” كورونا و تشكل العالم من جديد ” مقال للدكتور العشماوى عبد الكريم

كورونا و تشكل العالم من جديد
مقال للدكتور العشماوي عبدالكريم احمد استاذ ترميم المباني و المنشآت
لعلنا نندب حالنا علي ما يحدث لنا في هذه الايام القاسية اثر الجانحة التي يمر بها العالم وهي ازمة فيروس كورونا التي تعد احد اهم المشاكل التي يمر بها العالم حاليا.
لاشك اننا نري في تلك الازمة شرا كبيرا ولكن من استقراء تلك الازمة العالمية فإننا نلاحظ ان العالم يتمخض عن مولود سيغير مساره عبر كل النواحي السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية. فالمولود هذه المره سوف يكون ممثلا للكتلة الشرقية انه دولة الصين الشعبية والتي سوف تجد ان انسب المواقيت لظهورها كقوة عظمي ليست منافسة للقوة العظمي وذات القطب الاوحد علي شتي الاتجاهات وهي الولايات المتحدة فحسب ولكن سوف تمثل العالم لفتره كبيرة كقوة وحيدة مسيطرة ومرغوبة من العالم علي عكس القوي العظمي السابقة حيث ان الاتجاه السياسي للصين لا يمثل اتجاه سيطرة عسكرية او اخضاع وانما سيطرة اقتصادية وستكون الغلبة للصين في الميزان الاقتصادي مقارنة بكل دول العالم .
الصين الدولة الشيوعية التي نجحت في ان تكون اكبر اقتصاد عالمي وتعاملت مع كل القرارت الاقتصادية الامريكية بطريق واحد وهو زيادة الانتاج وخفض عملتها مقابل الدولار مما جعلها مسيطرة علي كل الاسواق العالمية. نعم انها الصين التي نجحت فيها الشيوعية في غير اراضيها التي ولدت فيها وهي الاتحاد السوفيتي سابقا والتي استطاعت الولايات المتحدة بالطرق السياسية والاقتصادية تفكيكه عبر امور كثيرة خاضتها الولايات المتحدة.
نعم تمثل الولايات المتحدة قمة الحضارة الميكانيكية والتي تمثل السياسة والعسكرية مفاصلها وعبر قدرتها علي اخضاع كل دول العالم علي ربط تعاملاتها التجارية بالدولار الامريكي طواعية او اجبارا باعتبار ان الرصيد السوقي للدولار فقط ولا غير القوة الغاشمة والتي اجبرت دول المحور- بعد ضرب هيروشيما وقلب ميزان القوي لصالح الحلفاء- علي عدم انشاء جيوش نظامية ذات قدرة هجومية وان تكون تحت رقابة امريكية كاملة ولعل المعاهدات العسكرية ما بعد الحرب العالمية الثانية سوف تنتهي فيما يبدو سواء عبر الفترة المتفق عليها اومن خلال تغيرات عالمية سوف تحدث تجعل لتلك التحكمات الامريكية الي زوال وتؤدي الي حرية لتلك الدول التي خضعت للقرارات الامريكية بعد الحرب العالمية الثانية.
ولعل اهم حدثين يقترب كل منهما للآخر وهو ان الصين قد ان لها التوقيت المناسب للتخلي عن ربط اليوان الصيني بالدولار الامريكي عبر بورصة مضاربة العملات الدولية والتعاملات التجارية وباعتبار ان الصين صاحبة اكبر احتياطي للدولار الامريكي مما يجعل ان قرار قد يتخذ وهو تخلي الصين عن ربط اليوان بالدولار الامريكي وتخليها عن التعامل بالدولار الامريكي سوف يمثل زلزال عالمي سوف يشكل العالم في قالب جديد وسوف يكون التشكيل عبر صهر عنيف وهو ما حدث بالفعل وقد بدأت القولبة بالفعل وسوف يتأثر به اصغر كهف في اصغر تجمع سكاني علي وجه الارض.
وثانيا ان الفترة الحالية للحضارة العالمية الحاكمة والقاطرة التي سوف تقود العالم هي للتكنولوجيا الرقمية والتي تعد الصين ومواطنيها وحلفائها من اليابان والكوريتين والهند احد اهم مطوريها كما ان الولايات المتحدة اعتمدت في الفترات السابقة علي خريجي وابناء تلك البلاد باعتبارهم من النوابغ في تطوير التكنولوجيا الرقمية بشكل سريع ويصل لدرجة خطيرة وربما يرجع ذلك الي كتابة حروف اللغة المستخدمة التي تكتب في شكل مجسم يقترب من البعد الثالث او من الناحية الرياضية استخدم البعد الهندسي متمثلا في الزاوية 360 درجة مما يعمل علي تفعيل الفص الايسر للمخ والذي يؤدي الي الابداع الرقمي والتطور علي عكس اغلب حروف كتابة اللغات الغربية التي تعتمد علي بعدين فقط او شكل كلاسيكي.
ربما لن تستطيع الحضارة الامريكية الميكانيكية المعتمدة علي التكنولوجيا الرقمية استيعاب هذا التطور الهائل في التكنولوجيا الرقمية مما يؤدي الي ان يكون ذلك في ميزان الصين وحلفائها علاوة علي حدوث تفسخ وانهيارات اقتصادية في نواحي كثيرة نظرا لما مرت به الولايات المتحدة من حروب لا طائل منها في كل اطراف العالم ومازالت العديد من تلك الحروب قائمة اضف الي ذلك النتائج الكارثية التي سوف تنتج عن جانحة كورونا.
بصعود الصين كقوي عظمي غير معتمدة علي القوي العسكرية بقدر اعتمادها علي القوة الشرائية سوف تتغير موازين القوي الاقليمية والدولية والتوازنات للعديد من الدول ولعل اهمها دولة مثل مصر بما تمثله من ثقل في منطقة الشرق الاوسط وسوف تتغير خرائط كثيرة ولوغاريتمات كان من الصعب الخوض في حلها الي ان نجد حلولها قد اضحت ميسرة وعلي راسها حل مشكلة سد النهضة والمشكلة الفلسطينية وعلي النقيض من ذلك سوف يحدث انهيار للعديد من الدول النفطية التي لم تغير اقتصاداتها للربط عبر اقتصاديات منتجة ومشاريع تجارية متنوعة تساعدها وخاصة في الهزة العنيفة التي سوف تحدث في تلك التغيرات والتي غالبا ما سوف تبدا به الصين من استخدام انواع غير تقليدية للطاقة مما يؤثر علي الاضرار الشديد للمخزون الاستراتيجي للنفط الامريكي وسوف ينتج عنه حجب الولايات المتحدة لأموال العديد من المستثمرين والمودعين وخاصة من الدول النامية والافريقية وهذا سوف يصعد من وتيرة تسارع انهيار او بداية استقلال العديد من الولايات المتحدة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى