عامان لا يكفي بقلم حسن ابو زهاد

عامان لا يكفي بقلم حسن ابو زهاد

ما أجمل أن نبحر في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم سيرة ترافقها الورود والرياحين وتبعث في النفوس الراحة والطمأنينة فما أجمل سيرته التي تعطر الأفواه وتملا القلوب انوار من أنواره الساطعة عرفنا كيف حظيت حليمة السعدية برسول الله صلى الله عليه وسلم لتكون مرضعة له وكيف تغير الحال بقدومه فعم الخير والبركة وفاض اللبن لدي حليمة السعدية ليكفيه وأخوه في الرضاعة ابنها بعد ان كان اللبن لا يكفي صغيرها وكيف صار الحال خيراته كثيرة ومضي العامان سريعاً وسط فرحة وخير وأرض نما فيها الكلأ وكثرت الحشائش وأصبحت الحياة رخوة هانئة بقدوم وجه الخير والمحبة والسلام ولكن حليمة السعدية وزوجها متمسكان ببقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فاض الخير بوجهه الكريم تقول حليمة رجعنا به إلى مكة فأخذت أحدث آمنة وجده عبدالمطلب عن محبتنا له وحبه لنا تمهد لهم الحديث في محاولة منها لإقناعهم أن يرجع معها كم نحب محمد وتعلقنا به وهو أيضا يحبنا ومتعلق بنا فهمت آمنة أم النبي صلى الله عليه وسلم من كلام حليمة أنها تريد أن ترجعه معها فقالت آمنة ماشأنك يا حليمة يعني إلى أي شيء تريدين أن يكمل معكم توصلي معيشته معكم أدخلي بالموضوع فسكتت حليمةثم رفعت رأسها بخجل وقالت أحببناه يا آمنا ولا نتحمل فراقه وإنا رأينا البركة فيه وإنا نحب أن يبقى عندنا عامين آخرين نأمن عليه من وباء مكةوفعلاً في ذلك الوقت بدأت تظهر أمراض بمكة بعد هلاك جيش أبرهة في حادثة الفيل واجساد جنوده التي تعفنت وظلت حليمة تقنع آمنة فمازالت تحدثها وتقنعها حتى وافقت آمنة ثم قالت آمنة يا حليمة ألا أخبرك عن ولدي هذا أي هل احدثك عن ولدي اشياء لا تعرفيها يا حليمة إحرصي عليه فإن لإبني هذا شأن وأخذت تحدثها عن حمله و ولادته وكيف نزل ساجداً وعن النُور الذي خرج منه احرصي عليه يا حليمة رجعت حليمة وأخذت النبي صلى الله عليه وسلم معها إلى ديار بني سعد ليقيم عند حليمة عامين آخرين معها في بني سعد تقول حليمة ونحن في طريقنا مررنا بركب من الحبشة وفيهم أهل الكتاب قافلة من الحبشة فيهم من اهل الكتاب الذين على دين سيدنا عيسى عليه السلام ، النصارى والحبشة كان منتشر فيها النصارى تقول حليمة فعرضت الصبي عليهم بغيت أن أتأكد وأتعرف حليمة رضي الله عنها كان عقلها مشغول بالتفكير مالسر الذي يحمله هذا الصبي وخاصة ما رأته من بركته وحديث أمه آمنة عنه فأحبت أن تعرف من أهل الكتاب الرهبان لان عندهم علم من الكتاب تقول فعرضته على راهب فيهم فقلت له ألا ترى ولدي هذا قال الراهب مابه قلت له إن له أمور غريبة أنظر إلى حمرة عينيه هذه قالت فنظر فيه الراهب وأخذ يتفحصه فقال متعجباً ما هذه الحمرة أيشتكي شيء في عينيه فقلت له لا هي ترافقه منذ ولادته ثم نظر إليه ، واستمر في تفحصه ثم قال ما اسمه قلت له محمد فقال وهو مندهش هل ولد يتيماً تقول حليمة فأحببت أن أصدقه الحديث قلت له نعم قد ولد يتيماً تقول فأخذ الصبي يقبله وقال لمن معه إي وربِ عيسى إي وربِ عيسى إنه نبي فأقبل من معه مسرعين وأمسكوا الصبي ثم أخذوا يقبلوا رأسه ويضموه الى صدرهم ثم قالوا لها لنأخذن هذا الغلام فلنذهبن به إلى ملكنا وبلدنا فإن هذا الغلام كائن لنا وله شأن نحن نعرف أمره اصبحوا يتحايلون على حليمة يريدون أن يأخذوه معهم الى ملك الحبشة فلقد عرفوا أمره وإنه نبي آخر الزمان تقول حليمة فلم اكد انفلت به منهم يعني ما صدقت أخذه منهم وامشي هل لاحظتم النصارى ما كان منهم خوف على الرسول من القتل أما اليهود فهم أهل الأذية والقتل والغدر في الارض قال تعالى لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى. كم هي جميلة سيرتك يا خير البرية الرحمة والسراج المنير إن الرسول لنور يستضاء به مهند من سيوف الله مسلول حبيبي يا رسول الله صلى الله عليه وسلم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى