محمد العليمي يكتب : لسنا استثنائيين

محمد العليمي يكتب : لسنا استثنائيين

أسرفت العديد من برامج التنمية البشرية في المبالغة بقدرات الانسان ووضعته تحت ضغوط وهمية حتي اصبح الأمر أشبة بالنفخ في بالون بات مقبلاً علي الانفجار في أية لحظة ، فقد أوحت للبعض بأن الحياة العادية ليست حياة جيدة ، وانه يجب ان تصبح استثنائياً ومميزاً ومشهوراً ، الأمر الذي أدي بالبعض إلي الدخول في دوائر لا نهائية من الاكتئاب والاحباط والمرض النفسي الذي اصبح شكلاً من اشكال الحياة المعاصرة .

لقد أوهمتنا بعض تلك البرامج بأننا استثنائيون بل وقد صدق الكثير منا أننا اناس خارقون للعادة، نحن بشر عاديين لنا قدرات وإمكانات محدودة، لا أقصد هنا أن أُدخل شيئا من الاحباط في نفوسكم، لكن عقلانية الأهداف مطلوبة كي لا تصبح اهدافك نوعاً من الحمل والتعذيب النفسي الذي لا يمكن تحقيقه ، فعندما يسيطر الاكتئاب علي عقلك، فإن اول ما عليك فعله هو التخلي عن بعض الاهداف غير الواقعية التي تثقل روحك، ولندرك ان مفهوم النجاح يختلف من شخص لآخر .

فلابد من اعادة توجيه طاقتنا نحو الاجزاء القابلة للتحقيق من اهدافنا، فان الخروج من حلقة اللهاث القاتل خلف اهداف غير ممكنة أمر بالغ الأهمية بالنسبة لراحتك وسعادتك، فلا تدفع نفسك حول تطلعات مرهقة بل اقنعها ان الجزء العادي من حياة البشر صالح للعيش وممتع ومريح للنفس ، فان تخسر بعض اهدافك مستمتعاً بحياتك خير من ان تشقيها في طموح قد لاتصل إليه أبداً، وتذكر دائماً ان السعادة والنجاح لا يتطلبان ان تكون شخصاً استثنائياً بل شخصاً راضياً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى