شريف نصار يكتب الأندلس عربية (٤) فلامنكو

شريف نصار يكتب الأندلس عربية (٤)  فلامنكو
سوف يستعجب البعض من عنوان المقال و لعل البعض سوف يقول لي حتى الفلامنكو تريد أن تثبت أنها موسيقى عربية إذا فكوكب الأرض كله عربي والمريخ عربي والشمس والنجوم عربية وكل شئ في الكون الذي نعيش فيه عربي!! وهذا الكلام الذي لا معنى له يردده الفرنكفويين كثيراً عندما يكتب أحد الأشخاص معلومة جديدة عن عروبة المغرب العربي أو مقال يتحدث فيه عن العلاقة الرائعة بين العروبة والإسلام أو إذا تحدث أحد عبر مقطع صغير عبر فيسبوك أو يوتيوب ليتحدث فيها عن (نقوش) جديده مكتشفة في وهران أو لبدة أو قادس في جنوب الأندلس وبالمناسبة كل هذه النقوش هى نقوش عربية كنعانية حسب آخر المستكشفات الأثرية. و أقول لكم بصدق تام حتى لا يزايد البعض على المعلومات التي لدي أن الأرض الممتدة من الرافدين في بلاد عيلام قديماً ( الأهواز حالياً) مروراً بالشام والجزيرة العربية ثم مصر ( بالأضافة إلى السودان والحبشة بالطبع) حتى المغرب العربي والأندلس كانت أرض عربية منذ فجر التاريخ ولم تصبح عربية منذ الفتح العربي الإسلامي فقط بل أن الفتح العربي كانت حرب لتحرير ولإسترداد هذه الأرض من المحتل الفارسي في العراق ومن المحتل الروماني في الشام و مصر و المغرب العربي ومن أراد الدليل أرجو منه أن يقرأ ويطلع على كتب ( آلهة مصر العربية، ملامح في فقه اللهجات العربيات، تأصيل التاريخ فى معرفة اصول بني إسرائيل، فرعون ذو الاوتاد، تاريخ الجنس العربي، بحثاً عن فرعون العربي، البرهان على عروبة اللغة المصرية القديمة، شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام، حضارة واحدة أم حضارات في الوطن العربي القديم، كتب بيير روسي، چيمس هنري بريستد، غوستاف لوبون، ول ديورانت، كتاب شمس العرب تسطع على الغرب) وغيرها الكثير ولكن حتى لا نبتعد عن موضوعنا الرئيسي ألا وهو الفلامنكو فما قصة الفلامنكو؟ لنرى…
منذ سنوات كتب الأديب والناشط القومي الأندلسي أنطونيو مانويل رودريغيث راموس مقالاً بعنوان (La huella andalusi hoy) والتي تعني الأثر الاندلسي اليوم، كان يتحدث عن زيارة له لمدينة اكديز في النيجر و دخوله لاحد مساجدها و رؤيته للمصلين أثناء الوضوء فيقول كان أجدادي من جهة الأب والأم يفعلون مثلهم تماماً و ورث والده هذا الشكل من الوضوء حتى قبل الطعام. ولكن ما لفت انتباهي في مقاله هو حديثه عن الفلامنكو بالتفصيل الممل فيقول (( تقاسمت مع الفلاحين المآساة في مراهقتي وأيضاً مع الكثير من البنائين والحرفيين ففي النهاية جميعهم من ذرية الاندلسيين وهناك العديد من المسلمين الأندلسيين بقوا في شبه الجزيرة الايبيرية، طائفة كبيرة هاجرت إلى المنحدرات الداخلية للعيش في الاكواخ والكهوف المنعزلة عن المناطق الحضرية، متجولين في مناطق جبلية يصعب الوصول إليها. لقد كانوا الفلامنكو!! … فكلمة فلامنكو مقتبسه من الكلمتين العربيتين ” فلاح _منكوب” أى المطرود المهمش المجرد من ارضه ولسانه ودينه، لكنه ليس مجرد من ذاكرته لقد كظم الفلامنكو اى الفلاحين المنكوبين الم الضياع لينشدوا في انفراد موسيقاهم الشعبية بحنجرة مملوءة بالدم.هكذا ولدت الكانتي خوندو( cante jondo) اي الأغنية العميقة انه التعبير الغامض والمجهول عن ألمهم الشخصي. يرفع المنشدون السبابة ويذكرون اسم الله (اولى) (ole) تعظيماً لاسم الجلالة بينما يرتلون وسط التصفيق بداية الشهادتين ( لا إله إلا الله) ثم يغمضون اعينهم وهم ينشدون كلاماتهم)) انتهى كلام الباحث الأندلسي وهو من مواليد مدينة المدور almodovar في قرطبة عام ١٩٦٨. واحب ان اقول ‘ شهد شاهد من أهلها’ الرجل الاندلسي المسلم يصرح بأن الموسيقى الشهيرة الفلامنكو هي موسيقى عربية اندلسية ولا عزاء للفرنكفونيين .
انتهت سلسلة مقالات الأندلس عربية إلى ان تظهر أدلة جديدة عن عروبة الأندلس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى