وداعاً مصطفى السعيد والعصار الخال مصر المستقبل بقلم لواء دكتور مهندس مصطفى هدهود

وداعاً مصطفى السعيد والعصار الخال مصر المستقبل
بقلم لواء دكتور مهندس مصطفى هدهود
محافظ البحيرة األسبق
Email : mkhadhoud@hotmail.com
فقد مصطفى هدهود خلال يومين فقط أعز محبوبين لقلبه وهما الدكتور مصطفى السعيد والفريق دكتور مهندس
محمد سعيد العصار حيث فقدت شبرا صوره وصفط زريق إبن من أبنائها األبرار وفقد مركز ديرب نجم نائبها الوفى
المحبوب للجميع والظاهرة السياسية التى لن تتكرر مرة أخرى وفقدت محافظة الشرقية ممثلها القوى فى مجلس
الشعب ورئيس اللجنة اإلقتصادية للمجلس السابق وفخر المحافظة وفقدت مصر شعباً ودولة رجل دولة من الطراز
الفريد وهو الدكتور مصطفى السعيد ذلك الرجل الذى ولد من أب وأم ذو سالله عائلية محترمة وكان والده
المهندس السعيد إبراهيم من أوائل خريجى الهندسة بالمركز كله فى أوائل القرن الماضى وتربى وتعلم بمدارس
ميت غمر وإلتحق بكلية حقوق عين شمس وكان شغوفاً بالعمل السياسى منذ صغره حيث كان رئيساً إلتحاد الطلبه
بالكلية ثم تخرج وعمل وكيالً للنيابة واشتهر فى الخمسينيات فى واقعة محاكمة مشهوره بدفاعه عن متهم أمام
المحكمة إحقاقاً للحق وإنصافاً للضعيف، ونجح بإصراراه وعزيمته فى الحصول على منحة بدراسة الماجستير
والدكتوراه من جامعة ليدز بإنجلترا فى مجال اإلقتصاد الزراعى والصناعى للقطن وهنا جمع بين علوم الحقوق
واإلقتصاد. ونظراً لنشاطه اإلجتماعى والسياسى ولباقته فى الحديث ومعرفته الرائعة لألحداث السياسية
واإلقتصادية رأس إتحاد الطلبه المصريين الدارسين فى إنجلترا وشارك فى مإتمر حاشد بالقاهرة لإلتحاد اإلشتراكى
وتحدث فيه بإسم إتحاد الطلبه المصريين الدراسين فى الخارج وهنا كانت بداية بزوغه سياسياً وفور عودته للوطن
بعد إنتهاء الدراسة إلتحق للعمل فى منتصف ستينيات القرن الماضى بكلية اإلقتصاد والعلوم السياسية جامعة
القاهرة وتقاربنا أنا وهو فكرياً وأصبح قدوتى فى الحياة من الناحية العلمية واإلنسانية واإلقتصادية واإلجتماعية
وتوطدت عالقته مع المسئولين بالدولة وتقارب جداً مع المرحوم عاطف صدقى وفإاد محيي الدين وشجعه والدى
المرحوم عبد الباسط هدهود إلقتحام مجال العمل السياسى من خالل خوض معارك إنتخابات مجلس الشعب وإقتنع
برأى والدى بالرغم من معارضة اآلخرين وتبناه والدى خالل فترة الدعاية اإلنتخابية األولى وتعريفه بؤهالى القرى
المختلفة بمركز ديرب نجم نظراً لقوة عالقاته مع جميع أسر المركز ولكن لم يحالفه الحظ نظراً لسيطرة المال على
اإلنتخابات ، وشاء القدر بعدم إستمرار دوره مجلس الشعب فى ذلك الوقت لدورة كاملة وأعيدت اإلنتخابات مرة
أخرى عام 1191 وهنا نجح مصطفى السعيد كؤول شاب بمركز ديرب نجم ونجح نجاحاً ساحقاً وأصبح محبوب
الجميع حيث إمتدت خدماته لكل أهالى ديرب نجم والمراكز األخرى وإمتداداً لمجهودات والده وشقيقه المرحوم
إبراهيم السعيد ووالدى عبد الباسط هدهود اإلجتماعية واإلنسانية والخدماتيه وساعده فى النجاح قوة عالقاته مع
المسئولين نظراً لنجاحه فى إنتخابات اإلتحاد اإلشتراكى ووصوله إلى عضوية اللجنة المركزية العليا لإلتحاد
اإلشتراكى وعضوية اللجنة اإلقتصادية مع المرحوم الدكتور عاطف صدقى وجالل أبو الدهب واستمر عطائه فى
مجلس الشعب وبروز وسطوع شخصيته السياسية واإلقتصادية ولذلك تم تعيينه وزيراً لإلقتصاد واإلستثمار
والتجارة الخارجية عام 1192
ونظراً لجرائته وشجاعته ومواجهته مصاعب كثيرة أولها مافيا تجار العملة األجنبيه الغير مشروعة حيث طلب فى
ذلك الوقت تنفيذ برنامج اإلصالح اإلقتصادى بما يسمى ) قرارات 5 يناير الشهيرة فى ذلك الوقت ( بغرض إصالح
الخلل فى الجهاز المصرفى والسياسة النقدية وهو برنامج مثيل لما قام به السيد الرئيس عبد الفتاح السيسى والسيد
طارق عامر محافظ البنك المركزى بشؤن اإلصالح اإلقتصادى خالل عام 2119 وسبحان هللا لو كان تم تنفيذ رأى
الدكتور مصطفى السعيد فى ذلك الوقت ألصبح حال مصر اإلقتصادى والمالى أفضل مائة مرة عن الموقف قبل عام
2119 .وواجهته مصاعب أخرى بشؤن أولوية تدبير العملة األجنبية إلستيراد مطالب الشعب المصرى من
المنتجات والسلع والغذائية والقمح أم إستيراد معدات وأجهزة أخرى ولذلك لألسف إستقال من الوزارة عام 1195
وهنا تفرغ للعمل فى مجال اإلستشارات القانونية واإلقتصادية وأصبح محامى معظم أهالى ديرب نجم بل ومحافظة
الشرقية كلها بدون مقابل مادى وصارع مع أصحاب رأس المال المتفشى فى ديرب نجم فى إنتخابات كل دورات
مجلس الشعب وكانت أخر مرة له عام 2115 حيث تقلد فى تلك الدورة رئاسة اللجنة اإلقتصادية بالمجلس بالرغم
من دخوله اإلنتخابات كمستقل وليس تابع للحزب الوطنى ونظراً لفكرة اإلقتصادى حاول رفع مستوى ديرب نجم
إقتصادياً وقام بإنشاء من خالل إكتتاب أهالى ديرب نجم شركة ديرب نجم لإلستثمار وشركة ديرب نجم للدواجن
شامالً عدة عنابر ومجزر آلى ومصنع أعالف ونجحت الشركة فى إستيعاب مئات العاملين من أهالى ديرب نجم
ولكن لألسف إلنخفاض كفاءة ومستوى بعض المسئولين بالشركة وعدم إنتماء العاملين بها للمإسسة التى تدبر
مرتباتهم لم تحقق الشركة ما كان مطلوباً منها. وإستمرت مسيرة الدكتور مصطفى السعيد فى العطاء اإلجتماعى
داخل األسرة وكونه كبير العائلة حيث كان قاسم مشترك فى كل األفراح والمآتم وشاهداً على كل عقود الزواج لكل
أفراد األسرة واألسر األخرى.
ولم ينسى مصطفى السعيد دوره التعليمى حيث واصل التدريس فى كلية اإلقتصاد والعلوم السياسية وكليات أخرى
وتتلمذ على يده العديد من كبار رجال الدولة الحاليين والسابقين وبرحيل مصطفى السعيد إلى ربه فقدت مصر كلها
أغلى وأعز الناس وأعظم الرجال قيمة وقامه وفقدت الرجل الخلوق المحترم المتسامح الذى لم يزعل من أى
شخص بالرغم من الطعنات التى تم توجيهها له كثيراً ممن ساعدهم ، فقدت مصر الرجل المحب للجميع وفقدنا نحن
السند والحكمة ونور وبهجة العائلة ، فعالً م الخال واألب الذى كان دائماً يسؤل عن الصغير أسرة السعيد وهدهود نع
قبل الكبير ويكفى إبتسامته وتفاإله الذى فقدناه لألبد.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى