العربي للطفولة: التعليم في عالم ما بعد كورونا يتطلب رؤية شاملة لتحديث المناهج وتطوير مهارات المعلمين

كتبت – أمل محمد أمي

أكد الأمير عبد العزيز بن طلال رئيس المجلس العربي للطفولة والتنمية أن التعليم في عالم ما بعد كورونا يستوجب العمل على تطوير المنظومة برؤية شاملة
وقال الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود أن الرؤية الشاملة، تتضمن التوسع في التعلم الرقمي، وتحسين البنية التحتية، وتحديث المناهج، وتطوير مهارات المعلمين، وتعزيز دور الأسرة والمجتمع في دعم العملية التعليمية.

وأضاف في افتتاح الاحتفالية التي نظمها المجلس العربي للطفولة والتنمية لتسليم جوائز الفائزين في الدورة الثالثة من “جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في قضايا الطفولة والتنمية” التي خصصت موضوعها حول “التعليم في عالم ما بعد كورونا”، اليوم بالقاهرة، أنه منذ اللحظات الأولى للأزمة، بادر المجلس العربي للطفولة والتنمية إلى دراسة تأثيرات الجائحة وتحويلها إلى فرصة للتغيير، انطلاقاً من رؤيتنا بأن التحديات الكبرى قد تكون مدخلاً للتحول الإيجابي، إذا ما تمت مواجهتها بالإبداع والابتكار، وتسخير أدوات التكنولوجيا والرقمنة لبناء مستقبل تعليمي أكثر عدالة وشمولاً واستدامة.

وقال الدكتور محمد أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي في كلمته التي القتها نيابة عنه الدكتورة رشا شرف أمين عام صندوق تطوير التعليم التابع لمجلس الوزراء المصري، أن جائحة كوفيد-19 شكلت نقطة تحول كبرى في مسيرة البشرية، وفرضت على العالم بأسره تحديات غير مسبوقة طالت جميع مناحي الحياة، وكان التعليم في مقدمة هذه القطاعات التي تأثرت بعمق. وأشاد الوزير بالدور الحيوي الذي تضطلع به وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مصر في دعم قضايا الطفولة والتنمية، من خلال تشجيع البحث العلمي التطبيقي، وتعزيز ثقافة الابتكار والمعرفة المرتبطة بالاحتياجات الفعلية للمجتمع، سيما ما يتعلق بحقوق الطفل وتنشئته وتعليمه في ظل التغيرات المتسارعة.
وأعربت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي في كلمتها التي ألقتها نيابة عنها المهندسة مرجريت صاروفيم نائبة الوزيرة عن سعادتها بالمشاركة في هذه الفعالية المهمة، التي تعد منصة لطرح جهود علمية لتعزيز التكامل بين التعليم والحماية الاجتماعية، في الفترات التي تلي الأزمات الكبرى مثل جائحة كورونا التي شكلت لحظة تحول فارقة، دفعتنا إلى إعادة التفكير وتقييم الأدوات وأساليب العمل.
ونوهت بإدراك الوزارة لأهمية البناء التكنولوجي كأداة استراتيجية لضمان العدالة الاجتماعية والاستدامة حيث تبنت نهجًا يقوم على الأخذ بمفردات العصر الرقمي، من تطوير قواعد بيانات دقيقة، وإطلاق منصات إلكترونية لخدمة المواطنين، إلى إدماج التكنولوجيا في برامج الدعم، والحماية والرعاية المجتمعية.

وأكدت الوزير مفوض لبنى عزام مدير إدارة الأسرة والطفولة، بجامعة الدول العربية أن الجامعة تؤمن بأن البحث العلمي ليس ترفاً أكاديمياً، بل ضرورة وجودية مشيرة إلى أن السياسيات الرشيدة والتدخلات المؤثرة، لا تُبنى إلا على معرفة دقيقة، وفهم عميق.
وأوضحت أن جائزة الملك عبد العزيز للبحوث العلمية في مجال الطفولة والتنمية لم تكن مجرد رصد أو تشخيص، بل تجاوزت ذلك إلى دعوة منهجية للبحث العلمي الرصين، وعكست محاور الدورة الثالثة من الجائزة وعياً عميقاً بتغيرات العالم من حولنا، من تداعيات جائحة كورونا، إلى أزمات الحروب وتغير المناخ، وصولاً إلى التحولات التكنولوجية المتسارعة.
وقدم الدكتور حسن البيلاوي الأمين العام للمجلس العربي للطفولة والتنمية عرضا علميا حول الجائزة وإدارة المعرفة، مستعرضا خلاله أطر عمل المجلس الفلسفية والفكرية والمعرفية، وقدرة المجلس على النقل والتوطين والتجديد والإبداع في مجال المعرفة.
وشهدت الاحتفالية جلسة حوارية بعنوان “الذكاء الاصطناعي وتأثيراته على الطفل” شارك فيها كل من الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، والدكتور تيسير النهار وزير التربية والتعليم الأسبق بالمملكة الأردنية الهاشمية، و المهندسة هدى دحروج مستشارة وزير الاتصالات للتنمية المجتمعية الرقمية، وأدارتها الدكتورة رشا شرف أمين عام صندوق تطوير التعليم التابع لرئاسة مجلس الوزراء المصري، وخلصت إلى أن الذكاء الاصطناعي صار يشكل تحديا كبيرا يدفع إلى أهمية اجراء البحوث الاجتماعية في التعامل معه، والحاجة إلى محتوي رقمي عربي جيد، مع ضرورة إعداد الطفل العربي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير مهاراته وتوسيع مداركه.

وفي ختام الاحتفالية كرم الأمير عبد العزيز بن طلال بن عبد العزيز آل سعود رئيس المجلس أعضاء اللجنة العلمية للجائزة في دورتها الثالثة، برئاسة الدكتور يسري الجمل وزير التربية والتعليم الأسبق بمصر وضمت 11 خبيرا من 4 دول عربية، وكرم الفائزين في الدورة والبالغ عددها 4 أبحاث من 8 باحثين. حيث تم حجب الجائزة الأولى، وفوز بالجائزة الثانية: بحث «فاعلية برنامج إرشادي قائم على المنصات التحفيزية في تنمية مهارات التعلم المنظم ذاتياً والرفاهية الافتراضية لدى الطلاب مرتفعي قلق التصور المعرفي بالمرحلة الثانوية أثناء الطوارئ التعليمية» إعداد كل من الدكتور وليد سالم محمد الحلفاوي، أستاذ تقنيات التعليم بكلية الدراسات العليا التربوية – جامعة الملك عبد العزيز، والدكتورة مروة زكي توفيق زكي أستاذ تقنيات التعليم بكلية التربية بجامعة جدة ومستشار وكيلة الجامعة لشؤون الطالبات.


– الجائزة الثالثة: بحث «من الإتاحة الى الوصول: نحو سياسة تمكينية تؤُمّن سبل الإنصاف والمساواة في التعليم للأطفال بعد كورونا»، إعداد كل من الدكتورة سهير صفوت عبد الجيد أستاذة النظرية الاجتماعية بكلية التربية – جامعة عين شمس، والدكتورة سحر حساني بربري أستاذة علم الاجتماع الأسري والنوعي بكلية الآداب – جامعة قناة السويس.
– الجائزة التشجيعية الأولى: بحث «التوجهات والنماذج العالمية في تطوير البنية الرقمية لمدارس المرحلة الأساسية وأثرها على إدارة الأزمات ما بعد كورونا»، إعداد الدكتور خليل إسماعيل إبراهيم ماضي أستاذ مشارك بكلية الدراسات العليا – جامعة فلسطين، والأستاذة آية خليل دياب أبو ندا، مدرس مساعد بكلية التربية – جامعة فلسطين.
– الجائزة التشجيعية الثانية: بحث :«بيئة افتراضية قائمة على التلعيب لتنمية بعض المهارات الأكاديمية لطفل الروضة – نموذج للتعليم ما بعد كورونا»، إعداد كل من الأستاذة الدكتورة إيناس سعيد الشتيحي أستاذ أصول تربية الطفل بكلية التربية للطفولة بجامعة المنوفية، والدكتورة بسنت عبد المحسن العقباوي، أستاذ الإعلام وثقافة الطفل المساعد بكلية التربية للطفولة المبكرة – جامعة المنوفية.

يذكر أن الاحتفالية حضرها نائب سفیر المملكة العربية السعودية الوزير مفوض خالد الشمري، ونائب المستشار الثقافي لسفارة دولة فلسطين بجمهورية مصر العربية سلسبيل بيسيسو، وبعض أعضاء البعثات الدبلوماسية، وعدد من رؤساء الجامعات وعمداء الكلیات، فضلا عن الخبراء والباحثين من الجامعات والمراكز البحثية في العالم العربي، وممثلو المنظمات الإقليمية والدولية، والإعلام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى