الباشمهندس يكتب….. الباشمهندس يكتب ….  

الباشمهندس يكتب….. الباشمهندس يكتب ….  

تتسابق سيقان التلاميذ الصغار فى اولى ايامهم بالعام الدراسي الاول لهم حاملة معها مرح وآلام وأحزان الصغار فى بداية مسيرتهم نحو المستقبل كما تتهادى خطوات المعلمين نحو فصولهم حاملة معها مسئولياتهم نحو الاجيال القامة , وفى هذه الاثناء دخل احد المعلمين الى فصله وانهمك كالعادة فى الشرح والتفصيل لمحتويات الدرس وبعدها اخذ يحاور الصغار فى ما استوعبوه من الدرس ولفت انتباهه احد التلاميذ وقد تسمرت عيناه البريئتان على المسبحة التى وضعها المعلم على المنضدة ضمن متعلقاته الشخصية , فى البداية لم يعر المعلم الامر اهتماما ..ولكنه تكرر عدة مرات بعد ذلك حتى استوقف المعلم هذا التلميذ وسأله عن تطلعه الدائم نحو المسبحة فأجاب التلميذ ببراءة انها مسبحة ابيه ..بل و بادر المعلم بسؤال.. انت تعرف بابا يا استاذ ؟..هو ها ييجى امتى ؟؟…لم يجب المعلم لكنه شعر ان فى الامر شيئا ما..و بعد انتهاء اليوم الدراسى سأل المعلم المعارف عن احوال هذا التلميذ فعرف ان الصغير يتيم .. توفى والده منذ فترة قصيرة بالخارج أثناء سعيه على رزقه ودفن هناك , وهنا أدرك المعلم ان التلميذ يتعلق بمسبحة ابيه فعزم على امر ما, وفى اليوم التالي استوقف المعلم هذا التلميذ ومسح على رأسه واعطاه المسبحة قائلا له انها هدية والده التى ارسلها اليه وأوصاه ان يحفظها ولا تفارقه , واستمر المعلم في متابعة ومساعدة ذلك التلميذ والسؤال عنه وتذليل الصعاب امامه اذا لزم الامر .. حتى غادر المدرسة بنجاح وانتقل الى مرحلة اعلى فى التعليم ومضت السنون سريعا وقد ادرك التلميذ بالطبع ما كان من امر ابيه وعرف فضل معلمه عليه.., اما المعلم فلم تفارقه المسبحة وظل يؤدى دوره الذى بدأه مع التلميذ الصغير صاحب المسبحة وقد ادرك المعلم ان دوره لا يقتصر على الشرح للدروس بل يمتد الى المتابعة لأصحاب الحالات الى تحتاج الى الرعاية, وبعد ان مضت السنون مسرعة وقد اخذت معها الكثير من احلام الصغار و عمر الكبار الذى اوشك على النفاذ اصابت امراض الشيخوخة المعلم ونقل على اثرها الى مستشفى خاص ليلقى المزيد من الرعاية وظل قابعا بها عدة ايام قبل ان يقرر الاطباء حاجته الى عملية جراحية خطيرة ومكلفة ماديا ..وشاءت الاقدار ان يعود تلميذه صاحب المسبحة احد اقربائه المرضى بنفس المستشفى ورأى معلمه وهو على فراش المرض فسأل عنه وعرف أمر مرضه فعزم ان يرد الجميل لمعلمه فأسرع الى مسئولي ادارة المستشفى وانهى معهم الامور الخاصة بعملية معلمه وغادر تاركا خلفه هدية اخرى لمعلمه , وبينما كان ابناء المعلم يحاولون تسديد تكاليف العملية لوالدهم فوجئوا باتصال من ادارة المستشفى تبلغهم ان العملية سيتم اجراؤها صباح الغد اما التكاليف فقد تم تسديدها بالكامل وبالفعل تم عمل العملية بنجاح وبعدها بأيام قليلة بدأت صحة المعلم في التحسن الذى تساءل بدوره عن كيفية تسديد التكاليف فأبلغته ادارة المستشفى ان من قام بذلك رفض ذكر اسمه وترك فقط هدية الى المريض وعندما فتح المعلم الهدية وجد بها مسبحته القديمة التي كانت هديته يوما ما الى الصغير اليتيم

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى