فؤاد السنيورة : على الدولة اللبنانية أن تستعيد هيبتها
قال رئيس تيار المستقبل، رئيس وزراء لبنان السابق، فؤاد السنيورة، إن استمرار الهدوء الحذر فى الجنوب معلق، ويتوقف على تصرفات إسرائيل وحزب الله، موضحا أن التصعيد كان منظما بين الجانبين من أجل رفع الحرج عن كليهما.
وأوضح السنيورة، أن العيب على الدولة اللبنانية التى تعتبر مغيبة فى دورها وحقها بحماية لبنان، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء اللبنانى، سعد الحريرى، يفعل كل ما بوسعه لمنع لبنان من الانزلاق إلى حرب شاملة، مشيرًا إلى أن الموقف الأمريكى يعتبر أن الكرة فى ملعب حزب الله لمنع التصعيد وليس إسرائيل التى تدافع عن نفسها، لافتا إلى أنه لم يتم التوصل حتى الآن مع قادة حزب الله لوضع تفاهمات وإنهاء التصعيد. وإلى نص الحوار:
■ ما تحركاتكم لوأد التصعيد؟
– ما حدث هو عملية تكاد تكون منظمة بين الجانبين، بحيث يخرج الجانبان من الإحراجات، خاصة بعدما خرج الإسرائيليون بتصريحات بعدم وقوع مصابين فى صفوفهم، بينما فى المقابل خسرت لبنان الكثير من الأراضى والأشجار التى تم حرقها بالقذائف الإسرائيلية.
■ هل تقصد أنه اتفاق غير مباشر بين الطرفين لحفظ ماء الوجه؟
– لا أستطيع أن أجزم بهذا الأمر، لكن هذا ما نراه، وبوسع أى شخص أن يستنتج ذلك، خاصة أن حزب الله أكد أن هذا الرد من أجل عناصره الذين قتلوا فى سوريا فقط، أما بالنسبة للطائرات المسيرة فقد أكد الحزب أن الأمر معلق وسيتم الرد عليه فى وقت مناسب، وهذا يدل على أن هناك مشكلة تكمن فى تغييب كامل للدولة اللبنانية.
■ ماذا تقصد بتغييب الدولة اللبنانية؟
– عندما يتحدث حزب الله بأنه يمتلك زمام الأمور بالرد العسكرى على أى انتهاك إسرائيلى لسيادة لبنان، فإنه يبدو كأنه مسؤول عن لبنان فى ظل تغييب كامل لدور الدولة اللبنانية، وهذا ما نعانى منه، لأن هناك من يخطف الدولة ودورها من خلال تعامله مباشرة مع أى جانب آخر، مثل إسرائيل، وهذا شأن يؤدى إلى توريط لبنان فى حرب شاملة، وعندما يتصرف حزب الله هكذا فى قضايا سيادية للبنان فبالتالى تكون ردة فعل إسرائيل قوية بشكل يفوق قدرة الدولة اللبنانية والسلطة الشرعية فى لبنان على ردعها، وفى النهاية يدفع اللبنانيون الثمن.
■ وماذا عن موقف رئيس الوزراء سعد الحريرى؟
– سعد الحريرى يتخذ دائما مواقف كبيرة لحماية لبنان، لكن هذا لا ينفى أن هناك محاولة مستمرة من حزب الله لخطف الدولة اللبنانية، كما قال له وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، الذى قال أيضًا إن أمريكا تدعم حق إسرائيل فى الدفاع عن نفسها، وإن الكرة الآن فى ملعب حزب الله، وإنه إذا أوقف تصعيده فإن إسرائيل ستوقف تصعيدها، أما فرنسا فأكدت للحريرى أنها ستعمل على حشد المجتمع الدولى لمنع المزيد من التدهور على الدولة اللبنانية.
■ هل تواصلتم مع حزب الله لوقف التصعيد؟
– لم نتواصل حتى الآن، ولا أعلم ماذا ينوى الحريرى، فلم نجلس سويا لنضع خطة لوقف التصعيد.
■ هل من الممكن أن يعود التصعيد وصولا إلى حرب شاملة؟
– هناك هدوء حذر، لكن الأمر لا يزال معلقا بسبب انتهاكات إسرائيل للأجواء اللبنانية، ما يعتبر انتهاكا للقرار 101، وحزب الله فى ذات الوقت يريد أن يبادر بالتصدى وكأنه وصى على لبنان، لكن العيب هنا ليس على حزب الله، ولكن على الدولة اللبنانية، لأن عليها أن تستعيد هيبتها ضد الجانبين، فحزب الله يستغل تقصير الدولة اللبنانية لأنها مغيبة فى دورها، وحقها بأن تكون صاحبة الصلاحية الوحيدة من أجل الرد وحماية اللبنانيين ومصالحهم القومية، وعليها أن تمارس دورها بكل الطرق الشرعية.