راحلون ويبقي الأثر بقلم حسن ابو زهاد

راحلون ويبقي الأثر بقلم حسن ابو زهاد
جميعنا راحلون مهما طال الزمان او قصر قضية حكم فيها رب العالمين حين نعي رسوله فقال وانك لميت وانهم لميتون ونعانا رب العزة فقال كل نفس ذائقة الموت ونعي كل الخلائق فقال كل من عليها فان سبحانه وتعالى ولكننا نترك خلفنا ميراث من الأثر وشريط الزكريات لغيرنا عجبا علي من يظنون انهم يمتلكون حيازتها ولم يدركوا أنها فانية من يطمعون من يتكالبون عليها ويتصارعون فقد تعاقبت عليها الأجيال لقد اتينا إلي الحياة ونحن فرادي لا نملك شيئا منها إلا ضعفا ووهنا كبرنا شيئا فشيئا ملأت القلوب الرغبات والاطماع ساءت العلاقات بين البعض وربما انقطعت عند البعض الآخر. صراعات وقطيعة جراح واوجاع ونهاية الأمر لكل ما جمعنا تاركون نودع كل يوم أحباب لنا. ولا ندرك متي نودع ربما كان اللقاء قريب والحساب شديد ربما كان التفكير في لحظات نودع فيها أحبابنا يواري التراب جثمانهم بعدها تعود النفوس لاطماعها ناسية أنها سوف تغادر هذه الحياة وزخرفها وأنها ستحمل كما حملت آخرون وتنعي كما نعت إنها سنة الله في كونه دوران الحياة والعاقل من ادرك النهاية قبل ان يصلها وعمل لما بعد الموت فترك الأثر الطيب في النفوس والعقول
فمن الناس موتي في حياتهم
واخرون ببطن الأرض احياء
احياء بالذكري الطيبة والسيرة الحسنة والأعمال الخالصة أننا في هذه الحياة رسالتنا عبادة الله وطاعته والعمل باوامره والبعد عن نواهيه مقرونا بالعمل والاجتهاد والإخلاص وإعمار الحياة وإسعاد الغير وجبر الخواطر. ماذا تعني زخارفها ونحن لها مغادرون يوما ما فالعمل للاخرة خير وابقي فما أجمل الزهد فيها فلا تأخذنا اطماعها كثيراً
النفس تجزع ان تكون فقيرة
والفقر خير من غني يطغيها
وغني النفوس هو الكفاف لها
فان ابت فجميع ما في الكون لا يكفيها فالحمد لله علي نعمة القناعة والزام النفس التقي والطاعة ومخافة الله في السر والعلن وان تحمل قلوبنا الإخلاص و اليقين بالله رب العالمين