رد الجميل بقلم حسن ابو زهاد

رد الجميل
بقلم
حسن ابو زهاد

ما أجمل أن نحمل فضائل الناس فلا نبخث فضلهم ولكن نحفظ لهم حسن صنيعهم فهل يكون الخير إلا بخير مثله فصنائع المعروف تقي مصائب السوء وأصحاب القلوب الصافية اللينة النقية لايهابون شيئا فهم في حياتهم ماضون لان قلوبهم العامرة علينا دائما ان نستصغر أمرا او نقلل من قيمة أحد فالدنيا دوارة بشكل سريع وربما معروفا صغيرا صنعته يكون طوق النجاة لاحقاً او كائن ضعيفا ربما يؤدي لنا دورا لا يستطيع القوي أن يؤديه لان الله مكنه القدرة أن يرد جميلا بجميلا اكبر هكذا الحياة فلسنا بمعزل ولكننا نعيش وسط مجتمع كلمنا استطعنا ان نكون قادرين على مساعدة الغير فإننا سنكون أكثر تفاعلا مع مجتمعنا وسنجد الغيث يوما ما حتي وان لم نطلب الغيث سنجد من يحمل همومنا كما حملنا هموم الآخرين فالدنيا يوم لنا ويوم علينا هكذا الحياة في دورانها والافلح فيها من قدم الخير للآخرين دون انتظار رد الجميل ولكن قدرة الله تمكن الكائن الضعيف من وجهة نظرنا ليمتلك مفاتيح القوة ويستطيع أن يصنع ما لا يصنعه الأقوياء فمن الممكن ان يرد صنائع المعروف رغم ضعفه وقلة حيلته من وجهة نظرنا فالحياة كفيلة بأن تعلمنا دروس العطاء والأصالة وان تمنحنا الأقدار ان نصنع شيئا جميلا نذكر به إن غبنا عن الأنظار أو طوت الدنيا صفحاتنا فلقينا رب العالمين حينذاك تذكرنا أعمالنا ربما كانت دعوات خالصة من القلب سببا من أسباب رضا الله سبحانه وتعالى عنا هكذا دارت قصتنا بين النملة والحمامة فوق غصن من أغصان شجرة مورقة بنت الحمامة البيضاء عشها و زينته بعيدان القش ثم وضعت فيه بيضها و راحت تحضنه و تدفئه استعدادا لاستقبال فراخها الجميلة. و في صباح يوم و بينما الحمامة في عشها إذ سمعت صوتاً خفيفاً يقول النجدة النجدة. فنظرت يمينا و شمالاً.و نظرت إلى أسفلِ الشجرة و لم تري أحدا و عاد الصوت الضعيف يقول
النجدة. أنا هنا.. في الماء.. ماء النهر
طارت الحمامة و حطت على ضفة النهر.. ثم نظرت فشاهدت نملة يكاد يغرقها الماء و هي تحاول النجاة فلا تستطيع و حارت الحمامة في أمرها. إنها لا تجيد السباحة ثم خطرت لها فكرة.. أسرعت و تناولت ورقة شجرةو دفعتها بعيداً في الماء فلما رأتها النملة تسلّقتها و نجت بنفسها.شكرت النملة الحمامة المخلصة و قالت لهاأرجو أن أردجميلك هذا فأنقذ حياتك يوماً ما. فأجابتها الحمامة ضاحكة
لا شكر على واجب و لكن كيف لك أن تنقذيني أنت لو احتجت إلى ذلك يوماً.. فأنتِ صغيرة و ضعيفة جدا و طارت الحمامة إلى عشها و مضت النملة في طريقها. كانت الحمامة آمنة في عشها وادعة مطمئنة. و فجأة برز من خلف الأشجار صياد يحمل في يديه قوساً و سهماً واحداً.. و راح يتربص بالحمامة الآمنة.. فلما آنس منها غفلة صوب السهم إليها ثم. فجأة صاح مذعوراً متألما و انطلق السهم طائشا إلى اتجاه آخر و نجت الحمامة من مصيرٍ محتوم تعجبت الحمامة كيف نجت هكذا من سهم الصياد و راحت تسأل نفسها عن سر. صراخ الصياد. ثم سمعت صوتاً هامساً يناديها و يقول انا. ها هنا انظري إلي أيتها الحمامة و سوف تجدينني على قدم الصياد إن ما حدث كان بسبب قرصة شديدة له ياصديقتي. ها أنا قد أنقذت حياتك كما أنقذت حياتي من قبل.. أترين حسن المصادفة و هنا أدركت الحمامة خطأَ تقديرها للنملة الصغيرة و عرفت يقينا أن أضعف مخلوق على وجه الأرض له دور مفيد في دورة الحياة و علينا الا نستهين به وما أجمل ان نرتقي بفكرنا احتراماً وتقديرا لكل مخلوقات الله فكل له دور هام في حياتنا كلا منا يكمل الآخر فنحن نعيش في جماعة ولو عشنا منفردين في قصور من ذهب ما شعرنا بالسعادة الحقيقية فالسعادة في الحب والعطاء والتعاون وتقدير الآخرين حفظ الله مصر وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة وأهلها الطيبين الطاهرين اللهم امين يارب العالمين شكرا جزيلا متابعي خواطرنا اسعدتمونا بوجودكم. و تواصلكم الروحي أسعدكم الله وحافظ عليكم باذن الله تعالى وبركاته
كل عام وانتم بخير رمضان مبارك عليكم باذن الله تعالى وبركاته

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى