براءة وحياة بقلم الكاتب الصحفي حسن ابو زهاد

براءة وحياة
بقلم
حسن ابو زهاد

 

 

براءة ايها الموت فليس في كل حالتنا من افقدتنا أحبابنا ولكن احيانا يكون الفقد جهلا وغباء أو أقدار محتومة فلا هروب منها لأنها خففت من رب السماء فالحمد هو السبيل والرضا هو السعادة والنجاح إعلان للحياة بأننا باقون بقدرة رب العالمين لا ياس ولا قنوط ولكن اقدام وحياة فليس الفقد مقتصرا علي الموت ونهاية الحياة ولكن احيانا نخسر أحبابنا بأنفسنا من تلقاء ذاتنا وكيف لنا ان نخسرخهم بانفسنا حينما نعجز عن تقديرهم كما يليق بهم حينما تقف الكلمات الطيبة متحجرة في الأفواه ولا تخرج لتعالج مشكلات الحياة وتعيد البسمة الي الشفاه من جديد الابتسامة التي ضاعت في خضم الحياة لا ندرك تأثيرها السحري ربما يمكن الحل في ابتسامة صادقة أو كلمات عذبة تطفئ وهج المشكلات الحياتية المتعاقبة الخروج عن المألوف والروتين اليومي بنزهة جميلة تخفف من الآلام والمتاعب وتعيد صياغة الحياة من جديد هكذا تكون خسارة من نحب بأيدينا نحن نظلم الدنيا والحياة عموماً لو نسبنا الفقد إليها أن الفقد كان الاختيار ربما الغير مقصود ولكن التأثيرات المتراكمة قد تؤجج النفوس وتنهي واقعاً جميلا ليتنا ندرك ذلك جيداً فنحافظ علي اللحظات الجميلة بيننا والتي تنمو بالسعادة والايثار والبعد عن الأنانية وحب الذات ومعظم مشاكلنا في التعامل مع الآخرين تأتي مِن خطأ في تفكيرنا في عقولنا نحن لا في تفكيرهم هم فنحن نفكر في الناس دائما كما لو كانوا مثلنا تماما متماثلين معنا بكل صور الحياة المتطابقة معنا في كل الصفات النفسية والأخلاقية والروحية والوجدانية ولذا فإننا نريد منهم صورة رسمها ذاتنا لنا لا رسموها هم صور مطابقة الشخصية نربظ منهم أن يتصرفوا معنا كما لو كانوا نحن وكنا هم إلا توجد فروق جوهرية بين الأشخاص وسمات الشخصية فكل شخصية لها سماتها الخاصة بها والتي تعبر بها في المواقف الحياتية اليومية في شتي الموضوعات التي تواجهنا في الحياة ولكننا ننتظر ردود فعل معينة في عقولنا نحن رسمناها لأنفسنا دون النظر إلي عقول من نحب فإذا جاء ما ننتظره منهم أقل مما نصبو إليه صدمنا فيهم وتغيرت مشاعرنا تجاههم وخسرنا صفاء قلوبنا بهم وربما خسرناهم الي الابد او خسرنا صداقتهم الطاهرة النقية المملوءة بالمشاعر الجميلة والأحاسيس الحقيقية الراقيةو نكرر هذا الخطأ دائما مع أن كل إنسان هو وحدة شخصية منفردة بذاتها لها سماتها المميزة وردود افهالها الثابتة لديها بقناعة منها علي الأسس التي تربت عليها وكونت معالم شخصيتها لهذا فلابد أن تختلف ردود أفعاله إلى حد عما نتوقع ونريد لأننا لسنا متماثلين متطابقين فردود أفعالنا تختلف عن ردود أفعال الآخرين وما لم نعرف ذلك مجبرين أنفسنا على قبول ذلك ربما تصورنا المعاناة معهم و إتهمناهم بتحجر القلوب و خسرنا الاتزان النفسي والسلامة النفسية لأنفسنا من جراء جلد الذات والتفكير بأسلوب يعمم ردود الفعل لدينا وَ إزداد إحساسنا بالوحدة والآلام والاوجاع ونحن وسط خضم الحياة حقيقة لابد لنا أن ندرك أن الله خلق البشر درجات وجعل تفاوت بين الشخصيات حتي أصابع اليد والقدم ولون العينين كل ذلك ليست متطابقة نعم لقد أثبت العلم صدق بصمة العين كما أثبت صدق بصمة الأصابع فلا يوجد تماثل أو تطابق فكيف لنا ان نطلب ردود أفعال متطابقة ظنا منا ان ذلك هو الحب ولكن الحقيقة تكمن في احتواء المشاعر الإنسانية كما هي علي طبيعتها دون تكلف في التغير والاحتفاظ بالنسخ العفوية الخام كما هي حتي تظل الحياة جميلة ويعود إليها صفائها ونقائها اللهم يا رب العالمين أحفظ قلوبنا وثبتها اليقين وامنحها القدرة علي العفو والصفح ومغفرة الزلات اللهم آمين يارب العالمين واحفظ مصر وشعبها العظيم وقيادتها الحكيمة وجنرالها الذي عبر بها أصعب الظروف التي تمر بها البلاد وأهل مصر الطيبين الطاهرين المخلصين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى