سوهاج عبق التاريخ بقلم حسن ابو زهاد

سوهاج عبق التاريخ
بقلم
حسن أبو زهاد

سوهاج من المحافطات المصرية التي كان لها دور بارز في التاريخ المصري منذ الفراعنة وحتى الفتح الإسلامي في عهد الفراعنة أنجبت الملك مينا الذي أنقذ مصر من خطر التقسيم موحدا القطرين وفي عهد اليونانيين كان أهل سوهاج على عكس المصريين يحبون الطقوس والشعائر الدينية اليونانية وقاوموا الرومان في عصرهم ورفضوا اضطهادهم للمسيحيين واستقبلوا الفتح الإسلامي بالترحاب الشديد كغيرهم من أبناء مصر وحفلت بالآثار التي ترجع إلى كل العصور التي مرت على مصر.عاش الإنسان على أرض مصر قبل العصور الفرعونية فترة من الزمن عرفت بالعصر الحجري أو عصر ما قبل التاريخ اعتمد فيه الإنسان على الأدوات الحجرية في كافة شئونه وحياته المعيشية إلى أن عرف حياة الاستقرار داخل الأكواخ ثم البيوت ثم القرى ثم المدن والأقاليم والانتقال إلى حياة الإستقرار على يد فراعنة مصر الذين كان لهم الفضل في نشأت الحضارة وقسم المؤرخون العصور الفرعونية التي بلغت ثلاثين أسرة واستمرت في حكم مصر ثلاثة قرون متتالية كانت مصر في بداية العصور الفرعونية تتكون من مملكتين مملكة الشمال في الوجه البحري ومملكة الجنوب في الوجه القبلي وبعد توحيد القطرين على يد ابن سوهاج الملك مينا مؤسس الأسرة الأولى قسمت مصر إلى اثنتين وأربعين مقاطعة ولم يكن إقليم سوهاج في العصور الفرعونية وحدة إدارية مستقلة بحدوده الحالية الممتدة من طما إلى البلينا وإنما كان مقاطعتين ونصف من مقاطعات الوجه القبلي وهي المقاطعة الثامنة الممتدة من مدينة سمهود إلى مدينة المنشأة والمقاطعة التاسعة والممتدة من مدينة جرجا إلى مدينة إخميم ونصف المقاطعة العاشرة والممتدة من قاو الكبير إلى مدينة صدفا.

مينا موحد القطرين
ومن الشخصيات الفرعونية البارزة التي أنجبتها سوهاج الملك مينا موحد القطرين وهو مؤسس الأسرة الأولى وأول من لبس التاجين التاج الأحمر رمز الوجه البحري والتاج الأبيض رمز الوجه القبلي وجعلهما تاجاً واحداً وأول ملوك الفراعنة الذين خططوا القرى والمدن وقسموا الأقاليم إلى وحدات إدارية. ووضعوا قواعد الدولة وحول مجرى نهر النيل وتسبب ذلك في استقرار الأهالي في تجمعات سكانية بدلاً من الترحال والسكنى في الأكواخ والخيام كما أقام مدينة منف بين شطري المملكة الشمالي والجنوبي ومكانها القاهرة الآن.تعتبر سوهاج من الأقاليم الغنية بالآثار والكنوز الفرعونية الرائعة والباقية معالمها حتى اليوم وكانت ولا تزال موضع الاعجاب ومنها منطقة أبيدوس وتقع في الغرب من مدينة البلينا وتعرف باسم العرابة المدفونة ويعد ما بها من أهم المصادر الذي اعتمد الأثريون. عليها في معرفة الكثير عن الحياة السياسية والاجتماعية والدينية عند الفراعنة وكانت هذه المنطقة مأوى أجساد الفراعنة من الملوك والأمراء والملكات والأميرات واكتسبت هذه المنطقة قداسة عظيمة في زمن الفراعنة نتيجة اعتقادهم أن معبودهم أوزوريس دفن فيها وتخيلوا في مقبرة الملك زر أحد ملوك الأسرة الأولى ومن ذلك الحين تمتعت برعاية الملوك الفراعنة فأقاموا فيها المعابد والأماكن المقدسة تقرباً للإله أوزوريس وأصبح من الشعائر الدينية التي احترمها الفراعنة أن جثة المتوفى لا تدفن إلا إذا طافوا بها حول قبر الإله في العرابة المدفونة ومن أهم الآثار الفرعونية في هذه المنطقة معبد الملك أحمس ومعبد سيتي الأول ومعبد الأوزوريون وقائمة الملوك ومعبد رمسيس الثاني والبحيرة المقدسة ومن المناطق الأثرية بسوهاج بيت خلاف ويوجد بها مصطبة الملك زوسر مؤسس الأسرة الثالثة وتعد هذه المصطبة النواة الأولى في التاريخ القديم لفكرة بناءالأهرامات.ومنطقة أخميم هي الأخرى مليئة بقبور الفراعنة التي تمتد في الجبل الشرقي يزينها معبد الإله مين إله أخميم إله الخصب والنماء والقوة ويؤكد الباحثون وعلماء الآثار أن المنطقة تحتوي على كثير من الآثار الفرعونية خاصة تحت جبانة المسلمين ومنطقة الدير الأبيض التي تقع غرب سوهاج بحوالي 8 كيلو وتعرف بدير الأنبا شنوده وبداخلة قطع كثيرة من الأحجار التي ترجع إلى عصور الفراعنة ومن أهمها بعض القطع الأثرية من الجرانيت تنسب إلى الملك أحمس الثاني.وهذا قليل من كثير من المناطق الأثرية الفرعونية المنتشرة على أرض سوهاج وبعد زوال دولة الفراعنة التي وضعت للبشرية أرقى حضارة عرفها التاريخ زحف المستعمرون اليونانيون إلى أرض الكنانة وبدأ عصر الإغريق سيطرته على وادي النيل وبحلول عام 30 قبل الميلاد انتحرت الملكة كيلوباترا ابنة الملك بطليموس الحديث بعد هزيمتها من الرومان في معركة أكتيوم البحرية الشهيرةمعلنة نهاية عصر الأغريق بعد 300 سنة من حكم مصر وبداية العصر الروماني.ترك العصر اليوناني العديد من المعالم الحضارية والأثرية على أرض مصر، وكان نصيب سوهاج العديد من الآثار التي ما زالت باقية حتى اليوم منها مدينة بطليموس مدينة المنشأة الحالية وأنشأها بطليموس الأول ابن أريت مؤسس دولة البطالمة في مصر على أنقاض مدينة مصرية تسمى سوى أوبسا واتخذها عاصمة لمديرية طيبة ثم أصبحت عاصمة لإقليم الصعيد كله.
وامتد أثر اليونانيين فترة حكمهم لمصر إلى صبغ مدينة أخميم بالصبغة اليونانية وسموها بانوبوليس ثم سموها باسم خميس لذا حفلت سوهاج بميراث كبير من المعالم الأثرية والتي تجعل بحق سوهاج تحتل المرتبه المتقدمة في المزارات السياحية لاثار مصر الخالدة عبر تاريخها الطويل حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة وأهلها الطيبين الطاهرين المخلصين الأوفياء اللهم امين يارب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى