د. حمدي سعد يكتب … المزواج !
لم يضع الشرع قيدا على الزواج الا منع الزيادة عن الزوجات الاربع، فمن وجد في نفسه الاستطاعة المادية والنفسية والجسدية ان يتزوج بأربعة نساء فلا حرج عليا شرعا. ولا قيد اساسا على عدد مرات الزواج، فالرجل يستطيع ان يتزوج ما شاء طالما لم يكن فى عصمته الا الاربعة زوجات.
والحرية الشخصية للأشخاص مصونة وحياتهم الشخصية هى ملك لهم، فكل إنسان حر فى حياته يفعل فيها ما يشاء طالما لم يخالف الشرع ولا القانون ولا العرف. لكن الشخصية العامة لها اعتبارات اخرى، خصوصا الشخصيات المشهورة بين اوساط الشباب بتقديم خطاب دينى بلغة قريبة من لغتهم ومن طريقة تفكيرهم. فالشاب الذى يستمع الى خطب وبرامج الداعية غالبا ما يرتبط به ويضعه فى مكانة فى قلبه تجعله يقتنع بما يقوله ويتأثر به. لذلك على الداعية الذى يخاطب الشباب ويمثل القدوة لهم ان يتحسب لخطواته ويدقق فى كل تصرفاته ولا يظهر تفاصيل حياته الشخصية للعلن حتى لا يفتن الشباب المتابعين له. فأى رسالة يقدمها داعية بالزواج من الفنانات والمشهورات وطلاقهم وتكرار ذلك كل شهرين او بضعة اشهر؟
وكيف تكون الصورة الذهنية للزواج فى عقول شبابنا؟ وهل تكرار الزواج والطلاق وعلى هذا النحو المبالغ فيه يصدر عن شخص طبيعى ومتزن نفسيا فضلا عن ان يكون داعية؟
كان الله فى عون شباب شارفوا على الاربعينات من عمرهم ولم يستطيعوا تدبير تكاليف زواجهم فى ظل ازمة اقتصادية واجتماعية تضرب جيلا كاملا وتشعرهم بالقهر الاجتماعى وهم يشاهدون هذا السفه ممن مفترض ان يقودهم الى طريق الله سبحانه وتعالى.
نصيحة الى الداعية والى غيره ممن لهم تأثير فى اوساط الشباب، اتقوا الله فى شبابنا، وإذا بليتم فاستتروا!
