السيسي : دور المرأة في بناء الوطن في محاضرة بجامعة سوهاج
كتب : محمد دياب
نظمت وحدة مناهضة العنف ضد المرأة بجامعة سوهاج ندوة تثقيفية بعنوان “دور المرأة في بناء الوطن عبر التاريخ”، والتي حاضر بها العالم والمفكر الكبير الدكتور وسيم رشدي السيسي، بقاعة المؤتمرات الزجاجية بمقر الجامعة القديم، صرح بذلك الدكتور مصطفي عبد الخالق نائب رئيس الجامعة لشئون البيئة وخدمة المجتمع، معرباً عن فخره واعتزازه بضيف الجامعة القدير الباحث المدقق في عالم المصريات وعلوم الطب والدين وتاريخ الحضارات القديمة، الذي تشرف مصر بوجود علماء أجلاء مثله يدافعون عن حضارتها وكنوزها وريادتها على العالم بأكمله.
ومن جانبها قالت الدكتورة عبيره محمود السيد مدير وحدة مناهضة العنف ضد بالجامعة أن الوحدة حريصة على تنظيم مثل تلك الفعاليات التي من شأنها نشر الوعي الثقافي وتنمية الفكر المجتمعي لدى الطلاب، من خلال استضافة نخبة متميزة من الأساتذة والمتخصصين في كافة المجالات، موجهه الشكر والتقدير للدكتور وسيم السيسي لتلبيته الدعوة ومشاركته في الندوة، ومؤكدة أن الحديث عن دور المرأة في بناء المجتمع كبير وعظيم، ولا يمكن حصره في عدة نقاط، فهناك نماذج كثيرة وبطولات حقة للمرأة المصرية المناضلة، لانستطيع أن نوفي حقها أو تكريمها في سطور، فالمرأة لا تعبر عن قطاع أو فئة متجانسة، وإنما تتنوع من حيث الفئة العمرية والانتماءات الجغرافية والمهنية ودرجة تعليمها، كما تتنوع اهتماماتها واحتياجاتها داخل المجتمع الواحد، حيث نجد دورها حيوياً وفعالاً في بناء الدول، فهي اللبنة الأساسية فيه، وهي كالبذرة التى تنتج ثماراً تصلح بصلاحها وتفسد بفسادها.
وفي بداية المحاضرة، عبر الدكتور وسيم السيسي عن شكره وامتنانه لإدارة الجامعة وعلى رأسها الدكتور أحمد عزيز رئيس الجامعة على هذه الدعوة والاستضافة الكريمة، معبراََ عن سعادته بتواجده وسط أبناءه من الطلاب لليوم الثاني على التوالي، في واحدة من أهم الندوات الثقافية التي تسلط الضوء علي دور المرأة في بناء الوطن عبر العصور، مشيراً إلى أن المرأة تعد حجر الأساس في المجتمع، فهي نصف المجتمع، وهي من تنجب النصف الآخر، فمنذ القدم برز دورها في المجتمع، فهي الأم والمربية صانعة الأجيال، وهي الزوجة التي تدير أمور البيت، وتلبي احتياجات جميع أفراد المجتمع، وهي الأخت والابنة، وهذا يجعل الدور الذي تقوم به المرأة لايمكن إنكاره أو التقليل منه.
وتطرق المفكر الجليل إلى الحديث عن دور المراة في عهد قدماء المصريين، حيث كانت تتمتع المرأة بمنزلة كبيرة في القصر الفرعوني، فكانت ملكة تشارك في الحكم وتربي النشأ ليخلف عرش أبيه الملك، كما كانت تشارك في المراسم الكهنوتية في المعابد، وأضاف أنه في عهد الفراعنة وصلت المرأة للحكم وأحاطتها الأساطير، فكانت المرأة المصرية لها سلطة قوية على إدارة البيت والحقل واختيار الزوج، كما أنها شاركت في العمل من اجل إعالة البيت المشترك، وكذلك لا نستطيع أن نغفل دورها الهام في عهد الدولة الحديثة مروراََ بالاحتلال الإنجليزي ومشاركتها في ثورة ١٩١٩، وأيضاََ تأثيرها الممتد في ملحمة أكتوبر المجيدة، ووقوفها فى الصفوف الأولى تستقبل المصابين وتداوى الجروح رغم اعتصار قلبها قلقاً على أبناءها.
واختتم السيسي الندوة مطالباََ أن نُعطي المرأة حقوقها كاملة ونضمن لها كرامتها، وذلك عن طريق اهتمام كافة مؤسسات الدولة بصياغة وتبنى سياسات تتسم بالشمول والتكامل، وتتعامل مع كافة شرائح المرأة وفئاتها وتلبى احتياجاتها مع تنوعها، مضيفاً أنه يجب الاعتراف بأن التنمية الشاملة لا يمكن أن تتحقق في مجتمعنا دون مشاركة إيجابية من المرأة، فهي من تبني الأجيال ذكوراً وإناثا لينهضوا بحضارتهم، ويصنعوا مستقبلاً واعداً لبلادهم.