أحمد الدالى يكتب ….”جنون الأسعار”

أحمد الدالى يكتب ….”جنون الأسعار”
لاشك أن الكل يتساءل ومندهش من الارتفاع الجنونى والمتوالى للأسعار،والذى يجعلنا نقف عاجزين عن تفسير ذلك،ذلك الارتفاع الجنونى الذى أصاب الكل فى مقتل وجعلهم يشعرون بالعجز عن توفير ابسط متطلباتهم الضرورية من الماكل والملبس والدواء…الخ الضروريات التى لا يمكن الاستغناء عنها.
وأصبح الكل يعانى ويتساءل :لماذا كل هذا؟وإلى متى؟ومتى يتوقف ؟وكيف نتخلص من هذا الغلاء الفاحش الذى لا يتناسب وقدراتنا المادية؟!
والحقيقة عندما امعنت التفكير فى كل ذلك بحثا عن اسباب ما نحن فيه وجدت أننا نحنةمن تسببنا فى ذلك لأنفسنا،فمن أعمالنا سلط علينا،
لاحظت أن الضمير غاب عن كثيرين منا والفساد زاد وساد فى كل مؤسساتنا ،وضرب مفاصل الدولة فى مقتل.
فإذا نظرنا إلى حال التعليم نجد أننا نعود به إلى الوراء ونكاد نصل به إلى عصر الجاهلية وذلك بسبب سوءالتخطيط وسوء المناهج وإهمال المعلم علميا وماديا وأدبيا وقديما قال الشاعر:إن المعلم والطبيب كليهما…لا ينصحان إذا هما لم يكرما.
فاصبر لدائك إن جفوت طبيبه…واصبر لجهلك إن جفوت معلما.
لذلك ساء حال التعليم وأصبحنا فى ذيل قائمة التصنيف العالمى فى التعليم…
وإذا تركنا التعليم وعرجنا على وزارة الصحة فحدث ولا حرج، المستشفيات تخلو من الأطباء لأنهم مشغولون بعياداتهم الخاصة وتخلو من الأدوية والعلاج وتخلو من النظافة فلا تكاد تدنو من مستشفى حتى تستقبلك الروائح الكريهةوالتى تزكم الأنوف وإذا أردت العلاج فعليك بعيادة الطبيب او المستشفيات الخاصة التى لايقدر على تكاليفها سوى الأغنياء.
وإذا ذهبنا إلى وزارة الزراعة فهى لا تقل سوءا عن سابقيها فالفلاح يصرخ ويتألم مما يعانى من ارتفاعةفى سعر الاسمدة والسولار والزيت لزوم الرى وكذلك التقاوى…الخ مستلزمات الزراعة دون أدنى اهتمام او دعم للمزارعين..وفى النهاية يبيعون محصولاتهم بأثمان بخثة لا تغطى سعر التكلفة.
ووزارة التموين التى ترفع سعر السكر والزيت والارز ….الخ كل شهر وتقلل من حجمه ووزنه فى نفس الوقت مما يعنى زيادة مضاعفة فضلا عن حال رغيف العيش الذى يزداد سوءا ويقل حجما ويرتفع سعرا..
وإذا ذهبنا إلى المحليات وجدنا العجب العجاب والرشاوى والاختلاسات والسرقات الظاهرة والمستترة.
فإذا أردنا أنةننسى كل هذه الهموم منةخلال متابعة بعض الأنشطة والألعاب الرياضية تفاجأنا بأن الفساد أيضا حل بها وأصبحت الرياضة تدار من خلال توجيه المسئوليين عنها بتوجيه والفوز والبطولات إلى أندية بعينها ناهيك عن الملايين والمليارات التى تسرق وتنهب من أموال الشعب من خلال الرياضة..
فهل بعد كل هذا الفساد والانحلال وانعدام الضمير ننتظر أن يستقيم حالنا ونأمل فى أن يأتى يوم نتخلص فىه من الغلاء والفساد الذى قضى على الأخضر واليابس فى بلادنا وحولنا جميعا إلى فقراء ومعدمين إلا قلة قلية؟!!
أشك فى ذلك و والله لن ينصلح حالنا إلا بصلاح نفوسنا.
“إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم” صدق الله العظيم….وأصلح الله حالنا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى