https://www.google.com/adsense/new/u/1/pub-7729647776385016/payments/verification

شريف نصار يكتب … حوار مع عبد الناصر …

شريف نصار يكتب … حوار مع عبد الناصر …

ليلة الثامن والعشرين من سبتمبر عام ١٩٧٠ رحل القائد الاكبر فى الأمة العربية ، رحل الرجل الذى طالما عارض سياسات واشنطن ولندن فى المنطقة حاربهم وحاربوه له انتصاراته وله انكساراته ، كانت مفاجأة للجميع ، الرجل لم ينام بعد مفاوضات ناجحة بتهدئة الاوضاع فى عمان بين الاشقاء العرب فيما سمى ( ايلول الاسود ) .
حقا كان ايلول اسود ابتدأ بقتل العرب لبعضهم البعض وانتهى بوفاة زعيم الأمة العربية جمال عبد الناصر
الرجل الذى حاول توحيد الامة العربية سياسيا ولكنه وحدها على الاقل معنويا وروحيا . وفى يوم الاول من اكتوبر كانت اعظم جنازة عرفتها الانسانية جمعاء ٧ مليون انسان فى القاهرة فقط ، فما بالكم ببيروت ودمشق وبغداد وقسنطينة وطرابلس والقدس والعديد من المدن العربية المكللة بالحزن لوفاة الرجل فى اصعب مرحلة تعيشها الامة العربية .
ليلة ٢٨ من سبتمبر عام ٢٠١٩ اى بعد وفاة الرجل ب ٤٩ سنة ، اجلس امام صورته وانظر لها بتمعن وكأننى اريد ان اقول له ابناء امتك يموتون يوميا ، افكر بتمعن فى وطنى الكبير ( وطنى العربى ) وانا جالسا بوطنى الصغير ( منزلى ) . دققت النظر فى عينيه الحالمة بأمة عربية متحدة قوية ونظرت الى ملامح وجهه الشامخة بسمرتها النيلية الصعيدية وفجاة رايته يتحدث الى فكرت بالهرولة من شدة الصدمة الى خارج البيت ( فالجرى نصف الشجاعة ) ولكننى تمهلت حتى استمع الى السؤال ثانية ووجدته حقا يسألنى ثانية ما احوال الامة العربية يا ولدى ؟ فقلت له سيئة للغاية سيادة الرئيس عبد الناصر : ماذا يحدث يا ولدى ؟
فى سورية حرب شعواء عليها من اعدائك القدامى سيادة الرئيس منذ ثمانى سنوات وفى ليبيا حرب أهلية بين الشعب العربى الليبى ومنطقة الخليج تغلى بالاحداث المتتالية ومصر تحارب الارهاب ولكنها لم تسير على الطريق الصحيح فالمواطن البسيط يموت كل يوم والغنى فقط هو من يستطيع ان يعيش .
عبد الناصر : احوال السودان طمنى على السودان يا ولدى
قاموا بثورة وعلى وشك الاتفاق بين الفصائل الثورية والجيش
عبد الناصر : وفلسطين هل تحررت ؟ يا سيدى القائد لو كانت تحررت فلسطين لكانت الامة العربية تقود العالم ولكن للاسف الاحتلال مستمر ويهدد امننا يوما بعد يوم والغريبة ان قادتنا وضعوا ايديهم فى ايدى قادة اسرائيل ونسوا فلسطين لدرجة اتفاقهم على صفقة تدعى صفقة القرن لتصفية القضية
عبد الناصر : تصفية القضية ؟؟!! كيف وهى بوصلة النضال العربى ؟
للاسف سيادة الرئيس بوصلة النضال العربى تحول الى القاهرة ، دمشق ، حلب ، عدن لا بإتجاه القدس ، تحول الصراع العربى _ الاسرائيلى الى صراع عربى _ عربى .
عبد الناصر : لا حول ولا قوة الا بالله ما كل الذى يحدث هذا يا ولدى اين الحمية العربية واين العروبة واين العرب ؟
ضعنا من بعدك سيادة الرئيس ، نحتاجك .
عبد الناصر : لا يا ولدى بل تحتاجون الى انفسكم تحتاجون ان تحبوا وطنكم ، تحتاحوا ان تنكروا الذات وان تؤمنوا بالله ثم الوطن .
ياليت الحوار كان حقيقيا
رحمك الله يا عبد الناصر

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى