حجاج كمال يكتب : الصديقان الأعمى والأعرج … إستطاعا عبور النهر معاً بأمان

 

 

حجاج كمال يكتب : الصديقان الأعمى والأعرج … إستطاعا عبور النهر معاً بأمان

يحكى أن هناك شخصا يعيش برجل واحدة والأخرى خسرها منذ أن كان صغيرا .. فبدأ يكيف حياته مع خسارته التي فرضت عليه … ووضع مكان رجله التي فقدها .. رجل أخرى مصنوعة من الخشب .. ولكنه لم يكن يعتمد عليها كثيراً … وفي يوم من الأيام … كان يمشي لوحده بجانب أحد الأنهار … فقابل رجلاً أعمى فقد نعمة البصر منذ ولادته … تقابل الأعرج والأعمى عند شاطىء نهر … فأراد الإثنان أن يعبرا ذلك النهر الى ضفته الثانية حاول الأعرج عبور النهر … ولكنه لم يستطع بسبب رجله الخشبية .. وهناك خاطبه الأعمى قائلاً له: الأعمى: ما بك أيها الصديق؟ الأعرج: أريد العبور إلى الجهة الأخرى ولكن لا أستطيع .. وهنا قص الأعرج قصته إلى الأعمى .. الأعمى: أنا أيضا أريد العبور إلى الجهة الأخرى … ولكن كما ترى .. لا أستطيع أن أرى الطريق .. فأراد الأعمى أن يخفف عن صديقه الأعرج … فقال له: هون عليك يا صديقي … فأنا فقدت نعمة البصر منذ ولادتي .. ولم أشاهد النهر أصلا . الأعرج: وما الحل … أنجلس هكذا نتبرم ساخطين ؟؟!! الأعمى: بل نحمد الله سبحانه وتعالى .. لأنه جعل لنا عقولاً نفكر بها وسوف نجد مخرجا لهذه المشكلة .. بإذن الله. الأعرج: وكيف يكون ذلك .. أقصد ما الحل ؟؟ الأعمى: نتعاون معاً . الأعرج: ماذا ؟ … كيف نتعاون معاً !!! الأعمى: أنت برجل واحدة .. لا تستطيع بها عبور النهر وانا مكفوف البصر ولم أشاهد النهر ولا أعرف الطريق … ولكن إذا تعاونا معاً نستطع أن نعبر النهر . الأعرج: لقد ضاق صدري بثرثرتك وأريد ان اعرف الحل حالاً … وإلا ……. الأعمى: حسناً … حسناً … هدئ من روعك واستمع لي . الأعرج: كلي آذان صاغية .. هيا أعطنى الحل . الأعمى: سوف أحملك على كتفي ونعبر النهر … فأنت ستكون عيني التي تدلني وتوجهني على الطريق … وأنا سأكون ساقيك التي تمشي بهما … الأعرج: والله إنها لفكرة رائعة … شكرا لك يا صديقي .. وهكذا عندما تعاون الصديقان الأعمى والأعرج … إستطاعا عبور النهر معاً بأمان .

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى