شهد الاقتصاد العالمى تذبذبات حادة جراء الحرب التجارية الكبرى بين أقوى اقتصاديين فى العالم الولايات المتحدة الأمريكية والصين، الأمر الذى آثر سلبا على الأسواق العالمية.
بداية، تباطأ نمو الوظائف في الولايات المتحدة بأكثر مما كان متوقعا في أغسطس الماضي، مع تراجع التوظيف في قطاع التجزئة للشهر السابع على التوالي، فيما يرى خبراء أن مكاسب زيادات الأجور تدعم إنفاق المستهلكين وتُبقي على نمو الاقتصاد الأميركي بشكل معتدل، وسط تهديدات متزايدة من التوترات التجارية، كما أظهر التقرير الشهري للوظائف الذي نشرته وزارة العمل الأميركية، الجمعة، انتعاشا في أسبوع العمل، إذ زاد المصنعون ساعات العمل للعمال بعد خفضها في يوليو.
الحكومة الأمريكية قالت إن الوظائف في القطاعات غير الزراعية زادت 130 ألف وظيفة، خلال الشهر الماضي. ووفر الاقتصاد الأمريكي وظائف أقل بمعدل 20 ألفا في يونيو ويوليو، مقارنة مع التقديرات السابقة، وقد بلغ متوسط نمو الوظائف 156 ألفا، خلال الأشهر الثلاثة الماضية، لكنه ما يزال أعلى من حوالي 100 ألف وظيفة مطلوبة شهريا لمواكبة نمو السكان في سن العمل، فيما لم يسجل معدل البطالة تغيرا يذكر عند 3.7 % للشهر الثالث على التوالي مع دخول المزيد من الأشخاص إلى سوق العمل.
فى سياق متصل، أظهرت بيانات من الاتحاد الأوروبي،أن نمو منطقة اليورو تراجع بمقدار النصف في الربع الثاني من العام الجاري مع انكماش اقتصاد ألمانيا وتباطؤ التجارة، فيما ذكر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي (يوروستات) أن الناتج المحلي الإجمالي في منطقة اليورو زاد 0.2 % في الربع الثاني، بعد نموه 0.4 % في الأشهر الثلاثة الأولى من 2019، وتماثل البيانات التقديرات السابقة ليوروستات وتوقعات السوق، وتؤكد الآفاق التشاؤمية للتكتل الذي يضم 19 دولة، والذي يواجه تهديدا مزدوجا من الضبابية المحيطة بخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحروب التجارية العالمية.
وتباطأت التجارة ككل خلال الربع، مع نمو الواردات بوتيرة أقل مقارنة مع الربع الأول، واستقرار الصادرات بعد أن سجلت نموا نسبته 0.9 % في الربع السابق، وإجمالا، ساهمت التجارة بخصم 0.1 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي، كما انكمش اقتصاد ألمانيا، الأكبر في التكتل والذي يعتمد بقوة على الصادرات، بنسبة 0.1 % في الربع الثاني، مسجلا أسوأ أداء في منطقة اليورو، وقد ذكر تقرير أن الطلبيات الصناعية الألمانية انخفضت مجددا في يوليو، مما أدى إلى زيادة المخاوف بشأن حدوث ركود في الربع الثالث في المحرك الاقتصادي التقليدي لأوروبا، كما أكد يوروستات أن نمو التوظيف تباطأ في منطقة اليورو إلى 0.2 بالمئة في الربع الثاني من 0.4 % في الربع الأول، وفقا لرويترز.
على صعيد متواصل، ظلت أسعار الذهب تتعرض لضغوط، في الوقت الذي شجعت فيه بيانات أميركية قوية المستثمرين على العودة إلى الأصول العالية المخاطر مما أضر بالطلب على المعدن الأصفر، الذي يُعتبر ملاذا آمنا، ودفع البلاتين أيضا للانخفاض 3 %، وقد تراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.6 % إلى 1509.41 دولار للأوقية (الأونصة)، بعد أن هبط 1 % إلى 1504.30 دولار وهو أدنى مستوى منذ 23 أغسطس، وهبط الذهب في العقود الأمريكية الآجلة 0.5 % إلى 1517.90 دولار للأوقية، فيما تراجعت أسعار الذهب، الخميس، 2 % بعد بيانات إيجابية للتوظيف في القطاع الخاص ومن قطاع الخدمات الأمريكي، وتدفع تلك الانخفاضات الذهب إلى مسار تكبد خسائر للأسبوع الثاني على التوالي.
وصعد أسعار الذهب نحو 18 % منذ بداية العام الجاري إذ أوقدت الحرب التجارية مخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي وشجعت بنوكا مركزية كبيرة في أنحاء العالم على خفض أسعار الفائدة، وبالنسبة للمعادن النفيسة الأخرى، انخفضت الفضة 1.4 % إلى 18.37 دولار للأوقية، بعد أن تراجعت 4.8 % في الجلسة السابقة، فيما تظل الفضة متجهة صوب اختتام الأسبوع على ارتفاع، وبلغت الفضة أعلى مستوياتها منذ سبتمبر 2016 ، وهبط البلاديوم 0.7 % إلى 1548.94 دولار ليتراجع بعد أن ارتفع على مدى 3 جلسات على التوالي، فيما نزل البلاتين 3 بالمئة إلى 928.25 دولار للأوقية.
من جهة أخرى، استقرت أسعار النفط، مع اتجاه الخامين القياسيين برنت وغرب تكساس لتحقيق مكاسب أسبوعية في ظل تراجع كبير لمخزونات النفط الأميركية، بينما انحسرت التوترات التجارية بعد اتفاق واشنطن وبكين على إجراء محادثات رفيعة المستوى الشهر القادم، وقد ارتفع خام القياس العالمي برنت 6 سنتات إلى 61.01 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 5 سنتات إلى 56.35 دولار للبرميل، وقد أمضى خام برنت وخام غرب تكساس جلسة التداول الآسيوية في تسجيل تحرك طفيف إما صعودا أو هبوطا، ويتجه برنت صوب تحقيق رابع مكسب أسبوعي، بينما يتجه الخام الأميركي للارتفاع للأسبوع الثاني.
وقد اتفقت كل من بكين وواشنطن، الخميس، على إجراء محادثات رفيعة المستوى في أوائل أكتوبر في واشنطن، ما رحب به المستثمرون الذين يأملون في انتهاء الحرب التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم والتي أدت إلى زيادات متبادلة للرسوم الجمركية، مما أضر بالنمو الاقتصادي، حيث ويؤثر النزاع الممتد من فترة طويلة سلبا على أسعار النفط، على الرغم من أن الأسعار ارتفعت على مدى العام بدعم من تخفيضات الإنتاج، التي تقودها منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاؤها بما في ذلك روسيا لتصريف المخزونات، وقد ذكرت إدارة معلومات الطاقة الأمريكية أن مخزونات النفط والمنتجات النفطية في الولايات المتحدة انخفضت الأسبوع الماضي، مع تراجع مخزونات الخام للأسبوع الثالث على التوالي على الرغم من قفزة سجلتها الواردات، كما تراجعت مخزونات الخام 4.8 مليون برميل، ما يزيد بمقدار المثلين تقريبا مقارنة مع توقعات المحللين، إلى 423 مليون برميل وهو أدنى مستوى منذ أكتوبر 2018.
فى سياق متصل، سيتم استئناف المفاوضات الأمريكية الصينية فى واشنطن مطلع أكتوبر المقبل، فى جولة جديدة، حيث جاء الإعلان في أعقاب اتصال في وقت سابق بين ليو خه نائب رئيس الوزراء الصيني والممثل التجاري الأميركي روبرت لايتهايزر، ووزير الخزانة الأمريكي ستيفن منوتشين وفق ما ذكرته وزارة التجارة الصينية في بيان على موقعها الإلكتروني، كما شارك في تلك الاتصالات أيضا يي قانغ محافظ البنك المركزي الصيني، حيث ذكرت الوزارة أن فرقا تجارية من البلدين ستعقد مشاورات في منتصف سبتمبر مضيفة أن الجانبين اتفقا على اتخاذ إجراءاتفعلية لخلق أجواء مواتية.