كؤوس المرارة بقلم حسن ابو زهاد

كؤوس المرارة
بقلم
حسن ابو زهاد
كأس المرارة هو كأس مملوء بأحاسيس الحياة ومزيج متجانس من احداثها التي صارت متعاقبة نودع أحبابا وطنوا القلوب إلي مثوي أخير بعد ان اعتادت العين رؤيتهم خططوا للحياة مراحلها بالأمل ولا يدركون أنها نهايتهم ونهاية فرحتنا التي شاركت بنيان حكايتهم. ونسطر صفحات وتمر علينا أحداثا نضعها جميعا ممزوجة في كأس المرارةنتجرعه ممزوجا باقراص الألم كم نتجرعك أيها الكاس ظنا منا أنك الدواء الشافي ولكنك ممزوج الحياة المؤلم المنهك فاصوات المودعين لاحبائنا تملئك سريعاً ولكنك علي قلوبنا تسكب فينهار أمام أعيننا أحلامنا فلا حيلة ولا قدرة لانهم رحلوا الي الابد عينان تزرفان دموعا محرقة ترافق ابا يودع إبنه حلم حياته إلي مثواه الأخير قرأت في نبراته وانينه تجرعك ايه الكأس كم انت مرا جميعنا تتواري كلمات الصبر والاحتساب من الجميع لهذا المكلوم فالجميع يرسلون رسالات الصبر الكلامية ولكنك تعيش الحدث وتشعر مرارة شراب الكأس فنحن جميعا قادرون على صياغتها ولكنه وحده من زاق الألم ومرارة الكاس الذي تناوب رشفاته ربما تودي بحياته أيضا وهو لا يدري فمن يشعر حقيقة بمرارتك من يتجرعك فقط كم من مواقف النكران والنسيان لاعمالنا تالمنا كم من جحود وخيبات أمل تطفئ وهج حياتنا ولكن مازال الكأس مملوء المزيج نتجرعك فلا قادرون على تركك ولا الأحداث المتعاقبة تتركنا رحمة بنا كم من الليالي بات القلب مندملا يتمزق مرارة الأحداث وصعوبة الكلمات وكثرت الاهات صارت الأحداث كثيرة وصارت حياتنا مقتصرة علي المواجهة المستمرة لاحداثك ايتها الحياة نبحث في كؤوسنا عن رشفة واحدة تخفف الالامنا ولكنها تبعات متتالية اتصالا هاتفيا من الممكن أن يرفع كثيرا من صغوطاتنا ويملأ كأس المرارة أيضا ونحن سائرون لا ندري اقدارنا كم اعتصرالألم قلوبنا ونحن نشاهد نظرات توابع رشغات الألم في عيون الحياري من أحداث ومواقف متعاقبة ولكن ما الجدوي في مواجهة الخزلان والألم في مواجهة النكران في مواجهة الفقد لاعز ما نملك الي الابد كفي ايها الكاس تذوقا فاض الشراب كثيرا علينا حتي صار الشراب جزءا كبيرا في أجسادنا ولكن ما الحل لا حلا إلا اللجوء إلى الله فلا مهرب منه إلا إليه وعلينا ان نترك كأس المرارة ونستبدله سريعا قبل أن تدمنه عقولنا بكأس الصبر والاحتساب والرضا واليقين. نعود سريعاً الي الله ولنجعل. هذه الكؤوس هي مصدر القوة والمواجهة الحقيقية لاحداث الحياة المتعاقبة المتواصلة التي أيقنت حقيقتنا الزائلة فرحماك يا الله بقلوب اعتادت كاس المرارة وابدل كؤوسهم صبرا واحتسابا يا أرحم الراحمين فان الرضا بالقدر يخف جرعات المرارة ويبعث في النفس الاحاسيس والمشاعر الإنسانية التي تعود بالنفس الي خالقها فتحمل المعاني الروحية للرضا فصبرا واحتسابا في الفقد ورضا باقدار الله وحمدا فهو من اودعنا عطاياه فلا حزن إن استردها فجميعنا عطايا الله ولكن يوما ما إليه راجعون فلا حسرة ولا ألم لأننا في دار الفناء ماكثون وقد حكمت القضية مسبقا حين قال سبحانه وتعالى كل من عليها فان فلا بقاء إلا لله حين يقول لمن الملك اليوم فلا يجد من يرد عليه فيرد سبحانه وتعالي علي نفسه قائلا الملك اليوم لله الواحد القهار فلما الصراعات ولما الآلام ولما تمزيق الصلات ولما الأنانية وحب الذات والعدوانية مادمنا جميعاً إلا زوال فنحن حقيقة ضيوف علي هذه الحياة وما علي الضيف إلا الالتزام بقواعد المضيف فكلنا في ضيافة الرحمن الرحيم فماذا أعددنا لهذا اللقاء فلنترك الكأس جانبا ولنفتش حقائب سفرنا التي هي راحلة معنا إلي عالمنا الذي فيه المستقر والمرجع إلي الله فيكون الحمد والشكر والرضا والطاعة شرابنا ولنكسر كاس المرارة فكاس الرضا مصدر السعادة وشراب الحمد يبدد الحسرات والخيبات ولنجعل اليقين بالله يملأ كؤوسنا ويشفي صدورنا والحمد لله رب العالمين علي اقدارنا طاعة وصبرا واحتسابا اللهم امين يارب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى