مطالبته بحقوقه سلوكا توكيديا يدافع فيه الفرد عن حقوقه الشخصية دون المساس بحقوق الآخرين… كما ان تلك السلوك التوكيدى مهارة اجتماعية ووسيلة للتواصل والتفاعل الاجتماعى يكتسبها الفرد من خلال التنشئة الاجتماعية ولا تنطوى على انتهاك حقوق االغير. يتمتع بها الفرد عادة وتساعده فى الاتصال الجيد مع الآخرين.
فقدرة الفرد على ابداء آرائه وانفعالاته السلبية والايجابية ورفض المطالب غير المعقولة وعدم الاضرار بالآخرين فى ظل قيم ومعايير المجتمع يعد سلوكا توكيديا مرتبط بالنجاح أو الفشل فى العلاقات الاجتماعية مع التعبير عن النفس والدفاع عن الحقوق الشخصية… ويعبر السلوك التوكيدى ببساطة عن تقدير الشخص لذاته وتوقيرها بالدرجة التى تسمح بالمطالبة بحقوقه بطريقة مقبولة مشروعة مما يؤدى لتعزيز ثقته بنفسه.
من منا لا يمتلك سلوكا توكيديا…. جميعنا يمتلك تلك المهارات والقدرات التى تدفعه لقول نعم أو لا.. تمكنه من الدفاع عن حقوقه ومناصرة ما يراه صوابا أو رفض غير المعقول منها ومن منا لا يسعى للقبول من الآخرين والتمتع بالرضا منهم مع الشعور بالمرغوبية والنزعة إلى القيادة والتوجيه والتأثير فى الآخرين فى مواقف التفاعل الاجتماعى.
جميعنا يمتلك نمطا من السلوك ولكننا لا نمتلك جميعا سلوكا توكيديا ولو استطعنا التعبير الصادق والمباشر عن أفكارنا ومشاعرنا مع الأخذ فى الاعتبار لمشاعر وحقوق الآخرين لحافظنا على توازنا النفسى والقينا عن كاهلنا عبء الضغوط النفسية.
من يستطيع تملك تلك المهارة يتمكن من التفاعل الايجابى مع الآخرين مظهرا قدرا من الاستقلالية والتحرر والقدرة عن الافصاح عن مشاعره ومواجهة المواقف الضاغطة فالسلوك التوكيدى كفاءة فى العلاقات الشخصية وتجسيد للرغبات والحقوق بصورة واضحة للآخرين مع التمتع بالرضا النفسى والقبول الاجتماعى.
من يمتلك سلوكا توكيديا ترتفع لديه درجة الشعور بالسعادة النفسية والثقة بالنفس والتفاؤل والمواجهة الفعالة والتغلب على المشكلات والضغوط النفسية بل ويصبح اكثر كفاءة ورضا نفسى .
فجميعنا بحاجة إلى ترتيب ذواتنا واستنباط ايجابياتها للنهوض بالنفس ومواجهة التحديات والصعوبات والشعور بالسعادة.. فالسلوك التوكيدى هو الطريق للصحة النفسية والأسلوب الأمثل لمواجهة ضغوط الحياه.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى