البشمهندس أيمن يكتب …المجذوب….

البشمهندس أيمن يكتب …المجذوب….

دق جرس المدرسة الاعدادية الوحيدة بالبلدة معلنا انتهاء اليوم الدراسي وتسابقت سيقان الصغار مغادرة المدرسة ..وهى تنطلق عائدة الى شوارع وحوارى المدينة الصغيرة وغادر أيضا المعلمون على مهل.. كل يقصد طريقه الى مسكنه.. فيما عدا ..الاستاذ محمود ..معلم اللغة العربية فقد شعر ببعض الاعياء وألم شديد في صدره فتحامل على زميل له ساعده في الذهاب الى المستشفى العام ..وهناك عرض حالته على أحد الاطباء في الاستقبال الذى طمأنه على حاله واصفا له بعض الادوية ..وعاد صاحبنا الى بيته و بعد أن تناول العلاج ..أمضى ليلته وحيدا متعبا متألما من المرض العارض الذى ألم به وأغلق عينيه… ولكنه لم يعرف للنوم طريقا…وبعد ليلة مؤرقة ..ذهب الى المدرسة متعبا…وقضى يومه ..بصعوبة ..وقد نصحه زملائه بطلب اجازة مرضية و العودة الى مسكنه والراحة والانتظار لعدة ليال أخرى… ربما تبدأ حالته في التحسن….
ومضت لياليه… وازداد معها تعبه ..وغادره النوم بدون عودة ..وشحب لون وجهه…ووهنت قدرته على تحمل المزيد ..فاصطحبه أحد اصدقائه الى طبيب ذائع الصيت بهذا التخصص… وبعد ساعات الانتظار البطيئة المؤلمة ..فحصه الطبيب وصارحه أن الامر خطير…وعليه أن ينتظم في العلاج لمدة شهر .. وان لم تتحسن حالته …سيكون من اللازم اجراء تدخل جراحي خطير ..ومادت الارض من تحت أقدام صاحبنا ..فلم ينطق بشيء وانصرف محطما مستندا الى ذراع صاحبه ..الذى حاول أن يخفف عنه بالكلمات المعتادة في مثل هذه المواقف .وبعدما عاد صاحبنا الى مسكنه ..وبعد فترة صمت أفاق بعدها من وقع الصدمة…وقال لنفسه…هكذا اذن الامر ..لله الامر من قبل ومن بعد …فماذا أصنع الآن ؟؟ ظل السؤال يتردد داخله في حيرة …وبعد أن تناول الدواء…حاول أن يبحث عن الراحة فلم يجدها ..وظلت تجوب الافكار برأسه ..فهو يعيش بمفرده ويتجهز لاستقبال قدوم الفرحة مع العروس التي انتظرها طويلا….فماذا سيصنع الآن هل يخفى الامر عن صهره ..ويمضى فى اجراءات العرس.. ..فلم يبقى على العرس سوى شهر تقريبا ..ولم لا يفعل ذلك ..ربما تتحسن حالته كما قال الطبيب .. ….أم يصارح صهره.. بما صار ويطلب التأجيل ؟؟..ترى هل سيرضى صهره بالتأجيل ؟؟..أم سيرفض استكمال العرس…خاصة وأن العملية الجراحية خطيرة كما قال الطبيب ..فكيف سيرضى صهره لأبنته الارتباط بعريس يبدأ حياته معها بتلك العملية الجراحية الخطيرة ؟؟
..وبعد أن استخار الله في أمره ..انتهى الى ضرورة مصارحة صهره مهما كان رأيه…وعزم على مقابلته بعد صلاة العشاء في…المسجد الذى اعتاد صهره الصلاة فيه …واستعد بالفعل وذهب الى المسجد مبكرا ينتظر الصلاة.. وحضور صهره ..وكان المسجد شبه خاليا … فجلس في أحد زوايا المسجد مستندا برأسه الى الحائط ..وقد أتعبه المرض والارق … …فغابت عيناه للحظات فى نوم عميق …أفاق من غفوته مضطربا بعد أن هزت كتفه.. يد.. شيخ بهيئة المجاذيب…المعتادة التي عهدناها فيهم …وتطلع صاحبنا اليه مستغربا من هيئة المجذوب… ..و تعجب ..لماذا أقبل يوقظه هو فقط….بينما يوجد بجواره من هو نائم يفترش سجاد المسجد بالفعل…ومتى دخل المجذوب المسجد فهو لم يره حين دخل …وقطع تفكيره الصامت.. .صوت المجذوب… وهو يقول له يا أستاذ.. لسه بدرى على صلاة العشاء…وصهرك… مش ها ييجى دلوقت ..والدكتور بتاعك غلطان …قوم… روح لدكتور…تانى غيره …

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى