طموح وجنوح بقلم الكاتب الصحفي حسن ابو زهاد

طموح وجنوح
بقلم
حسن ابو زهاد


ولدنا وقلوبنا علي فطرتها وايدينا بيضاء لا غبار فيها كبرنا شيئا فشيئا علمتنا الحياة دروسها درساً بعد درس من مواقفها المتعاقبة يوماً بعد يوما أدركنا أحلامنا الهائجة السابحة في خضم الحياة تسير بنا دوماً وتجنح بنا دوماً اخر غرست الحياة فينا مخالبها شعرنا بالالم ومرارة الصمت دون الحديث فهمنا أن لنا داخل في الأعماق نلقي به اهاتنا لاننا تحدثنا فذقنا مرارة الحديث وتعلمنا الدرس سريعا لا حديث بل نلقي في بئر الزكريات
في طريق الزمن تلاحقنا أمطار الأيام المتعاقبة والتي تنثر علينا قطراتها أما أن تبلل زكرياتنا أو تنبت أحلاما متعاقبة لاحلام بالية افقدتها الحياة نضرتها تغيرت الوجوه كأوراق الخريف امامنا تارة تضحكنا واخري تبكينا وتارة أخرى علينا واخري تراضينا فلا عرفنا لها حال ولا راقت إليها الأحوال بل تتعاقب يوما بعد يوم بل لحظة بلحظة إنها تقلبات الخريف وقساوة برد الشتاء وشدة حرارة الصيف إنها كما هي في دورانها المستدير أو دورانها العكسي ولكنها في كل الأحوال تسير لا تتوقف ولا تنتظر ولا تهدأ هي كما هي طبيعتها المتفاوتة
لم نكن نعلم أن الحياة تحمل بين جنباتها أحلاما جامحة وأماني نقشها الوقت علي صفحات الماء وذات الرمال وربما حملتها امواج البحار الثائرة لكن مع مرور الزمن بدأنا نشعر بالتغيير الدوران التقلبات الاهات اشواك الورود الناعمة وطلاسم الليل المنهكة وأصوات الغابة المخيفة وأنين الليل واسهاده
الأيام تداعبنا تلامس وجوهنا بأصابعها الخفية تحرك أحلامنا تثير جموحه بين الحين والحين الآخر
بدأت تغير في وجهة أمانينا حتي ان أحلامنا بدأت تتبعثر. في جنبات الحياة المتفاوتة
لم نعدنعرف من نكون اين نحن اين أحلامنا الهائجة المتبعثرة
تعكس لنا الحياة وجوه غريبة لم تعهدها أحلامنا الجانحة فقد تحولت أحلامنا الي بقايا متبعثرة نحاول أن نلملم ما تبقي من اشلائها المتهالكة فقد رحل الشباب وبدا الشيب سريعا ينمو في أعالي رؤوسنا وتحولت أحلامنا إلى بقايامن أحلام
تبخرت الأماني سريعا وأصبحت أشد أمانينا ضراوة السلامة النفسية
لكن الزمن ليس دائما خليلا للأحلام
الحياة تضع أمامنا سدود وموانع
في كل مرحلة تأتي دروس جديدة
نتعلم منها أن القوة تكمن في المعايشة والتاقلم مع واقع الحياة الذي تفرضه علينا
الرضا باقدار الله بصدر رحب برضا نفس وراحة ضمير وسعادة به لكن
نحمل في قلوبنا ذكريات الأمس
فالحياة دوارة متقلبة الأحوال
والأمل دائما موجود في رضا الله سبحانه وتعالى ذكرياتنا تبني جسراً نعبر عليه من ماضي متسع رحب الي احلام حياة فرضتها الظروف والاقدار عبر رصيف الحياة وطريق الأمل ودنيا الأوهام الزائلة حيث. تصارعنا أحلامنا فنتعلم من أحداث ومواقف الحياة المتباينة اجمل دروس الحياة لنعيش. ما تبقى من أحلامنا بالرضا والنور والتسليم لرب العالمين أنه وحده القادر علي احداث التغير في حياتنا فقد مرت الايام مروراً سريعاً محدثة في حياتنا حفريات الزكريات وبقايا أشلاء أحلام وأماني متوجهة توجها صادقا الي رب العالمين فهو الذي بيده ملكوت كل شيئا والقادر وحده علي احداث التغير وضبط جنوح الاحلام لتسير في هدايته ونبصر الحياة بنور وجهه الكريم فلا نملك إلا الدعاء الخالص من صميم القلب أن يرزقنا حسن الخاتمه والرضا واليقين وان يحفظ مصرنا وقائدها الحكيم بأمر الله سبحانه وتعالى رب العالمين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى