الفلاح والحكمة بقلم حسن ابو زهاد

الفلاح والحكمة
بقلم
حسن ابو زهاد

 

 

 

الفلاح فخر البلاد وهو من يحمل علي عاتقه زراعة الأرض وتوفير سلة الغذاء للجميع كان له الأثر البالغ علي مر العصور فقد صنع له المصري القديم تمثالاً وكان له حضور علي جدران المعابد وفي كتابته الأثرية ومهنة الفلاحة مهنة تغني لها الأدباء والشعراء وحظيت باهتمام عبر العصور فالفلاحين هم الذين ينتجون للمجتمعات طعامهم وهم أساس البناء الحقيقي لهذه المجتمعات فمن أمتلك غذائه أمتلك قراره ولكنهم مرت عليهم عصورا ربما شعروا فيها مرارة الحياة أو الظلم ولكنهم دائما يتمتعون بالرضا والسعادة حتي في أشد أحوالهم فهم يعملون منذ الصباح الباكر حتي المساء في أعمال الزراعة رغم قساوة حرارة الصيف وبرودة الشتاء فهم يعملون لإنتاج الغذاء كثيراً ما يبدعون في الإنتاج الأدبي مع الإنتاج الزراعي حتي صارت لهم في التراث حكايات وقد نسعد ان نسرد سويا حكاية من حكاياتهم ذات التراث والعراقة ولا ننسي أن عرابي لقب بالفلاح الفصيح حينما قال للخديوي مقولته الشهيرة لقد ولدتنا أمهاتنا أحرارا ولم تلدنا تراثاً أو عقارا فوالله الذي لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم فقد وصل إلي رتبة اميرالاي أي عميد حالياً والتحق بالجيش وعمره أربعة عشر عاماً هذا هو فخر للفلاح الأصيل فقد روي أنه
خرج أحدالملوك يتنزه فرأى فلاحاً يحرث الأرض وهو مسرور يغني في نشاط وإبتهاج فسأله الملك وقال له أيها الرجل أراك مسروراً بعملك في هذه الأرض فهل هي أرضك
فقال الفلاح لا يا سيدي إنني أعمل فيها بالأجرة قال الملك وكم تأخذ من الأجر على هذا التعب
قال الفلاح أربعة قروش كل يوم
قال الملك وهل تكفيك
قال الفلاح نعم تكفيني وتزيد قرش أصرفه على عيشي وقرش أسدد به ديني وقرش أسلفه لغيري وقرش أنفقه في سبيل الله
قال الملك هذا لغز لا أفهمه
قال الفلاح أنا أشرح لك يا سيدي
أما القرش الذي أصرفه على عيشي فهو قرش أعيش منه أنا وزوجتي
القرش الذي أسدد به ديني فهو قرش أنفقه على أبي وأمي فقد ربياني صغيراً وأنفقا علي وأنا محتاج وهما الأن كبيران لا يقدران على العمل وأما القرش الذي أسلفه لغيري فهو قرش أنفقه على أولادي أربيهم و أطعمهم وأكسوهم حتى إذا كبروا فهم يردون إلينا السلف حين نكبر و القرش الذي أنفقه في سبيل الله فهو قرش أنفقه على أختين مريضتين فقال الملك أحسنت يا رجل وترك له مبلغ من المال وتركه وهو متعجب من حكمة رجل بسيط فعلينا. إن نحمد الله لتحل البركة في ارزاقنا علينا ان نصبر علي أحوالنا فالخير قادم ثقة في رب العالمين فهو الرزاق ذو القوة المتين فالحمد لله رضا وطاعة وقناعة وصبرا واحتسابا علي أحوالنا اللهم امين يارب العالمين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى