رحلات البحث بقلم حسن ابو زهاد

رحلات البحث
بقلم
حسن ابو زهاد

رحلات البحث في حياتنا كثيرة ولها اغراض متباينة فمنا من يبذل الجهد طيلة حياته بحثا عن المال بكافة الأساليب حينما يطغي حب المال عليه فانه لا يري إلا أساليب جمع المال وحينما يصل إلي مبتغاه يري انه فقد كثيرا من مقومات السعادة الحقيقية وهو يلهث طلبا للمال ومنا من يبحث عن الشهرة فيظل يتبع أساليب مختلفة ومتفاوتة حتي يصل إلي مبتغاها وعندما يصل يجد أن الشهرة ليست كافيه لاسعاده او تحقيق مبتغاها أيضا رحلات البحث عن المناصب ولكنه في نهاية الأمر يكتشف أن المناصب لا تدوم ولو دامت لأحد ما وصلت إليه أنها رحلات واغراض كما طابت لنا رحلة ملك يبحث عن ملكة تشاركه العرش فيا تري ما مواصفاته لاختيارها نعلم جيدا أن أساليب الاختيار أيضا متفاوتة من شخص لآخر ولكن هناك معايير تروق للبعض ولا تروق للبعض الآخر فهيا نبحر في حكايتنا
يقال أنه كان هناك ملكاً وسيماً للغاية كان يبحث عن ملكة له وفي يوم عرض أمام قصره أجمل نساء المملكة عرضوا عليه الكثير ممن لديهن ثروات كثيرة لكن لم تعجبه أيهن لدرجة أن تصبح ملكته.و فى اليوم التالي أتت فتاة بسيطة ذات ملامح هادئة وبريئة أمام القصر وطلبت أن تقابل الملك وعند لقائها جلس الملك على كرسيه وتقدمت إليه قائلة يا سيدي أعلم جيداً انه ليس لدي أي شيء استطيع أن أقدمه لك سوي أن أمنحك حبي الكبير الصادق الذي أشعر به تجاهك وإذا سمحت لي يمكنني أن أفعل شيئاً لأثبت لك صدق هذا الحب
أثارت بكلامها هذا فضول الملك الذي طلب منها أن تقول ما الذى يمكنها فعله فقالت سأقضي مائة يوماً في شرفتك دون أن آكل أو أشرب أية شيء إلا ما يسد الرمق وأتعرض للمطر والشمس وبرودة الليل طوال الـمائة يوم وإذا استطعت تحمل تلك الأيام وأثبت لك صدق حبي العظيم ستجعلني زوجتك كان هذا التحدي مفاجأة مدوية للملك لكنه قد قبل التحديوقال فى نفسه اذا استطاعت تلك الفتاة الجميلة رغم فقرها أن تقوم بما قالت لتثبت حبها لى فسأجعلها زوجتي وملكتي بدأت الفتاة تضحيتها وبدأت الأيام تمر وتحملت المرأة بشجاعة أسوأ العواصف شعرت في كثير من الأحيان أنها يكاد يغمى عليها من الشعور بالجوع والبرد الشديد لكن ذلك شجعها على تخيل نفسها في النهاية بجانبه أي بجانب حبها الكبير.ومن وقت لآخر كان الملك يخرج وجهه من شرفة غرفته ليراها ويشاور لها بإبهامه دليل على اعجابه بصمودهاومر الوقت شهر شهرين كان شعب المملكة سعيداً لأنهم اعتقدوا انهم سيكون لديهم ملكة أخيراً تسعون يوماً قد مروا واستمر الملك في النظر لها من شرفته من وقت لآخر ويقول هذه الفتاة غير معقولة لا تصدق حتي وصلت إلي تسع وتسعون يوما تجمع الناس علي مشارف القصر ليروا كيف ستصبح هذه الفقيرة ملكة كانت الفتاة حالتها الصحية متدهورة وأصبحت ضعيفة واصيبت بالأمراض وفي اليوم المائة قررت الفتاة الانسحاب ومغادرة القصر نظرت إلي الملك نظرة حزينة دون ان تنطق بكلمة واحدة وقررت العودة إلي منازلها قبل ساعة من اليوم المائة فسألها والدها لماذا تخليتي عن حلمك ان تكوني الملكة فقالت كنت في شرفته تسعة وتسعون يوما وثلاثة وعشرون ساعة تحملت كل أنواع المتاعب لكنه لم يفكر في تحريري من العزاب رأني أعاني ولكنه لم يابه بمعاناتي فهمت أن الشخص الاعمي لا يستحق حبا عظيما فعلينا أن لا نفعل المستحيل من أجل إرضاء أشخاص لا يبذلون من أجلنا القليل الاشياء البسيطه حقا لا يستحقون اهتماماتنا ولا ان نوليهم عنيةولا يستحقون ان نضعهم علي طاولة رحلات البحث

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى