المخرج اشرف عزب ينتقد مسلسل النهاية ..ويؤكد العالم مستمر حتى لو كان يحيا في ممر الفئران

كتبت : هاجر سلامة

مسلسل النهاية .. وممر الفئران
النهاية اسم يدل على الوصول لنقطة لا استمرار بعدها فنهاية الشيء اخره ..
فبعد مائة عام من الان هل يكون هناك حياة واذا كانت هناك حياة هل هي حياة مثل التى نحياها . وهل مشكلة الطاقة ستتفاقم مع انتهاء موارد الارض وهي حقيقة علمية ان الموارد العالمية تتناقص بمعدل سريع والتلوث الاشعاعي والذري اصبح شيء طبيعي الان , واذا تطاحنت الدول الكبري هل يبقي من العالم شيء ؟


العالم يتعرض الان للسيطرة من خلال اثنا عشرة عائلة تسيطر على اقتصاديات العالم مثل عائلة روتشيلد وروكفلر وغيرها وهى التى يعزي اليها كل ما يحدث فى العالم من المؤامرات والأوبئة وحروب الجيل الخامس وتقنيات الفايف جي او الجيل الخامس من التحكم الالكتروني فى عالم الاتصالات وما يستلزمه من علوم الطاقة . ويتم السيطرة على العقول البشرية , وذلك تمهيدا لظهور المخلص او المسيح الدجال الذى سيحكم العالم
وتدور الأحداث في العام 2120 وبالتحديد في القدس بعد تحرير فلسطين بواسطة دولة عربية واستخدام السلاح النووي، وبالرغم من عدم ذكر اسم الدولة، إلا أن اللهجة المصرية بين أبطال المسلسل تشير أنها مصر وإنشاء مدن وناطحات سحاب تضم مواطنين عرب تعرف بالتكتل و تغير العملة إلى مكعبات الطاقة التي تملأ بالنقاط وتعرف بـ(الآي سي)
المهندس زين هو عالم فى الهندسة استطاع ان يبتكر طاقة تسمى اي سي وهى ذات خواص عالية تستطيع صنع ما يسمي بدرع انقاذ العالم وقد استطاعت شركة الطاقة استغلال العلماء والمهندسين فى بناء اماكن تكنولوجية وملحق بها مكان اخر يسمي المصنع ومزارع داخل صوب زراعية للحماية من التلوث لنكتشف انهم كلهم عبارة عن ادوات لتحقيق حلم ظهور المخلص وتخلصوا من كل الروبوتات التى قد تعيق هذا الحلم
واحنا فاكرين وموش ناسين وعلى الوعد محافظين
ونتيجة تداخل بين مجموعة من الافكار يتوه المشاهد بين زين الالة والمهندس ولكل منهما موضوعا مستقلا عن الاخر ..فالمهندس شخص مستسلم لافكار قادته وله حياته وزوجته وابنته وهو يشبه الاله فى سلوكياته التى يتضح فيما بعد انه يتم السيطرة عليه من خلال العصير الذى يشربه الجميع .. بينما تستغل احدي المهندسات وهي صباح فلاشات معلومات الشخصية لتصنع منها ربوتا مماثل لشخصية المهندس زين الذي تحبه ..فالواحة مكان الاثرياء من العالم كما في شخصية رسلان وابنه وصديقه .. ويحدث التداخل في صالة الالعاب الرياضية فأيهما الذي يلعب ويراهن ويربح ..وايهما يتم القبض عليه ..وايهما يريد انقاذ العالم من الدمار القادم ..
فتكتشف ان الالات ما زالت موجودة زين اله وعزيز الة وكل منهما يحمل وجهة نظر لانقاذ العالم عزيز يري انه لابد من التخلص من الالات حتى هو نفسه لأن وجودهم خطأ ومن حق البشرية ان تحيا اما زين فهو يري انه يستطيع انقاذ العالم بعلمه المستنبط من المهندس زين ..
الغموض يكتنف الأاحداث حتى ظهور شخصية الصحفي الذي يعلم بقصة المنتظر والتمهيد لظهوره والقضاء علي اي شخص يحاول الافصاح عن مقدم المخلص ..ويكتب مذكراته والتى يبدأها من عام 2014 بعد احداث الثورة المصرية والتخلص من حكم الاخوان الذي قاومهم هذا المثقف ( محمود عبد المغني )
برزت بعض المشاهد سقوطا في فخ الاستسهال كتابيا، كالحلول الساذجة لدخول الصحفي مسكن زميله، أو الأمثلة التي يتم ذكرها طوال الوقت على لسان الشخصيات كأمثلة تطوير الهواتف او الواحة والمصنع والخلط الدائم بين فكرة انيرجي كو وشركة الطاقة وهما اسم واحد وترجمته .
زين يقوم بتعليم الاطفال القيم والمباديء قبل ان تسيطر عليه انيرجي كو ليصنع جيل من المتعلمين المؤمنين بقضية البقاء ومقاومة الماسونية من اهالى القدس المحررة ..بينما يعيشون علي السرقة والنهب للحصول على الطعام ..بينما العصابات الكبيرة تقوم علي زرع القنب الهندي لعمل المخدرات الخطوط كثيرة ومتشابكة وتزيد الغموض ..وتقوم شركة انيرجي كو باستخدام الجميع للحصول على الكرات الزرقاء التى تمكنهم من السيطرة على العالم ..وعدم تمكينهم من عمل درع الطاقة ؟؟ وحينما تكتشف انيرجي كو ان هناك نسخة أليه من المهندس زين تجند الجميع لمحاولة التخلص منه والقبض عليه ؟؟
وربما تكمن المشكلة في المخرج ياسر سامي الذي تعد تجربة مثل مسلسل “النهاية” ثقيلة عليه بما أنه مخرج كليبات بالأساس، وهذا المسلسل هو تجربته الثانية بعد “نسر الصعيد” في العام 2018 والذي لم يشهد نجاحا كبيرا هو الآخر.
شهدت الحلقة الأخيرة من مسلسل “النهاية” مواجهة الروبوت زين “يوسف الشريف” الريس عزيز “عمرو عبد الجليل” حول البقاء والفناء، فالروبوت يطلب من الريس عزيز تعاونهما معا ويصارعان بعضهما البعض وينتصر الروبوت زين ويحاول قتل الريس عزيز، الذى يرى أن من حق الإنسان البشرى الحياة والعيش فى سلام .
وفى نفس الوقت يدخل المهندس زين فى معركة شرسة مع أحد العاملين فى تكتل الواحة، ولكن ينتصر زين ويقتله، أما الروبوت زين فإنه يحصل على “e c” كثيرة، وفى تكتل الواحة يقابل السيد مؤنس ويضعه داخل جهاز ويدور حوار بين إياد نصار وسوسن بدر حول الأبدية ولكن يترك إياد نصار الواحة ويصعد عبر مركبة فضائية مع السيد مؤنس ويطلق من خلالها صاروخا يدمر الأرض ويحولها إلى صحراء.
بعد مرور 25 سنة نرى شخصين يسيران فى الصحراء أحدهما مصطفى خاطر ويبحثان عن الطعام حتى يجدان الصاروخ الذى خرج من تكتل الواحة، وكان يحمل المهندس زين ويذهبان به إلى الريسة للمنطقة فيقابل المهندس زين الطفلة ريناد التى كان يعلمها، وقد أصبحت فتاة كبيرة وينتهى المسلسل على ذلك.
وأثر التباين في مستوى الكتابة على تماسك المسلسل نفسه والموازنة بين خطي الأحداث، فهناك خطوط جذابة وكتابتها أفضل من خطوط أخرى، كالمقارنة بين عالم القدس موقع التكتل العربي والروبوت زين حيث الشخصيات غنية والأحداث أكثر، وعالم الواحة الذي يوجد فيه المهندس زين، حيث الشخصيات أفقر والأحداث بطيئة ومملة.
تطال الملاحظات على مستوى التمثيل جميع المشاركين تقريبا، افتعال واضح وعدم اكتراث أو حتى فقر إبداعي، فيوسف الشريف -على سبيل المثال- صاحب التحدي الأكبر حيث يجسد شخصيتين مختلفتين على مستوى المشاعر أو التفكير أو القدرات، فلا يمكنك التفريق بين الاثنين لولا وجودهما في مكانين مختلفين فلا توجد فوارق بين الشخصيتين تقريبا وهو تقصير من يوسف الشريف ..
أما أداء سهر الصايغ فجاء مفتعلا، في الوقت الذي يحاول فيه كل من عمرو عبد الجليل وأحمد وفيق وايمن الشيوي وحمدى هيكل ومحمد لطفي وأخذ الموضوع بجدية لكن افتقار الشخصيات الى بناء قوي متماسك او شخصيات مرسومة ومكتوبة بعناية جعلت محاولتهما تذهب أدراج الرياح فالشخصيات باهتة المعالم
وشخصية ناهد السباعي غير مفهومة وافعالها غير مبررة فهى مهندسة كبيرة في انيرجي كو وهي زوجة زين ثم تجدها بعيدة عن الاحداث او الفعل ووجودها فقط من خلال الاتصال التليفوني بعدما كانت اهم شخصية في بداية الحلقات .
على مستوى الإخراج، هناك مشكلات عدة، حيث تفاوت مستوى الإخراج في مشاهد مختلفة أو حتى في مشهد واحد، فعلى سبيل المثال مشهد اغتيال الروبوت عزيز للروبوت زين كان فيه تفاوت ما بين مشهد اغتيال زين ومشهد تهريبه العجيب جدا.
هناك أزمات مشتركة بين الإنتاج والإخراج، كمشكلة الكتابة باللغة الإنجليزية في الأدوات المستخدمة، وهي مشكلة إنتاجية لأن المواد التقنية التي تم اقتناؤها مكتوبة باللغة الإنجليزية ولم يتم تعريبها، وهذا انعكس على الإخراج
مسلسل “النهاية” فكرة يوسف الشريف وسيناريو وحوار عمرو سمير عاطف وإخراج ياسر سامى وإنتاج شركة سينرجى، ويشارك فى بطولته عمرو عبد الجليل وأحمد وفيق وسهر الصايغ وناهد السباعى، ومحمود الليثى وسوسن بدر وسارة عادل وزكى فطين عبد الوهاب ومحمد جمعة، وعدد آخر من الفنانين،
وقد يجد القاريء بعض التشابه بين مسلسل النهاية ورواية فى ممر الفئران لاحمد خالد توفيق فى بعض النقاط ..
في ممر الفئران، يصطدم نيزك بالأرض، ويسقط تحديدًا على الأمريكتين، ليقضي عليهما، ويدخل العالم في عصر جديد يسمى بعصر الظلام، إذ يختفي النور تدريجيًا من الحياة، وتخرج أجيال لا تعرف شيئًا عن النور ولا تعرف ما هو وما يقصده من قبلهم بذلك اللفظ، كما تشير إلى أن إسرائيل تشعر بالقلق لأن أيامها أصبحت معدودة في المنطقة، بعدما انتهى الحليف الأقوى لها من الكوكب، بالإضافة إلى أن زمن الرواية غير محدد
بينما تدور أحداث “النهاية” في المستقبل بعد مائة عام من الآن، إذ تفككت الولايات المتحدة الأمريكية بسبب الحروب والصراعات، واستطاع العرب تحرير القدس من يد الاحتلال الصهيوني بعدما سقط حليفها الأقوى.
سيطرت قوة تدعى “القومندان” على الكوكب، مقرها فوق جبال الهيمالايا، يسيطر عليها شخص يتحكم في العالم، ويتحكم في النور، ويعيش باقي الكوكب في الظلام، ولا يستطيع أحد مخالفة تعليماته وذلك في “في ممر الفئران”.
في المسلسل تتحكم “إينرجي كو” في الطاقة التي أصبحت السمة الرئيسية للعيش في ذلك الزمن، والمصدر الرئيسي لجميع الاستخدامات، وتحدد إمكانيات استخدامها والحد المسموح لها.
في الرواية استخدام النور محظور كـ”القداحة” وعقوبته الإعدام لمن يخالفه من النورانيين، بينما المسلسل يُمنع فيه التعليم للعامة، ويوجد ما يسمى بالتعليم الانتقائي، أي اختيار فئة محددة للتعليم، ومن يخالف ذلك عقوبته النفي إلى مناطق الإشعاع النووي.
العلم ينقرض في “في ممر الفئران” خاصة العلوم التي تعتمد بشكل أساسي على الرؤية كالفيزياء والكيمياء والأحياء، بينما في المسلسل يقل العلم وقد يكون محدودًا جدًا بسبب التعليم الانتقائي المفروض.
حاولت الشرطة القبض على “الشرقاوي” بطل الرواية بعد إشعاله “القداحة” الخاصة به، لكنه تمكن من الهرب، في “النهاية” تعرض “زين” الذي يجسده يوسف الشريف، للخطف بعدما حاولت الشرطة القبض عليه لمخالفته التعليمات وتعليم أطفال دون السماح له بذلك.
في كل من الرواية والمسلسل يحاول شخص الخروج عن المألوف، في الرواية استخدم “الشرقاوي” النور، وحاول البحث مع النورانيين عن الوصول للقومندان والسماح لكل البشر بحقهم في النور، لكن كانت النهاية سوداوية إذ اتضح أن “الشرقاوي” هو نفسه الشخص المنتظر للسيطرة على العالم ليكُن قائد “القومندان”.
في المسلسل حاول “زين” تعليم الأطفال لعدم اقتناعه بفكرة التعليم الاقتنائي، كما حاول تطوير جهازًا لزيادة الطاقة ولم يسمح له وهو ما يضمن فى النهاية الاستمرار وانقاذه من خلال الاطفال او الجيل الذ ى علمه .
وبالتالى لا توجد نهاية فالعالم مستمر .حتى لو كان يحيا في ممر الفئران.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى