المخرج فايق جرادة ينعي الاعلامية إيناس الطويل
كتبت : هاجر سلامة
حين يصبح الإعلام موقفًا” عنوان اتخذه المخرج فايق جرادة لينعي الإعلامية إيناس الطويل، حيث كتب ذلك على حسابه الخاص على فيسبوك.
ليست كل الأصوات في الإعلام متشابهة ولا كل الوجوه صادقة
لكن إيناس الطويل كانت من القلائل الذين آمنوا بأن الإعلام ليس مجرد مهنة بل رسالة وموقف والتزام منذ خطواتها الأولى على الشاشة شاشة تلفزيون فلسطين.
لم تكن مجرد مقدّمة أو مذيعة بل كانت لسان من لا صوت له ومرآة لوجع الإنسان الفلسطيني والعربي
كانت الكلمة في فمها تشبه صلاة والحقيقة عندها أقدس من أن تُساوَم.
رحلة مهنية مضيئة
تميّزت إيناس برصانتها المهنية وهدوئها المحمّل بالثقة.
امتلكت لغة عربية قوية وصوتًا إذاعيًا آسرًا وظهورًا تلفزيونيًا يحترم المُشاهد ويُقدّر المحتوى وسرعان ما أصبحت نموذجًا يُحتذى به في المهنية والمصداقية.
لم تُغْرها الأضواء، ولم تغيّرها الشاشات بل بقيت وفيّة لقيمها ورسالتها.
رسالة سامية في زمن القبح
في زمن التهافت على الشهرة والسطحية
كانت إيناس صوت العقل والحق تحدّثت عن القضية الفلسطينية بجرأة متمسكة بالثوابت الفلسطينيه وبالشعرية الفلسطينية ورفضت تسليع الإعلام وتحويله إلى سوق للضجيج وقفت مع فلسطين بصلابة وناصرَت قضايا الأمة بلا تردّد وآمنت بأن الإعلام الحقيقي لا يُغذّي الفتن بل يواجهها ولا يُجمّل الباطل بل يفضحه.
رحلت إيناس، لكن صوتها باقٍ في الأذن وصورتها لا تفارق الذاكرة بقدر ما كان رحيلها صادمًا بقدر ما أعاد التذكير بأهمية الإعلام النزيه والوجوه التي لا تُباع ولا تُشترى. نفتقدها اليوم في زمن تزداد فيه الحاجة إلى من يشبهونها صدقًا وأخلاقًا.
في الختام: رحمك الله يا إيناس
رحمكِ الله يا من جعلتِ من المايكرفون منبرًا للحق ومن الشاشة نافذة للضمير لروحكِ الرحمة والسكينة ولذكراكِ المجد الذي لا يُنسى
سنظل نذكركِ لا بالدموع فقط بل بأن نحاول أن نكون كما كنتي وفية ومخلصه للحقيقة ولمؤسستنا وللإعلام الرسمي صادقين مع الناس ناصرين لقضاياهم ولقضية فلسطين ولغزه التي أحببتها دوما مسقط راسها
وداعًا إيناس الطويل… سيظل صوتك يدوّي في ضمائرنا.
رحمكِ الله، وأسكنكِ فسيح جناته