شريف نصار يكتب …الحقيقة المستترة (٣)

شريف نصار يكتب …الحقيقة المستترة (٣)
قدمت في الجزئين السابقين من مقال الحقيقة المستترة أدلة عن عروبة مصر القديمة، قوبلت معلومات بالقبول ومعلومات اخرى بالتشكيك ولكنني ذكرت في الجزء الأول من المقال (الحقيقة المستترة ١) اسماء لعلماء وأثريين عرب كبار قاموا بدراسة الحضارة المصرية القديمة لغويا وتاريخياً بمنهج عربي شامل بعيداً عن كلام المستشرقين واليهود الذي جل همهم في تفتيت الأرض العربية الواحدة. كما قدمت أسماء لبعض المستشرقين الاجانب المحايدين إلى حد ما تحدثوا عن الحضارة العربية القديمة بمنتهى الإنصاف. وقمت بذلك حتى يقرأ أبناء جيلى هذه المراجع الهامة التى قد تغير من وجهة نظرهم للحضارة المصرية القديمة واعتبارها شقيقة لحضارة الوطن العربي القديم. لكن من الواضح أن العقلية العربية لن تتغير أبدا، ففي إحدى جروبات الفيسبوك كان هناك منشور يسخر من دعاة الفرعونية وكان هناك هجوم شرس من هؤلاء (المخدوعين) على الصفحة وعلى كل من يؤيدهم ومن اعتقادي الخاطئ بتقبل النقاش من الآخرين كتبت تعليق مطول عن اصل المصريين القدماء وأنهم اتوا من الجزيرة العربية والشام في سلسلة هجرات حدثت قبل بدأ التأريخ وكتبت مصادر كلامي من كتب ومراجع وأسماء اصحاب هذه الكتب القيمة، ومثلما نقول في مصر (عينك ما تشوف الا النور) كان الهجوم عليا كأنني صهيوني أو أكثر حاول إثبات حق اليهود في فلسطين!!!!
ومن وقتها قررت ألا أكتب أي مقال ولا حتى أقرأ صفحة واحدة في مقال، ولكن فكرت مع نفسي وقلت لما لا اقرأ اذا كانوا هم حفنة من الجهلة فما هو ذنبي؟ سوف اقرأ لنفسي وأكتب للجميع فمن أراد التصديق أهلا به ومن أراد السب اهلا وسهلا به ايضاً مثل هؤلاء يسبون لأن حجتهم واهية. حديثي مع حضراتكم اليوم عن الهكسوس وسوف اذكر معلومة صغيرة عنهم للدلالة على أنهم ليسوا همج، يذكر المؤرخ المصري مانيتون أن احمس عندما قام بتوحيد مصر من جديد ومطاردة بعض الهكسوس (العرب العموريين) قاموا بعقد صلح معه وقاموا بالاستقرار بفلسطين وقاموا ببناء مدينة هناك وهي مدينة اورسالم أو القدس حالياً والتي تعني مدينة السلام. لاحظوا معي أيها السادة قاموا ببناء مدينة وقاموا بتسميتها بمدينة السلام أى انهم اصحاب حضارة ودعاة للسلام وليس مثلما يقال عنهم انهم مغتصبين وسفاكين للدم، كما يذكر العديد من المؤرخين ان احمس طرد كل الهكسوس (العموريين العرب) ولم يترك عموري عربي هكسوسي واحد في حين ان مانيتون نفسه يقول ان إحدى حاميتهم وتسمى هور كانت وحدها بها ٢٤٠ الف جندي مدجج بالسلاح والتأكيد هم كانوا بمصر حوالي قرنين ونصف او ثلاثة قرون فمن الطبيعي ان يكثر عددهم بطريقة هائلة هذا بالاضافة إلى جيش فرعون الذي غرق في البحر واقول ان السبب الرئيسي لإقدام احمس على انهاء وجود العموريين في شمال مصر هو وصول فرعون إلى مرحلة غير عادية من الطغيان وتقسيم اهل مصر الى شيعاً واحزاباً فكان لابد من انقاذ الموقف. ويذكر رولنسون في كتابه مصر القديمة ان الهكسوس بنوا مدناً عديدة منها العاصمة أوراريس وصان الحجر والتي تعرف الآن ب ميت فارس في الفيوم. هل هؤلاء (بناة المدن) ليسوا أصحاب حضارة وقتلة وسفاحين ومجرمين؟! مدن بنوها في مصر و مدينة قاموا ببنائها في فلسطين وسموها بمدينة السلام ومن المتداول ان الكنعانيين و في كتابات اخرى اليبوسيين هم من بنوا مدينة القدس وهؤلاء هم فروع من العرب العموريين فكانوا العرب العموريين اتحاد لعدة قبائل عربية ومن ضمن هذه القبائل هم الكنعانيين و اليبوسيين. وأخيراً ارجو من علماء الاثار في مصر ان يرحموا مصر ويضعوا الأمور في نصابها وإلا سوف نجد تاريخ مصر بعد سنوات مشوه.
حفظ الله أمتنا العربية

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى