كرم الملوك بقلم حسن ابو زهاد

كرم الملوك
بقلم
حسن ابو زهاد

كثيراً ما عقد الملوك جلسات الشعر والادب فسارع الشعراء والأدباء يقرضون الشعر يتبارزون فيما بينهم انه مضمار الادب حتي اصبح للشعر سوقا مثل سوق عكاظ فكان للشعر المكانة اللائقة وبرز العديد من الشعراء والأدباء الذين ظلت كلاماتهم تتناقل حتي الآن تتوارثها الأجيال جيل بعد جيل بعد ان عمرت بها ساحات الادب قديما فقد راق لنا في تلك الأجواء الرمضانية إن نلقي بظلال الحديث حول الادب والأدباء وكيف كان الملوك يعطون بسخاء لهؤلاء الأدباء عند عقد دواوين الادب والشعر حين يتبارا الشعراء والأدباء فيما بينهم مدحا وذما فكانوا جهابزة كتبوا من الشعر ما خلد قصص تروي وحكايات تقص حتي وقتنا الحالي فالشعر ديوان العرب فقد أستدعى أحد الملوك بعض الشعراء إلى قصره و في الطريق صادفهم شاعر فقير بيده جره فارغة كان متوجهاً بها إلى البحر ليملأها ماءًا فرافقهم إلى حيث يذهبون و عند وصولهم إلى القصر بالغ الملك في إكرامهم
ولما رأى الملك الرجل وعلى كتفه الجره وثيابه الرثه سأله من أنت وما حاجتك فأنشد الفقير
لما رأيت القوم شدوا رحالهم إلى بحرك الطامي أتيت بجرتي
فقال الملك. املأوا جرته ذهباً وفضة
فحسده بعض الحاضرين وقالوا للملك إنه فقير مجنون لا يعرف قيمة هذا المال وربما أتلفه أو ضيعه. فرد الملك هو ماله يفعل به ما يشاء. فملئت جرته ذهباً وخرج إلى الباب ففرّق المال على جميع الفقراء. وقد بلغ ذلك الملك فاستدعاه وسأله عن ذلك،
فقال الفقير. يجود علينا الخيرون بمالهم ونحن بمالِ الخيرين نجود
فأُعجب الملك بجواب الفقير وأمر أن تملأ جرته عشر مرات وقال الحسنة. بعشر أمثالها.
فأنشد الفقير هذه الأبيات الشعرية التي يتم تداولها عبر آلاف السنين
الناس للناس ما دام الوفاء بهم والعسر. واليسر. أوقات وساعات
وأكرم الناس ما بين الورى رجل تقضى على يده للناس حاجات
لا تقطعن يد المعروف عن أحد ما دمت تقدر. والأيام تارات
واذكر فضيلة صنع الله إذ جعلت إليك لا لك عندالناس حاجات
فمات قوم وما ماتت فضائلهم وعاش قوم وهم في الناس أموات

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى