لحظات الانتظار بقلم الكاتب الصحفي حسن ابو زهاد

لحظات الانتظار بقلم حسن ابو زهاد

الإنتظار في حد ذاته شيئا يستحق التفكير والبحث والدراسة والحالة النفسية للمنتظر أثناء الانتظار وما يدور بخاطره وصدق نواتج التفكير في صدق الانتظار فتتعدد نواحي الانتظار في محطات الحياة كثيراً
فتتعدد مفاهيمه وتوجهاته انتظار طال لسفر صديق عزيز في مكان بعيد حالت رؤيته المسافات البعيدة ووتتابع الأيام والشهور والسنين أو إنتظار امتحانات تعبنا من كثرة الاستعداد لها إنتظار مال يأتي بعد مشقة العمل. وتعب وجهد كبير انتظار حبيب تعلقت به الروح عشقا وحبا يأتي من سفر إنتظار الشفاء بعد المرض الذي انهك الجسم واتعب الفؤاد انتظار القطار علي محطة وصوله إنتظار الحزن أن ينفذ السعادة أن تأتي ولكن هل جربت إنتظار الأماني وتحقيقها والفرحة بها والسعادة بالسعي من أجلها أنها مجموعة من الأحاسيس والمشاعر الصادقة الإنسانية التي تملأ عيون القلب سعادة وهناء ورضا إنها فسحة الوقت بين الأماني وتحقيقها ومجموعة المشاعر والأحاسيس الحقيقية التي تتعايش معها حينذاك
ما أجمل الأمنيات التي نتمناها رغبة في تحقيقها فكثير من الأماني التي احتسبناها جميلة تمنيناها وانتظرنا تحقيقها هذه الأماني ربما غابت عيوننا كثيرا ولكنها بين الحين والآخر تلوح لنا معلنة إنتظار ان تبدو لنا في الأفق تلوح بوجودها السعادة الحقيقية أن تتحقق فربما كانت السعادة الحقيقية في إنتظار السعادة نفسها فانتظار السعادة سعادة غامرة لا تقل أبدا عن تحقيق الامنيات التي طالما حلمنا بها ليلا ونهارا وعملنا من أجلها كثيرا
ان السعادة الحقيقية تقوم على انتظار السعادة فلحظات انتظارها هي الأمل الذي يستحق السعي وبذل التضحيات الكبيرة وربما بذل الأرواح نفسها فالصراعات علي الحق تستحق أن نسعد من أجلها الحفاظ علي الأوطان تستحق بذل الغالي والنفيس الروح والدم والتضحيات بالحياة نفسها كل هذا يستحق التضحيات الكبيرة لأن الهدف راقي الأهداف نبيلة تستحق السعي بصدق فالانتظار والأمل كلمتان بينها كثيرا من الأحداث المتتابعة في الحياة تحمل بينهما أفكارا وطموحات ورحلة مليئة بالزكريات تستحق ان نعبر عنها أو نفضي بالمشاعر الإنسانية التي ترافقها فتملا كياناتها حياة فوق الحياة نفسها لتملأ روحها عبيرا
الانتظار ربما احسسنا احيانا بطول الوقت أو مرارة الأحداث أو جثامة التضحيات ولكن مع تحقيق الأمل تلوح الأفراح وتسعد النفس فننسي الآلام والمتاعب وتاخذنا لحظات الفرح والغبطة لتحقيق الأماني في طريق آخر طريق السعادة والهناء
ننتظر أملا يلوح من أمامنا حتي في الأفق البعيد لنعلن للحياة أننا بانتظار وصول الهدف أفئدة القلوب الصافية فياتي الفرج والسعادة نعم يأتي قد يأتي برغم ضيق الطرقات التي نمر من خلالها برغم العقبات والموانع التي تقابلنا برغم ما نستنفذ من طاقات وتقابلنا سدود وموانع ونقابل في حياتنا من محبطين يقفون سدا منيعا دون تحقيق الأماني ولكن الاصرار والتحدي ومواصلة الجهد المبذول يفتح الأبواب المغلقة وينثر الأمل والتفاؤل في النفوس ملعنا إعلان السعادة الحقيقية بفرحة النصر وتحقيق الأماني إن أحتراق القدرة علي متابعة المسير بداخلنا قبس من نور برغم ضعفه ينثر بعضا من ضياء في دروب ابتلعها ظلام الخيبات وظلمات الياس والآلام
والحقيقة ان حياتنا ما هي إلا انتظار مؤجل لكن الواقع الإنساني يخبرنا بأن لحظة حب مخلصة تساوي عمرا طويلا من الإنتظار ان لحظات المودة والمحبة الخالصة الصداقة الراقية المضيئة الدعم الخالص الأرواح الجميلة الراقية حينما تقابلنا تنسينا مآسينا وتبعث داخلنا روح الحياة الممزوج بالأمل فننطلق دون توقف نسابق الريح نعوض ما فقدناه في خيبات ومرارة الأيام والسنين تنسينا الامنا أحزاننا فرحة النصر وغبطة تحقيق الأماني أنها الحياة تعطي من يخلص تمنح من يمنح الرضا والسعادة للغير يمد يد المحبة الخالصة للجميع معلنا لنفسه أن. اشعال شموع الآخرين لا تطفأ له شموع بل تزيد الانوار ليري الجميع الصورة واضحة أمام العيون حقيقة ما أجمل أن نمد العون لغيرنا بإحساس راقي وروح من الايثار ومكارم الأخلاق فالحياة تقدر نجاحاتنا فيها بقدر ما نقدم من عطاء وبقدر ما نمنح من جهود لاسعاد الآخرين لعنا ننتظر فرحة تحقيق الآمال فنعمل لها مخلصين ننتظر باشتياق تحقيق الأماني وفرحة النصر والنجاح علي خيبات خطط لها وموانع وضعت أمام الخطا لتكون سدا منيعا دون تحقيق ولكن التحدي وروح المنافسة قد حول الاحلام حقيقة ليبني قصور المجد في وسط احلام الحياة
.