هاجر سلامة تكتب … ذكريات من الزمن الجميل

هاجر سلامة تكتب … ذكريات من الزمن الجميل
مين صوته حلو .. وعايز يشترك معنا فى المسرحيه الغنائية ؟؟؟ كان هذا السؤال من الاستاذ المسئول عن النشاط الصحفى والمسرحى فى المدرسه الاعداديه وبالطبع فرحنا جميعا وأسرعنا نتسابق فى طلب الاشتراك فى هذا الحدث الهام وهذا النشاط الغريب الذى لم نعرفه من قبل وبالصدفه اختارنى الاستاذ كما اختار أحد اصدقائى من أيام الزمن الجميل.. وكان سبب اختياره لنا أنه رأى فينا الموهبه المبكرة فى الفن على حد قوله وان كنت لا أدرى حتى الان .. كيف رأى تلك الموهبه ؟..المهم..أنه .. طلب منا التجمع أثناء الفسحة بين الحصص الدراسيه وبالفعل تجمعنا اكثر من مرة وأخذ يسهب فى شرح المسرحيه التى لم نفهم منها شئ سوى أنها تدور حول قصة حب شعبية قديمة أبطالها ياسين وبهيه وبعد عدة لقاءات بدء يوزع علينا الادوار ونظرا لموهبتنا التى يعرفها الاستاذ فقط ..كنا نظن أننا سوف نحظى بأدوار البطوله المطلقه لدرجة أننى قد اختلفت مع صاحبى وصارت بيننا مشكلة كبيرة بسبب توزيعنا للادوار…فيما بيننا..وكان الخلاف حول من .. سيؤدى دور ياسين ..؟؟….و نظرا لقناعة الاستاذ بموهبتنا المبكرة فى الفن فقد أعطانا أهم الادوار فى المسرحيه حيث كنا نقف ضمن الكورال الذى يقف فى خلف المسرح بحيث لا يكاد يراه أحد ويردد عبارة واحدة فقط لا غير .. باللهجة العامية.. (يابهيه ..خبرينى.عاللى.. قتل ياسين )…
وضحكت من الاعماق …وأنا اتذكر تلك الاحداث التى رأيتها مرة اخرى حين قدمها الراحل الفنان علاء ولى الدين فى فيلم (عبود على الحدود ) وهو يردد عبارة واحدة ضمن الكورال طوال الليل خلف المطرب السئ الصوت حتى أصابه الضجر وخرج عن شعوره كما خرج عن النص وأفسد الاغنية وأنقلب الجمهور ضاحكا على المطرب والفرقة كلها..
المهم. عزمت أنا وصديقى أن نكمل مسيرتنا الفنيه العظيمه فى التجربة المسرحيه الاولى لنا فربما تأتى البطولة المطلقة يوما ما ولكن حدث ما لا يحمد عقباه فقد طلب منا الاستاذ الحضور الى صالة المسرح بالساحه الشعبيه مساء أحد الايام لمقابلة المخرج الكبير الذى سيشرف على اخراج المسرحيه وبالفعل ذهبنا وقضينا عدة ساعات فى البرد القارس فى احدى ليالى الشتاء ونحن نقف فى اخر القاعة الباردة ونردد نفس العبارة العظيمه التى ذكرتها سابقا وبعد ما انتهت هذه البروفه الاولى والاخيرة لنا عاد كل من لمنزله مسرعا.. وهنا حدثت المشكله فقد كان من عادة صديقى أنه اذا أراد – الزوغان – من بيته أن يقول لأمه رحمها الله تعالى أنه يذاكر معى فى منزلى ودأب على ذلك فترة طويله معتمدا على أن والده عادة ما يكون خارج المنزل فى عمله أو على المقهى مع اصدقائه وأمه رحمها الله تعالى تعرفنى جيدا بالطبع وتعرف انى أجتهد فى المذاكرة ..ويعلم الله أنى كنت مضطر لهذا الاجتهاد.. ولكن هذا ما كان يطمئنها على أية حال… ولكن لسوء حظ صديقى أن والده رحمه الله تعالى .. فى هذا اليوم لم يخرج فى المساء كعادته بعد أن يستيقظ من نوم القيلولة بعد عصر كل يوم ولما تأخر صديقى خارج المنزل سأل والده عنه بالطبع وكانت الاجابه المعهوده انه يذاكر معى ولكنه لم يقتنع نظرا لطبيعته البوليسية لذلك اتصل تليفونيا على منزلنا… ولسوء الحظ .. أجابه والدى رحمه الله تعالى أنى قد عدت متأخرا منذ قليل من الخارج وأن ابنه لم يكن معى..وهنا كان التحقيق والعقاب فى انتظار صاحبى حين عودته …نسيت أن اخبركم أن والد صديقى كان من المخضرمين من رجال الشرطة.. وكان يوزع أغلب وقته بين عمله والمقهى ولا علاقة له بالفن أو المسرح وغيره من تلك الامور ولما عاد صاحبى بالطبع أخبره فى بداية التحقيق معه أنه كان يذاكر ولكن والده واجهه بالدليل على كذبه فاضطر صاحبى أن يقول الحقيقة المرة ونظرا لعلمه بطبيعة والده العنيفة …فقد أضفى على الموضوع بعض التغيير حتى يحظى باهتمام والده ويفلت من العقاب المتوقع لذلك أخبره أنه يقوم بتمثيل دور هام فى مسرحيه مدرسية عن قصه حقيقيه هامه جدا حدثت بالفعل وهى قضية قتل شخص اسمه .. ياسين …وبرغم أنه يقول بعض الحقيقه لأول مرة. ..الا أن والده .. لم يقتنع ..وكان نصيب صاحبنا (العلقة) التمام …ليس بسبب التأخير فحسب ..ولكن ايضا بسبب كذبه .. فوالده لم يصدق حكاية مقتل ياسين لأنه..مافيش بلاغات رسمية عندهم عن قتيل اسمه ياسين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى