الابداع ما بين التكريم والتحقير
بقلم
حسن ابو زهاد

النفس البشرية فطرتها تميل إلى كل جميل قولا وعملا وإنها تسعد بالكلمات المحفزة التي تشعر النفس بالذاتية وأنها موضع ثقة بل إنها تسير بخطا نحو التميز أن التكريم تتنوع مجالاته وأساليبه فمجالات التكريم تتنوع حسب المواهب والموضوعات والابتكارات والاتجاهات ونواحي التميز والابداع المتفاوتة منها العلمية والعملية والأدبية والتكنولوجية والمهارية الهندسية بأنواعها الطبية والعسكرية والرياضية والاجتماعية المهم أنها كثيرة ومجالاتها متعددة ولكنها تتفق جميعا في محور واحد الحاجة إلى التعزيز الإيجابي الذي ترغب فيه النفس لتشعر النفس ذاتها بقيمتها الفاعلة المتميزة اي تكسبها اتجاهات إيجابية وتدفع بها الي المزيد من المواصلة والتميز في المجال الذي حظيت فيه بالتقدير كم من المبدعين قد لاقوا في بداية أعمالهم نكران مما كان له التأثير السالبي في إبداعاتهم ربما تركوا المجال خشية الانتقاد والإحساس بالدونية وربما زادهم ذلك إصرارا وكان حافزا لهم على إثبات الذات والتميز الإبداعي والمهاري حتي صاروا من المؤثرين علي الإنسانية وربما هاجروا ببيئتهم بحثا عن بيئة أكثر دعما لمواهبهم سواء كانت البيئة المحلية أو الخارجية وذلك لإثبات ذاتهم احيانا يكون السبب الرئيس في الهجرة من الأوطان الإحساس بعدم إثبات الذات أو التقدير من المجتمع الذي يعيشون فيه أو عدم توافر الإمكانيات اللازمة للابداع وبالمقارنة احساس عدم رضا الآخرين عن الأعمال قد يصرف نظر أصحاب المواهب عن مواهبهم مؤثرين البقاء دون انتقاد لاذع حتى الانتقاد لابد أن يكون انتقادا موضوعيا بناءً لا هدام يساعد على تصحيح الأوضاع لا تغيرها مطلقا أن التعزيز الإيجابي قد يدفع الموهوبين نمو مواهبهم وعموما يتنوع التكريم ما بين التكريم النفسي المعنوي أو التكريمات المادية أو الشهادات الموثقة فكل تكريم يتناسب والمواقف التي تكون سبباً للتكريم ذاته وربما في نظري التكريم المعنوي والنفسي يكون أكثر التكريمات تأثيرا في للارتقاء بمستوى الأداء والمواهب والاستمرارية فقد لاحظنا وكانت تجربة شخصية معي خلال الفترات التي عملت بها معلما كنت اوزع الرتب الوظيفية علي طلابي عند استحسان إجاباتهم وكان الطالب حريصاً ألا يخسر هذه الرتب التي حصل عليها فمثلا الدكتور والضابط والمهندس وغيرها من الوظائف التي كنت أشعر بالحث التربوي ان الطالب يسعي إليها هدفا ومرت الايام والسنون فرأيت معظمهم أن لم يكن الغالبية في المواقع التي منحت لهم فى دراستهم فكم كنت سعيدا وأنا أري ابن من الأبناء التي منحوا طبيبا في دراستهم صاروا أطباء وربما التقيت معهم في ساحات العمل الميداني التي لديهم يشعرون بالفخر والاعتزاز وأنا أشعر بالسعادة التي لا تقدر كم هو جميلا التعزيز لإبن والابنة والزوج والزوجة والمدير والعاملين والقائد وأفراد مجموعته حقيقة من الأشياء التى أؤمن بها إيمانا كبيرا مسألة التكريم والتعزيز ولا أميل الي العكس المطابق ولكن نشعر من يحتاجون الدعم بالاحتواء وربما التوجيه أن. لزم الأمر ولكن بصورة تربوية تحفظ لهم قدرهم ولا تشعرهم بالاحراج سبحانه وتعالى الذي كرم رسوله فقال وأنك لعلي خلق عظيم كرم شهور علي شهور وأيام علي ايام لما لها من مواقف وتأثيرات في الحياة الدينية إن التكريم خير دافع الي الابداع والتميز والمواصلة في طريق النجاحات الموضوع جميل ويحتاج إلى صفحات وصفحات ودراسات ودراسات لأنه يسعي في بناء الإنسان البناء النفسي المبدع الذي يكون ركيزة أساسية في بناء الاسر والمجتمعات الحديثة حفظ الله وطننا العربي الاصيل الحمد لله رب العالمين أن جعل اللغة العربية هي لغة تواصلنا لغة وتوحد المصير والرؤي والتاريخ العريق الذي يربط الدول العربية الشقيقة أمة واحدة حفظ بلادنا جميعا ووحد كلمتنا وصفوفنا لما فيه مصلحة شعوبنا العربية وانسانيتنا الإنسانية اللهم امين يارب العالمين كل الحب والتقدير لموضوعاتكم الراقية التي تمس الجوانب الإنسانية والتنموية للموارد البشرية والإنسانية عاشت أمتنا العربية في عزة وكرامة باذن الله تعالى وحفظ الله بلادنا ووحد كلمتنا وصفوفنا وجبر خواطرنا اجمعين اللهم امين يارب العالمين