مسلمة وأفتخر كورونا ..أحبك !! بقلم د. ضحى بركات

مسلمة وأفتخر ….كورونا ..أحبك !! بقلم د. ضحى بركات
أعلم أن عنوان مقال قد يثير العجب الممتزج بالغضب عند كثير من الناس وأعلم أنه عنوان غريب ولكن ماذا أقول وهو الواقع الذى نعيشه والشعور الذى لا أستطيع إنكاره . علمنا ديننا أن نرضى بقدر الله حلوه ومره وأن نتلمس نقاط الخير فى نسيج أى ضيق يحيط بنا .تعلمنا أن فى كل ظلام بارقة شعاع ولكن لايراها البصر بل تتلمسها البصيرة . ولو تتبعنا خطوات ” كورونا المستجد ” هذا المخلوق المجهرى رأينا كم نفعنا وماهو إلا جند من جنود الله جاء يعدل موازينا مالت بل انقلبت رأسا على عقب. نعم قست القلوب وتغيرت المبادىء وحكمت القوة وانتصر الظلم .وتباهى كل بقدرته وتصارع الجميع على الدنيا . ضاعت حقوق الخلق ونسى العالم عظمة الخالق .فجاة فلت زمام الأمر وهاجم مخلوق مجهرى أعظم دول العالم وهدد أقوى الاقتصاد فيه . قتل الآلاف دون سلاح وتربص بالجميع بلاسابقة عداء بل هزمهم ومضى دون طمع فى غنيمة . هنا أفاق العالم وعلم أن الإله غاضب..فيروس لايرى بالعين يصارع البشر فيصرع من يلقاه منهم دون اختيار دون محاباة مخلوق لايقبل رشوة ولايخشى سلطة …هنا انشغل كل بهمه يسابق الزمن ليجد العلاج ولم يجده فاقر بعجزه واتجه الجميع لخالق الكون كله ..يدعوه ليرفع نقمته ويمحو غضبه …يالك من جميل أيها المخلوق الصغير الذى عجزت أمامك العلوم والعقول . كنت سببا فى مراجعة كل ذى قلب نفسه ..فكشفت عنه غيامة غيبت عنه حقيقة قدره فعاد إلى ربه يقر بقدرته وقدره وعاد إلى نفسه فعرف ضآلة حجمه. ليس هذا فقط بل انشغل كل بحربه مع هذا المخلوق فترك الحرب مع غيره فإذا بالحرب مع كورونا ..توقف كل الحروب الدائرة فى مختلف بقاع العالم .كورونا احبك لقد أطلقت سراح الآلاف وقضيت على مظالم ضاقت بها المحاكم الدولية وركعت تحتها منظمات حقوق الإنسان العالمية .. كورونا أحبك… فقد أوقفت قتل المستضعفين فى كل أنحاء العالم ..ومنهم إخواننا المسلمين فكم بكينا وشكونا إلى الله ضعف قوتنا وقلة حيلتنا ونحن نراهم يقتلون دون ذنب ولاجرم ونحن عاجزين عن نصرهم محبوسين عن تلبية نداء استغاثتهم عاجزين عن عونهم وحمايتهم ..لقد كان رفع الظلم عنهم أمنية كم تمنيناها فأرسلك الله تنفذ ما أعيانا نفاذه لأنه ليس فى قدرتنا ..كورونا أحبك …خرست البذاءات والتطاول على نبيناخير خلق الله صلى الله عليه وسلم ..وعلى ديننا الحنيف الذى وصموه بالارهاب عدوانا وظلما فجعلت العالم كله يعرف قدر الإسلام وحسن علمه وصدق عقيدته ومكانة رسوله فشهدوا له بالحكمة والصدق والسلام والعلم والطب والنظافة بعد سخرية واستهانة وإهانة ملأت الصحف العالمية بحجة حرية التعبير وماهى إلا حرية الحقد ورغبة التدمير لكل جميل وهاهم اليوم يفتتحون اجتماعاتهم بتلاوة آيات القرآن الكريم ويقرون بسوء فهمهم وعمى قلوبهم . كورونا أحبك فلاتذهب قبل أن يتطهر العالم ونحن معه فكم غشانا الرجز والوهن . والآن وجب علينا أن نتطهر جميعا من كل حرام اعتدناه، وكل خطأ اقترفناه وكل ظلم فعلناه أو تغافلنا عن رفعه وكم اقترفنا فى حق أنفسنا وفى حق غيرنا من آثام .كورونا لاتذهب حتى نعرف قيمة جوامع هجرناها وأبت اليوم أن تستقبلنا ونحن فى أشد الحاجة إليها. .فمنذ سنوات تنادينا فلا نلبى النداء ..بل واغلقناهافى وجه الذاكرين والمعتكفين ..فشكت لربها خلوها من ذكره وهجرها من خلقه . كورونا لاتذهب حتى يعمر الإيمان قلوبنا الخاوية وتنسى نفوسنا الهوى بمال أغرانا ولهو فتنا به ..كورونا ..أحبك فقد كشفت الغطاء ونحن نوقن أننا أهل للعقاب والوباء والبلاء وأنت علينا قليل …كم أخذتنا الدنيا من ديننا ونسينا حق آبائنا من رعاية واحتواء ..حتى أبناءنا علمناهم الدنيا ونسينا أن نعلمهم الدين فعاشوا غثاء بقلوب خواء .كورونا ..كم كنا فى نعيم نحيا الأمن والحرية والصحة والرفاهية ولانشكر بل نجحد ونطمع ونحقد ونحسد وكلما أتانا المزيد تطلعنا للمزيد دون شكر لسبب أو عودة لمسبب .وخضوع لمنعم …لاشك ان الإله غاضب وهذه نفحة من غضبه فياويلنا إن لم نعد عن كل مااقترفنا ..ربنا يالى شدة عذابك..يالى بأس غضبك. . ربنا نحن عبيدك حبسنا جميعا فى قارب واحد كل منا يقترب من الآخر يخشى أن يفقده ..كلنا يصارع الخوف من المرض الذى قد يحرمه حتى من وداع أقرب الناس إليه .بل ويحرمه من كرامة غسله ودفنه ..يالها من مأساة يالها من نقمة ولكن برحمتك ياربنا جعلت فى كل محنة منحة ، فهانحن بعد اغتراب نقترب ممن نحب نتحدث معهم ونضحك بينهم كما لم يحدث منذ سنوات طويلة وكأننا نتعارف من جديد ..هانحن اليوم نجتمع فى سهرة ..ونشترك فى حل مشكلة نأكل فى وقت واحد على مائدة واحدة ..كم هى جميلة حياة الأسرة كم هو ممتع جمع الأحبة .ربما قلت الأرزاق ولكن انجلى برود العواطف وسالت أنهار الحب المتجمدة لتروى قلوب الجميع …..ربنا لقد ادى كورونا مهمته ..فارفعه عنا واكتب للعلماء اسم الدواء فهانحن عدنا إليك ،تبنا عن جهلنا وجهالتنا، علمنا قدرك ،شهدنا بقدرتك واطمأنت قلوبنا بأنك تمهل ولاتهمل فارفع عنا البلاء واكتب للمرضى الشفاء واسبغ الصبر على قلوب فارقت الأحبة والرفقاء ..رحمتك سبقت غضبك ..ربنا وصلت الرسالة وسلكت طريقها إلى القلوب فارحم من مات واحتسبه شهيدا ….وردنا إليك ردا حميدا واقبلنا واقبل توبتنا واعف عنا إنا كنا من الظالمين ..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى