بلازما المتعافين و الكوفيد- ١٩بقلم :الدكتورة ريم حمدي

بلازما المتعافين و الكوفيد- ١٩بقلم :الدكتورة ريم حمدي استاذ الروماتيزم والمناعة بكلية الطب جامعة القاهرة

كثر الحديث في الآونة الاخيرة عن استخدام بلازما النقاهة للمتعافين من وباء الكوفيد-١٩ و مدي فاعليته في علاج الحالات الحرجة وصاحب ذلك اسعار بيع البلازما !!!
ما هي الحكاية؟
اقصد ما هي البلازما؟
البلازما هي الجزء السائل من الدم والذي تسبح فيه مكونات الدم من كرات دم حمراء، كرات بيضاء، صفائح دموية، بروتينات ،عوامل التجلط، خلايا مناعية وكذلك الاجسام المضادة.
وكونها تحتوي على الاجسام المضادة فمن الممكن الاستفادة منها في العلاجات المتصلة بالجهاز المناعي لهدفين علاجيين هامين:
الاول:
للاستفادة من الاجسام المضادة في حالات نقص المناعة او لاستخدام الاجسام المضادة المتواجدة فيها لمكافحة مرض معين.
الثاني:
في مرضى المناعة الذاتية حيث يفيد علاج فصل البلازما في التخلص من الاجسام المضادة الذاتية التي تهاجم اجهزة الجسم في الشخص المريض.
وكذلك من الممكن استخدام البلازما لتعويض ما ينقص في الدم من مكونات اخرى مثل عوامل التجلط او البروتينات وغيرها.
ماذا عن علاج البلازما في الكوفيد-١٩ ؟
كما وصف في السابق البلازما هي السائل الذي تسبح فيه الاجسام المضادة والخلايا المناعية بأنواعها. المريض الذي يتعافى من الكوفيد- ١٩ يكون قد بدأ بالفعل في انتاج اجسام مضادة ضد الفيروس و يرتفع مستوى هذه الاجسام المضادة بعد التعافي ليكون بمثابة خط دفاع دائم ضد هذا النوع من الفيروس بتكوين ذاكرة مناعية دائمة تحفظ صورة هذا الفيروس وتكون على اهبة الاستعداد لمواجهته في حال الاصابة مرة اخرى.
لذلك قد تمثل الاجسام المضادة من بلازما المتعافين في بعض الامراض خاصة الفيروسية نوع من العلاج الجائز استخدامه على سبيل التجربة في موجود احترازات معينة.
هل يعني هذا ان البلازما ليست علاجا اكيدا للكوفيد-١٩؟
نعم هي ليست علاجا اكيدا لأنها لم تجرب بالقدر الكافي لأدراجها بأدلة بحثية قوية ضمن قائمة العلاجات المعتمدة.
فكان التصريح من منظمة الغذاء والدواء وكذلك كل الجهات البحثية الهامة بان هناك شروط لاستخدام هذا العلاج.
ما هي هذه الشروط والاحترازات؟
تبسيطا للتوعية ولفت الانتباه لكل من يهتم بعلاج البلازما تحث منظمة الغذاء والدواء العالمية على انه يجب وضع الاتي في الاعتبار:
اولا لابد من التأكيد على ان هذا العلاج هو علاج تجريبي قيد البحث والتجربة لتحديد مدي الاستفادة والضرر.
ثانيا: الالتزام بمواصفات وشروط التحضير للبلازما تحت اشراف متقن من الجهة المختصة.
ثالثا: ان يكون هناك دليل بالتحاليل معتمدة يؤكد الاصابة السابقة للمريض وكذلك يؤكد التعافي الكامل.
رابعا: مرور على الاقل ١٤ يوما ويفضل ٢٨ يوما على التعافي من الكوفيد- ١٩ وليس على الاصابة مع وجود تحاليل قبل التحضير ب١٤ ال ٢٨ يوما ( المسحة تحديدا مع بعض تحاليل الدم) تؤكد التعافي التام للمريض لضمان كفاءة البلازما.
خامسا: خلو المتطوع من اي امراض من الممكن ان تنتقل عن طريق الدم.
سادسا: يفضل مراعاة ظروف المتطوع الصحية و يفضل تجنب السحب من السيدات اللاتي تعرضن للانجاب او الاجهاض اثناء هذه الفترة لاحتمال وجود بعض العوامل المناعية بالبلازما التي قد تضر المتلقي.
سابعا: لا يجوز اخذ البلازما الا من جهة مسئولة بحثيا و قانونيا عن القيام بالتحضير والتعامل والتوزيع لهذا العلاج التجريبي تجنبا لحدوث عواقب وخيمة جراء العلاج.
ثامنا: لابد من موافقة كتابية من المتطوع والمتلقي قبيل البدأ بالإجراء بهدف العلاج.
عواقب علاج البلازما:
اعراض تحسسية حادة.
اصابة حادة بالرئة وصعوبة بالتنفس الظاهرة الحادة المعروفة علميا بTRALI وهي من العواقب شديدة الخطورة.
نقل الامراض المعدية عن طريق الدم.
كيف نتعامل اذا ما هذا العلاج؟
بحذر
علاج بلازما المتعافين هو علاج تجريبي في الكوفيد-١٩ ليس مشروطا بحدوث استجابة معينة واضحة، يستخدم هذا العلاج بعد فشل العلاجات المتعارف عليها طبقا للبروتوكولات الصحية الخاصة بكل دولة، كعلاج مساعد على سبيل الانقاذ في الحالات الحرجة جدا طبقا لم تم التأكيد عليه علميا من الجهات المختصة دوليا لحين وجود اشعار اخر بدلائل علمية تكفي لترجيحه كعلاج اساسي.
بقلم الدكتورة . ريم حمدي
استاذ الروماتيزم والمناعة الاكلينيكية- كلية الطب- جامعة القاهرة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى