جبر الخواطر بقلم الكاتب الصحفي حسن ابو زهاد

جبر الخواطر
بقلم
حسن ابو زهاد

 

 

 

 

جبر الخواطر هي حقيقة النجاة من المهالك والتقرب إلي الله سبحانه وتعالي فدعوات المجبر تصنع طوق نجاة لمن جبر. يستخدمه أينما شاء وقت ما يشاء حساب جاري يستخدمه مع الله الذي خلق الخلق وقدر الأقدار وجعل لجبر الخواطر وتطييب النفوس الأثر البالغ والنعمة الكبيرة التي تقينا مخاطر هذه الحياة التي نهضت الشياطين معلنة الحرب على بني البشر فراحوا يدبرون ويخططون لبعضهم البعض وكان من الأجدر ببني البشر أن يملئوا الدنيا حبا وسلاما ولكن النفوس المريضة والقلوب الخربة التي لا تعي الإنسانية وجبر الخواطر فهاموا في الأرض فساداً وقتلا وترويعا نسوا اوتناسسوا الإنسانية ومكارم الأخلاق فراح الأخ يكيد لاخوه والابن يعصي أباه راح الكثير في طريق الشيطان نسوا الله فانساهم أنفسهم لقد راقت لنا قصة قراتها عن جبر الخواطر راحت أحداثها أنه
حكى رجل أنه خرج فى يوم من الأيام ليفسح عن نفسه قليلاً وفجأة رأي فى طريقة بقرة يكاد ينفجر الحليب منها من كثرة خيرها وبركتها وعند رؤية هذا المشهد تذكر الرجل الطيب جار له لديه بقرة ضعيفة وصغيرة لا تنتج الحليب وعنده سبع بنات وهو فقير الحال فأقسم الرجل أن يشتري هذه البقرة ويتصدق بها لجاره قائلا فى نفسه قال الله تعالى لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وفعلا إشترى الرجل البقره وأخذها إلى بيت جاره ، فرأى الفرح والسرور علي وجهه وشكره كثيراً علي معروفه هذا وبعد مرور عدة أشهر جاء الصيف وتشققت الأرض من شدة الجفاف وكان الرجل من البدو يرتحل من مكان إلى مكان بحثاُ عن الطعام والماء ومن شدة الحر والعطش لجا الرجل فى يوم إلى الدحول وهى حفر فى الأرض توصل إلى محابس مائية لها فتحات فوق الأرض ويعرفها البدو جيداً دخلها الرجل وحيداً ووقف أولاده ينتظرونه فى الخارج وفجأة ضل الرجل طريقة ولم يستطع الخروج مرة أخري وقف أولاده ينتظرونه وقد غاب كثيراً حتى أيقنوا أنه مات أو لدغه ثعباناً أو تاه تحت الأرض وهلك وقد كان أولاده ينتظرون هلاك أبيهم ليقتسموا ماله فيما بينهم فأسرعوا إلى المنزل وأخذوا الميراث ففكر أوسطهم وقال هل تتذكرون البقره التى أعطاها أبانا إلى جارنا هذا إنه لا يستحقها وأنها ملك لنا وذهب الأولاد ليأخذوا البقره فقال الجار لقد أهداها لي أباكم وأنا أستفيد من لبنها أنا وبناتي، فقالوا أعد لنا بقرتنا فى الحال وخذ هذا الجمل الصغير بدلا عنها وإلا أخذناها بالقوة وحينها لن نعطيك أى شئ بالمقابل فهددهم الرجل قائلا سوف أشكوكم إلى أبيكم فردد الأبناء فى سخرية اشك من تشاء فإنه قد مات فزع الرجل وسألهم كيف مات ولا أدري قالوا دخل دحلاً فى الصحراء ولم يخرج منه حتى اليوم، فقال الرجل دلوني على طريق هذا الدحل وخذوا بقرتكم لا أريد منكم شيئاً
و عندما وصل الى مكان الدحل ربط الرجل حبلاً فى وسطه ووصله إلى خارج الدحل وأوقد ناراً ونزل داخل الدحل وأخذ يمشي حتى بدأ يسمع أنيناً خافتاً فمشي تجاهة حتى وجد رجلاً يتنفس حي فأخذه وربطه معه إلى خارج الدحل وسقاه وحمله إلى داره حتى دبت الحياة فى الرجل من جديد كل هذا وأولاده لا يعلمون شيئاً تعجب الرجل من أمره وسأله كيف ظل أسبوعا تحت الأرض حياً ولم يمت، قال الرجل سأخبرك قصتى العجيبة، دخلت إلى الدحل ووجدت الماء ولكني ضللت الطريق ولم أستطع العودة فأخذت أشرب من الماء لمدة ثلاثة أيام وقد بلغ مني الجوع مبلغه فأستلقت على ظهري وسلمت أمري إلى الله عز وجل وإذا بي فجأة أشعر بلبن بارد يتدفق علي لساني من إناء عالي لا أراة فى الظلام، وكان هذا الإناء يأتيني ثلاثة مرات كل يوم ولكنه إنقطع منذ يومين فجأة ولم أدري سبب إنقطاعه .
فأخبره الرجل عن سبب إنقطاعة وهو أن أبناؤه جاءوه ليأخذوا منه البقره التى أعطاها الرجل إلى الجار من قبل وكما قال رسول الله صلي الله علية وسلم صنائع المعروف تقي مصارع السوء وهكذا نجى الرجل من الموت جزاء صدقته واحسانهوقال رسول الله صلي الله علية وسلم أفضل الأعمال أن تدخل على أخيك المؤمن سروراً أو تقضي عنه ديناً او تطعمه خبزاً أو تجبر خاطره بموقف من مواقف الحياة يكون فيه نصرة له أو كلمة طيبة تترك أثرا عظيما في نفسه فما أجمل جبر الخواطر وتطييب النفوس وبث روح الامل والحياة في نفوس المنهكين في هذه الحياة حفظكم الله وحافظ عليكم باذن الله تعالى وبركاته وحفظ كل جابري الخواطر ومطيبوا النفوس

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى