مشاهد في المخيلة بقلم حسن ابو زهاد

مشاهد في المخيلة
بقلم
حسن ابو زهاد

ما إن خلدت الي نفسي راغبا في تقليب صفحاتها وراحت في سبات عميق من التفكير البعيد والقريب كلاهما يتصارعان لا تميل إلي الخلود الي الراحة الذاتية لكن يطوف بخاطري مخيلات من لقطات حياتي أقلب الصفحات تنزوي ورقيات الزكريات تحاول الاختفاء حتي لا تمر من ساحة العرض أمام العين علي أي شيئا تخشي هذه الوريقات المكتوبة أمام بصيحات الألم أو اهات الحياة ولكن وجدت أحدي هذه الوريقات لمحتها من بعيد تنزوي محاولة الاختفاء إنها مكتوبة بمداد من دماء واقلام الأوردة والشرايين إنها محفورة في القلوب لكنها تلهث من التعب لعابها يقطر مرارة لم يعهدها اللسان من قبل انها طلاسم الزكريات المؤلمة ولكن احيتها الزكريات مالك ونفسي فقد مرت لحظاتك سريعةأو بطيئة ولكن كل هذه المرارة التي أشعر بها من الأثر كلا ايتها الزكريات رغم مرارة لعابك الا أنك خلفتي دروساً فالحياة لا تمنح دروساً دون ثمن ولكن الثمن كان ثمينا فمهما كانت مرارة ما خلفت وراءها إلا إنها أيضا اعدت إنسانا اخر لم تعهده ظروفه او الموانع والعقبات ولكن التحدي صار خيارا وحيدا للحياة فالحياة لا تقف كثيراً أمام أحداثها المتعاقبة فما ما من مشاهدها لا يعود تارة أخري ولكن الأثر الذي خلفته يظل مزارا الزكريات التي تخلد إليها النفس في ساعاتها التي تجوب فيها زكرياتها لا الاستسلام لغة الضعفاء لا مكان له في قلوب الصادقين الذين اوكلوا الأمر إلي الله فمن الله عليهم بقوة من قوته وانعم عليهم بسلاح المواجهة القوة الإيمانية فلا استسلام لليأس ولا ارتكان إلي الضعف ولكن الإيمان بالله والنفس إنها قادرة على أحداث التغير في المعاملات البشرية فالبشر لهم معادلات متباينة تختلف اختلاف الفصول المتعاقبة تحكم معاملاتهم ومعادلات حياتهم لغة المصالح الشخصية الذاتية والأنانية الفردية ولكن اين تجد القلوب الحانية نفسها لن تجد القلوب الحانية نفسها الا مع الهمسات النورانية الخالصة لرب العالمين فتببصر الحياة ببصيرة العارفين ترضي اقدارها ولكن عليها أيضا أن تحسن صنيعها قالاتقان من صفات المؤمنين أن الخلود إلي النفس كم هو مريحا شريطة الصدق مع النفس وعدم تعمد صناعة اوهام أمامها الواقع خير ما تتعامل به الذات مع نفسها فلا تخدع النفس نفسها لكن الصراحة والوضوح والمكاشفة هم من الاسس الهامة في البناء النفسي المتوازن ولكن لا رجوع الى الوراء فالسير قدما الي الإمام دون الاكتراث بمن يقصدون وضع العراقيل والسدود والموانع دون النظر لمن يعكرون علي النفس الصفاء والنقاء الإلهي دون العبث بمقدرات الذات ولكن منح الذات تقديرها والاعتراف الصادق امام ذاتها رغبة في التصدي لأية محاولات تريد ان تصيبها بالاحباط النفسي العمل والعمل الصادق ورغبة العطاء دون إنتظار أخذ خير سبيل إلي التقدم والتقدم الصادق مع النفس فما ابهي النفوس الراضية ذات الطبيعة الشفافة التي تهدي الحياة اجمل ثمارها في طاعة الله واتخاذ اضواء الحقيقة دليلها الذي تسير به عبر مناحي الحياة المتباينة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى