https://www.google.com/adsense/new/u/1/pub-7729647776385016/payments/verification

البشمهندس أيمن يكتب …. عم عبده

البشمهندس أيمن يكتب …. عم عبده
كانت الحياة تمضى مملة وبطيئة أثناء الاجازة الصيفية من المدارس فلم تكن سبل الرفاهية الحديثة المتوفرة الان ..موجودة.. آنذاك.. وكان المصروف الضئيل الذى نحصل عليه فى أثناء الدراسة ينقطع أحيانا أثناء الاجازة ولما كانت حاجاتنا الخاصة لا تنقطع لذلك فكرت مع صديق الطفولة أن نذهب الى العمل فى مدينة بورسعيد وكانت حديثة العهد فى الانفتاح الاقتصادى والمنطقة التجارية الحرة .. وبها فرص عمل كثيرة للجميع وشجعنا على ذلك وجود أحد اقاربه هناك حيث يعمل مدير لأحد الفنادق بها وبعد أن اتصل به صديقى ورحب قريبه بقدومنا ووعده بتدبير عملا محترما يليق بنا , وبالفعل سافرنا وقابلنا قريبه هناك مقابلة جافة مقتضبه و أوكل أمرنا الى أحد مساعديه الذى أخذنا بدوره مباشرة الى العمل وكنا نظن أن العمل سيكون شيئا لائقا فى الاستقبال أو الشئون الادارية المكتبيه و لكن فوجئنا أن العمل المتاح لديه هو العمل كعمال مساعدين فى المطبخ و بعد فترة تردد من جانبنا عدنا الى قريبه الذى أسمعنا محاضرة مقتضبة عن ضرورة صعود السلم من أولى درجاته .. ورغم عدم قناعتنا بكلامه .. أضطررنا فى النهاية للقبول بالوضع المتاح ..وبعدها منحنا احدى غرف العاملين الضيقة جدا على سطح الفندق وأعطانا زيا موحدا وطلب سرعة النزول الى المطبخ لبدء العمل و برغم أن المفاجاءة كانت أصعب مما كنا نتصورها , الا أننا عزمنا على استكمال التجربة حتى النهاية ونزلنا بالفعل الى المطبخ وهناك استقبلنا المسئول عن عمال المطبخ وكان رجلا اسمر البشرة .. يتكلم بنفس لهجة أهل النوبة التى سمعناها كثيرا فى الافلام القديمه وبمجرد أن تحدث الينا لم نستطيع كتم الضحكات التى أفلتت رغما عنا لكنه لم يعبأ بذلك بل كان رده عمليا …حيث كلفنا بتقشير شوال بصل …وأنا فى حياتى لم أقشر بصلة واحدة.. بل اكثر من ذلك.. تدمع عيناى لمجرد أن اشم رائحة البصل المقشر …فقلت لصاحبى ..طيب وبعدين … هانعمل ايه دلوقت يافالح ؟؟؟ شوال بصل ….بحاله ؟؟ ولم يستطع صاحبى ان يرد ..ولكنه تناول السكين ..مرغما ..وبدأ فى التقشير بالفعل أما أنا وحتى لا أحرجه اكثر من ذلك فقد تصنعت البطولة وأخذت أعمل معه وما هى الا بضع دقائق حتى بدأت دموعى فى الانهمار وأصبحت لا أرى شيئا تقريبا ولم أستطع ان اكمل حتى بصلة واحدة.. فتوجهت الى المسئول النوبى الذى نسيت أن أسأل عن اسمه ..من أثر صدمة البصل تلك.. وطلبت بأدب ..عملا آخر فأعطانى بالفعل مهمة أسهل وكانت هى تقشير الثوم …. الذى كنت لا أطيق رائحته كذلك ..ولما كنت لا أعرف اسم المسئول ..فقلت لنفسى لابد ان اسمه عبده فهذا هو الاسم الشائع للنوبيين فى الافلام القديمة ..وبالفعل. رجعت اليه قائلا .. لو سمحت يا عم عبده ممكن أقشر حاحة ثانية غير الثوم يعنى لو فى خضار ..أو …فاكهة مثلا … وهنا أنفجر الرجل فى وجهى غاضبا..ولم يكن غضبه بسبب كثرة طلباتى ..بل لسبب آخر ..حيث رد على قائلا .. انا مش اسمى عبده… انا اسمى ..سليمان.. ولا ادرى لم قابلت غضبه هذا بالضحك رغما عنى… وقلت له.. لأ.. اسمك عبده ..وغضب الرجل جدا وهو يقول لأ.. سليمان …وأنفجر صاحبى أيضا فى الضحك هو والعاملون فى المطبخ فقد أدرك صاحبى أننى أمثل ذلك المشهد الخالد فى المسرحية القديمة التي جمعت العمالقة مارى منيب و عادل خيرى وهى تصر على ان أسمه يكون ..عبده ..طالما أنه سيعمل ..سائقا …لديها …وهو يصر على ان أسمه سليمان….وفى النهاية ..رضى أن يكون اسمه عبده.. .. ونظرا لارتفاع أصواتنا بالضحك فقد حضر أحد المسئولين فى الفندق مسرعا ليرى ما هى المشكلة وبعد أن شرحنا له الموقف فالامر كله لا يعدو .. أن يكون دعابه وقمنا بالاعتذار لعم سليمان ..بالطبع .. واكدنا أمام المسئول اننا على استعداد تام لتقشير البصل والثوم اللى فى بورسعيد كلها .. لكن الرجل لم يقتنع وكافاءنا المدير بالطبع بالطرد فورا من العمل ولم تشفع عنده قرابة صاحبى وبالفعل غيرنا ملابسنا وهممنا بالمغادرة بعد هذا الفشل الذريع وقمنا بالسلام على الجميع حتى ..عم عبده ..الذى ودعنا بغضب وبكلام غير مفهوم بلهحته النوبيه السينمائيه بالاضافة الى عدة اطباق صينى طائرة فى اتجاهنا استطعنا بنجاح أن نتفاداها.. و كان .. هذا هو النجاح الوحيد الذى أحرزناه فى هذه الرحلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى