البشمهندس أيمن يكتب …يعيش..يعيش..يعيش

البشمهندس أيمن يكتب …يعيش..يعيش..يعيش

دارت اجداث هذه القصة منذ سنوات طويلة أيام الزمن الجميل وبدأت بالكلمات التالية …كل واحد ها نختاره معانا ها يأخذ طقم ملابس رياضية كامل .. بشرط يعمل اللى ها نقول عليه …كانت تلك كلمات المسئول الرياضى بالساحة الشعبية فى مدينتنا الصغيرة وكانت تلك الكلمات كافيه حتى يحلم كل منا باختياره ضمن المحظوظين الذين سيقابلون الزوار القادمين من القاهرة.. لحضور المبارة الهامة التى ستقام ضمن فعاليات مهرجان رياضى بالمدينة بين فريق مدينتنا المهمشة الصغيرة والفريق القاهرى الكبير
و بالطبع تسابقنا أنا واصدقائى لكى نحظى باختيار المسئول الرياضى .. والحقيقه كان الامر برمته حدثا نادرا الحدوث فى مديتنتا , وكنت من ضمن المحظوظين حيث لم تكن هناك أى شروط للاختيار سوى المظهر العام و فراسة هذا المسئول الرياضى .
وتسلمنا بالفعل أطقم الملابس الرياضية الجديدة وبعدها مباشرة بدأت البروفات على اجراءات الاستقبال التى سنقوم بها عند حضور الضيوف , ومن ضمن تلك الاجراءات ..اختار المسئول أحدنا وكان طويل القامة و..جهورى الصوت ليعلو صوته بعبارة (يعيش …فلان…بيه ) ويذكر بالطبع اسم المسئول الكبير الذى سيحضر من الوزارة لحضور هذا المهرجان الرياضى وكان دورنا أن نكرر خلفه بحماس وصوت مرتفع كلمة ..يعيش .. ثلاثة مرات..ونصطف على الجانبين عند حضور الضيوف بالزى الذى تسلمناه .., ولم أهتم كثيرا بتلك التفاصيل فقد كنت فرحا كغيرى من الاصدقاء بطاقم الملابس الرياضية الجديد المتواضع جدا قياسا بما هو موجود حاليا و بعد ما طالت ساعات التدريب على الاجراءات و الانتظار لحضور الضيوف تحت أشعة الشمس الحارة , كانت المفاجاءة الثانية أنهم وزعوا علينا وجبات غذائية متواضعة تساعدنا على استكمال اليوم الرياضى بنشاط وجلسنا فى مجموعات نتناول تلك الوجبات و هربا من اشعة الشمس الحارة تسللت مع أحد الاصدقاء لنتناول الوجبات بداخل صالة الالعاب الوحيدة بالساحة والتى لم يكن دخولها عادة متاحا للجميع ..وفى أثناء ذلك اكتشفنا وجود أدوات رياضية جديدة فأخذنا نلعب بتلك الادوات وطال بنا الوقت حتى نسينا موضوع الاستقبال ولم ننتبه لمضى الوقت سريعا ونحن مستغرقان فى اللعب وبعد فترة خرجنا لنكتشف أن الاستقبال قد انتهى والمباراة قد بدأت وقابلنا أحد افراد المجموعة التى كنا معها فقال اهربوا بسرعة …لأن المسئول الرياضى يبحث عن المتخلفين أمثالكم ليعاقبهم ويسترد منهم أطقم الملابس فأسرعنا نختبئ مرة أخرى فى صالة الالعاب حتى يهدأ الامر وقضينا ما تبقى من وقت المباراة فى اللعب داخل الصالة على أمل أن نهرب في الزحام بالملابس بعد انتهاء المباراة و بعد فترة شعرنا بحركة وأصوات مرتفعة خارج الصالة فخرجنا نستطلع الامر فشاهدنا المسئول الكبير يوشك على الانصراف ويلتف الجميع من حوله ولحظنا العاثر سرعان ما شاهدنا المسئول الرياضى وأسرع يتجه نحونا وخوفا من عقابه خطرت لى فكرة ..فقلت لصاحبى .. انت فاكر الهتاف اللى قالوا لنا عليه .؟؟؟..فقال ..أيوه فاكره … فقلت له …قوله بسرعة بسرعة بصوت عالى … وبالفعل.. بدأ يهتف صاحبى مرددا ذلك الهتاف المتفق عليه وأخذت أكرر أنا خلفه عبارة ..يعيش.. يعيش ..يعيش .. ووصلت اصواتنا الى مسامع المسئول الكبير الذى توقف عن استكمال مساره الى السيارة الفخمة التى كانت فى انتظاره والتفت الينا ملوحا بيده مبتسما محييا ..كأنه الفاتح المنتصر ..ومازلت حتى الان أتذكر هيئته.. ولا أتذكر اسمه … بل اكثر من ذلك..فقد ظل واقفا مبتسما يوزع التحية والابتسامة على الجميع لعدة دقائق قبل أن يستكمل مساره الى السيارة , وانتظرت حتى نجحت الفكرة وانخرط الجميع يردد الهتاف بحماس خلف صاحبى …بما فيهم المسئول الرياضى.. نفسه .. الذى التفت هو أيضا الى المسئول الكبير مرددا الهتاف … ونسى أمرنا للحظات…كانت كافية لنتسلل خلال الزحام الذى تضخم فجاءة حول المسئول الكبير و نغادر الساحة مسرعين .,..مازلت اتذكر ذلك الهتاف كلما شاهدت حدثا مماثلا على شاشات التلفاز ..بين الحين والاخر, ..وبعد سنوات طويلة ..سمعت هتافا من نوع اخر فقد كانت ابنتى الصغيرة تهتف بكلمات متشابهة وهى تقفز بفرح غامر حين أحضرت لها هدية كانت ترغب فيها بشدة.. وطافت بذهنى ..مقارنة بين ..ذلك الهتاف البرئ الذى سمعته. ..من ابنتى وبين ماقمت به منذ زمن بعيد , وسألت نفسى ترى هل اختلفت اجراءات الاستقبال حاليا عن ما كان فى السابق ؟؟؟ هل مازالت ..عبارة ….يعيش ….يعيش ….يعيش …تتردد….

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى