البشمهندس أيمن يكتب…. المقامر ……
البشمهندس أيمن يكتب…. المقامر ……
ذات مساء ذهبت الى المقهى الذى تعودت ان القى فيه اصدقاء الزمن الجميل على امل ان التقى بأحدهم الذى اعتاد الجلوس هناك طوال تلك السنوات وبالفعل وجدت الشخص المنشود واخذت اتجاذب معه اطراف الحديث و أتأمل فى الوجوه التى بالمقهى وقد ظهرت عليها اثار السنين الطويله , وكان صديقى هذا ذو شخصية عجيبة أشبه بشخصية المقامر فهو من القلائل الذين استقروا فى الوظيفة المتواضعة منذ بداية مشوار حياته العملى ولم يفارقها حتى الان ولم يشغل نفسه باى عمل اضافى لزيادة دخله بل كان همه هو الاستمتاع بالحياة بطريقته الخاصة فهو يقضى النهار فى الوظيفة والمساء فى المقهى يقضى ساعات طوال وهو يحتسى القهوة ويلعب الدومينو ولا تفارق السيجارة يديه المرتعشة وتتدلى النظارة امام عينيه الغائرتين وتتناثر الكلمات الهادئة من بين شفتيه بطريقة غير مفهومة او مسموعة في بعض الاحيان
وكلما تقابلنا اختلفنا فكنت اعجب من طريقة حياته تلك ولكنه يرد على بفلسفة خاصة به فهو يعتقد انه بعمله الوظيفي قد ادى ما عليه تجاه اسرته اما بقية اليوم فمن حقه الاستمتاع به بطريقته وهو ليس ملزما امام ابنائه بأكثر من ذلك خاصة وقد اصبحوا رجالا و كل منهم عليه ان يشق طريقه بنفسه ,
وسألته متعجبا ..كل هذه السنين من العمل و لم تبنى منزلا يضم اولادك جميعا بجوارك وماتزال تعيش في شقة بالإيجار منذ بداية زواجك وحتى الان ؟؟ فنظر لى ساخرا وكان رده محيرا ولكنه واقعى فعلا و قال لى بصوته الهادئ الساخر المتقطع دوما .. لقد تغيرت الدنيا كثيرا ولم تعد العلاقة بين الاباء والابناء كما كانت قديما , كما لم تعد فرص العمل متوفرة هنا لذلك حتما سيهجرنا الاولاد ويتفرقون بحثا عن العمل وسيعود الوضع الى ما كان عليه فى بداية زواجى ..انا وزوجتي أو احدانا فقط بمفرده فى الشقه ….فلمن ابنى المنزل اذن؟؟؟
ظللت لفترة صامتا لا أجد الرد المناسب لكلامه .., و انصرفت وانا افكر بكلامه ….واقر فى نفسى ان كلامه بصحيح الى حد ما , واخذت اتأمل تلك العبارة الاخيرة … لمن ابنى اذن ؟؟