” الكورونا ” توحد العالم ومازال توفير المعلومات احتياج هام

في ظل هذه الظروف نعلم تمامًا كبشر، أننا أمام تحدٍ كبير على هذه الأرض. ولا شك أن العالم سيدفع ثمنًا فادحًا بسبب هذا الفيروس الذى بدأ يحصد ارواح آلاف الأبرياء. إلا أن هذه الكارثة العالمية أكدت أنه لا أمان لشخص؛ إلا بنجاة سواه، وأن رحلة البحث عن مصل مضاد لهذا الفايروس هو موقف أصبح يحكم العقل الجمعي؛ لمحاولة الخلاص من هذا الهجوم الكاسح الذي أصبح خطراً يهدد البشرية جمعاء.

في خضام كل هذه الأحداث، ورغم توحد العالم في محاولات القضاء علي الفايروس، إلا أن كل فرد علي هذا الكوكب ينظر إلى هذا الهجوم ويحلله من منظور مختلف، فمنهم من يذهب بأنه غضب من السماء، وآخرون ينظرون إليه باعتباره مؤامرة من دولة ما ضد أخرى، .. وغيرها الكثير من التفسيرات التي يتبعها كلُ وفق معتقداته وأهوائه الشخصية.

وعلى الرغم من تشابه الأحداث عالميًا؛ إلا أن ذلك لا ينفي وجود قدر من الخصوصية لدى كل دولة، فرضتها طبيعة الشعوب والمجتمعات والأنظمة الحاكمة؛ مما أوجب علي الوقوف أمام الحالة المصرية، ورصد ما يحدث على أرض وطننا الحبيب.

غمرتني السعادة أثناء متابعتي للكثير من المهتمين بالشأن العام من طرح افكار وروئ خارج الصندوق كما يسميها البعض لمحاولات التفاعل مع الازمة بشكل ايجابي ومحاولاتهم لوضع تلك الازمة على أولويات أجندتهم، إلا أن هناك ما ينغص تلك السعادة، ليس لدي فقط، بل لدى كل مواطن ينشغل بقضايا وطنه الحبيب. فالكل يعاني من الافتقار إلى المعلومات الموثوق في صحتها، ومحاولتك كمواطن للحصول على المعلومات من المصادر الرسمية – وخاصة أمام هذا الحدث الهائل- تكاد تكون ضعيفة، ولذلك لجأ عدد من المواطنين إلى الاعتماد علي مصادر أخرى قد تكون غير دقيقة؛ وأصبحت الأرض ممهدة أمام مروجي الشائعات لينفردوا بالمواطن، وليقصوا من وحي خيالهم قصص ما أنزل الله بها من سلطان، معتمدين في ذلك علي نقص المعلومات وضعف ثقة البعض في أجهزة الدولة وقدراتها ومقارنة الوضع الداخلي بما يحدث من أحداث عالمية.

كل هذا جعلني أتأمل؛ ماذا لوكان لدينا قانون ينظم حق الحصول على المعلومات لكافة المواطنين دون تمييز؟! إن التمتع بهذا الحق قطعًا سيقودنا إلى القضاء علي جزء كبير من الفتن والشائعات، بل ومقاومتها والقضاء عليها في الحال.

إذن نحن ليس أمام ترف فكري أو مطالبة برفاهية مجتمعية، بل أن تماسك الشعب وتوحيد العقل الجمعي أمام الحقائق هو ضرورة مجتمعية لابد أن يوفرها ويحميها القانون وخاصة أمام مثل تلك الكوارث العالمية، وعلينا أن نتذكر دائمَا، أن صحة الشعب في صحة عقله وتدبر أموره بكل شفافية ومصداقية.

حمي الله مصر                ” عصام رأفت الشريف ” 

 

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى